«عبد الله صالح» و«الحوثي» أسرار تحول الحلفاء لأعداء على أطلال اليمن

بوابة أخبار اليوم

السبت، 02 ديسمبر 2017 - 06:33 م

قبل أشهرٍ قليلةٍ ، اتهم زعيم جماعة أنصار الله الحوثية، عبد الملك الحوثي، الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح بالخيانة والاتفاق سرًا مع التحالف العربي الذي تقوده السعودية، منذ ثلاث سنوات ضد انقلاب الحوثيين في الأراضي اليمنية.

ولكن ما حدث صبيحة السبت 2 ديسمبر أكد أن هناك تفاصيل وراء العداء المفاجئ بين الحليفين السابقين، فقد أبدى الرئيس اليمني السابق استعداده التفاوض مع التحالف العربي وإنهاء حالة الحرب الناشبة في البلاد منذ ثلاث سنوات، ليضرب بذلك المسمار الأخير في نعش العلاقة بينه وبين الحوثيين، المدعومين من إيران، و ليبدأ معها الطرفان اللذان كانا يدًا واحدةً قبل أيام، رحلةً جديدةً من العداء الصريح.

السيطرة على الأرض

في مسرح الأحداث؛ اندلعت اشتباكاتٍ في أنحاءٍ عدةٍ بالعاصمة اليمنية صنعاء، تمكنت من خلالها القوات الموالية لحزب المؤتمر الشعبي، المؤيد لعلي عبد الله صالح من بسط سيطرتها على مناطق حيوية جنوب العاصمة اليمنية، بحسب ما أعلنته القوات الموالية لصالح، والتي أكدت أيضًا سيطرتها على مطار صنعاء ، إضافةً إلى مبانٍ حكوميةٍ كانت تخضع لسيطرة الحوثيين.

و قبل أن يحدث هذا ، خرج الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح ، الذي أطاحت به ثورةٌ شعبيةٌ في خضم أحداث الربيع العربي، ليضرب علاقته بالحوثيين في مقتلٍ ، بإعلانه الفراق عنهم ، و وصمهم بالعدوان السافر على الجمهورية اليمنية ، حين قال إن "الشعب انتفض ضد عدوان الحوثيين السافر بعد ما عانى الوطن منه على مدى 3 سنوات عجاف منذ أن تحملوا المسؤولية بعد فرار الرئيس عبد ربه منصور هادي، لا مرتبات ولا دواء و لا مأكل و لا مشرب و لا أمان، يقومون بتجنيد الأطفال الصغار و يزجون بهم في معارك عبثية".

الحوثي يرد 

رد الحوثيين على ما قاله صالح جمع بين سياسة تقدير الموقف للحليف الوحيد على الأرض والهجوم المضاد، فزعيم الجماعة المدعومة من إيران، عبد الملك الحوثي، دعا صالح إلى التعقل وعدم الانجراف وراء من وصفهم بالميليشيات المتهورة التي تسعى لإثارة الفتنة - حسب تعبيره - نافيًا في الوقت ذاته أن يكون أنصاره قد هاجموا أو اقتحموا جامع الصالح في صنعاء.

أما الرد العنيف من قبل الحوثيين ، فجاء من المتحدث باسم جماعة أنصار الله ، محمد عبد السلام ، الذي اتهم الرئيس اليمني السابق بقيادة انقلاب على الدولة اليمنية و الشراكة التي تجمع قوات حزب المؤتمر الشعبي بالحوثيين ، حسب قوله ، ليقرن اسمه باسم الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي ، الذي تعتبره الجماعة الحوثية منقلبًا على الشرعية في اليمن.

خلافات متأصلة

و لم يكن الخلاف بين على عبد الله صالح و الحوثيين وليد اللحظة على الرغم من الإقرار بأن التصريحات التي جاء بها صالح اليوم و حملت هجومًا عنيفًا على الحوثيين كانت فجائيةً.

فمتى بدأ الخلاف؟ بدأ الخلاف المتأصل في مطلع عام 2015، حين رفض الحوثيون انعقاد مجلس النواب اليمني للموافقة على استقالة الرئيس اليمني عبد ربه هادي منصور ، التي قدمها في 22 يناير من العام نفسه، قبل أن يتراجع عنها لعدم انعقاد جلسة البرلمان التي سيتم التأشير من خلالها على رحيله عن سدة الحكم في البلاد.

خطوة كان يمني صالح النفس بالعودة مرة من خلالها إلى صدارة المشهد في الجمهورية اليمنية ، إلا أن تلك الرغبات اصطدمت بموقف الحوثيين الذي حال دون ذلك حينها.

هذا الأمر أكده الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي ، عارف الزوكا ، الذي أكد في شهر أغسطس الماضي أن الخلافات بين صالح و الحوثيين بدأت من تلك اللحظة ، حيث رأى أن الحوثيين احتلوا مجلس النواب بصنعاء ومنعوا عقد تلك الجلسة على الرغم من أهمية الجلسةً.

اتهامات متبادلة

»الزوكا« من جانبه أيضًا اتهم الحوثيين بنهب 4 مليارات من خزينة الدولة، إلى جانب استمرار سيطرة اللجنة الثورية التابعة لهم على الميدان، و كل صغيرةٍ و كبيرةٍ، و منعها الوزراء المحسوبين على الحزب الذي يقوده صالح من دخول الوزارات.

و لم تقف حينها الجماعة الحوثية مكتوفة الأيدي تجاه الاتهامات الموجهة لها من قبل حزب المؤتمر الشعبي، فرد المتحدث باسم الجماعة ، محمد عبد السلام ، الكرة حينها لحزب المؤتمر متهمًا إياه بأنه قضى على مفهوم الدولة و حولها إلى ممتلكاتٍ حزبيةٍ ، حسب قوله ، معتبرًا أن تلك التصريحات تشويهٌ بحق جماعة أنصار الله.















الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة