محمد البهنساوي
محمد البهنساوي


حروف ثائرة

محمد البهنساوي يكتب: الفتنة والأهلي.. بين بيبو وطاهر وساويرس !!

السبت، 02 ديسمبر 2017 - 09:22 م

 
أخيرا انتهى ماراثون أصعب وأغرب انتخابات للنادي الأهلي.. والأهلي ليس مجرد ناد للألعاب الرياضية.. لكنه قلعة وطنية.. وأحد أهم القوى الناعمة لمصر إقليميا ودوليًا.. من هنا كان الاهتمام بالانتخابات الأخيرة.. والتي فاز فيها بالرئاسة عن جدارة واستحقاق بيبو الأهلي وأسطورة كرة القدم المصرية الكابتن محمود الخطيب.

وعندما وصفت تلك الانتخابات بالغريبة.. فلهذا الوصف أسبابه.. بدايتها أنه ولأول مرة تخرج انتخابات نادي القرن عن النص.. نص المبادئ والقيم التي طالما تميز بها النادي العريق في مصر والمنطقة العربية بأكملها.. لا أناقش حجم الأموال التي أنفقت.. والتي ربما كان تبريرها كما قال محمود طاهر مع عمرو أديب.. أنها للوجاهة الاجتماعية وبحثا عن إنهاء المصالح !!..إنما حالة الاستقطاب الشديدة التي تم فرضها على تلك الانتخابات.. ففي كل انتخابات للأهلي كانت المنافسة الشريفة أساسها.. فلا تجريح أو إهانة أوتضليل وإساءة.. إلا أن هذه المبادئ الراسخة في وجدان وعقول الأهلاوية.. رأيناها تهتز.. حملات تشكيك وشائعات غير مسبوقة.. ومساعي تضليل عمياء خاصة تجاه محمود الخطيب وقائمته لدرجة كما قال "بيبو" لم يتبق من حملة الكذب إلا أن يقولوا أن الخطيب لم يلعب كرة القدم طوال حياته وأن أسطورته مجرد " تهيؤات " !!

وربما ارتبطت تلك الحملات بملحوظة غريبة أيضا..هذا الحشد من كبار رجال الأعمال الداعمين لمحمود طاهر.. واستخدام أموالهم ووسائل إعلامهم في محاولة الإساءة لبيبو وهدم تاريخه..وبالمناسبة هذا التاريخ الذي حاولوا هدمه لا يخص بيبو منفردا.. لكنه لمجموعة من رموز النادي العريق..بدءا من عبده صالح الوحش مرورا بالرمز الأهلاوي الخالد المايسترو صالح سليم ثم الكابتن حسن حمدي.. وصولا للخطيب.. وهؤلاء ليسوا وحدهم من قدموا وأعطوا للأهلي.. إنما خلفهم جميعا كثيرون سواء بمجالس الإدارة المتعاقبة أو أعضاء النادي.

ولعل وقوف رجال الأعمال بثقلهم المادي والإعلامي والمعنوي هو أحد الأسباب القوية لسقوط قائمة محمود طاهر..ومن هنا نبدأ الدروس المستفادة.. التي يجب أن يعيها أولا رجال الأعمال الذين اعتقدوا أنه بأموالهم وثقلهم يستطيعون تزييف تاريخ.. أو توجيه حاضر.. أو صناعة مستقبل.. على غير رغبة القاعدة العريقة.. وكان رد الأهلاوية قاسيا من إقبال غير مسبوق على الانتخابات.. والتصويت لبيبو وقائمته.. إدراكا منهم أن ناديهم في خطر !!.. ولعل هذا الدرس الأهلاوي يدفع هؤلاء لاحترام إرادة الجماهير في الرياضة والسياسة وغيرها وإدراك أن تلك الإرادة لا تباع ولا تشترى.

وقد أثبت هذه الانتخابات أن النادي الأهلي لا يخص فقط من يحمل كارنيه عضويته.. بل إن من بين الحاملين للعضوية من لا ينتمي للنادي بل يفرح لهزائمه.. فالأهلى ملك لعشرات الملايين من عشاق الفانلة الحمراء بروحها ومبادئها وتاريخها.. وهل أدل على ذلك من حجم المساندة غير المسبوق لبيبو من غير أعضاء الأهلي والاحتفالية الكبرى بمصر والعالم العربي بعد فوزه..وهنا قد تطرأ فكرة.. كيف ندرس قانونية أن يكون لعشاق ومريدي الأهلي من غير أعضائه دور في اختيار إدارته.. فكرة قد تبدو مجنونة ولكن!!

تبقى نقطة مهمة أخيرة مرتبطة بتدخل رجال الأعمال بالانتخابات.. وهو ما أعلنه رجل الأعمال الأشهر بمصر نجيب ساويرس.. الذي أعلن انحيازه صراحة لمحمود طاهر.. وهذا ليس عيبا.. لكن الغريب أنه برر انحيازه لطاهر بأنه رجل أعمال.. في إشارة منه إلى أن رجال الأعمال هم الأقدر على الإدارة الناجحة بمصر..وهذا في رأيي ترسيخ لفتنة جديدة بالمجتمع.. ومعنى كلام ساويرس أن رجال الأعمال يجب أن يصدروا المشهد كله وان تقتصر المناصب الإدارية القيادية عليهم بدءا من منصب رئيس الجمهورية وحتى الوزراء.. فهم الأقدر على الإدارة..وهذا فهم خاطئ ومغلوط تماما.. ويقتل كل موهبة أو قدرة على العطاء لدى المصريين جميعا لصالح فئة صغيرة وضئيلة لمجرد أنهم رجال أعمال.. كما يفتح الباب واسعا لمناقشة قدرة وإمكانيات كل رجل أعمال وهل وصل إلى ما وصل إليه بحسن الإدارة أم بشيء آخر!!

خالص التهنئة لبيبو والشكر لمحمود طاهر على ما قدمه لنادي القيم..ويبقى العتاب الوحيد لساويرس !!

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة