إحدى تظاهرات الحوثيين
إحدى تظاهرات الحوثيين


الشيعة »الجارودية« يحكمون اليمن.. مذهب الحوثيين يقتحم قصور صنعاء

ناريمان فوزي

الثلاثاء، 05 ديسمبر 2017 - 09:04 م

قطعة جديدة تتمزق من «الخريطة العربية»، لتقترب من الحلم الفارسي بإسقاط اليمن في أحضان ولاية الفقيه عبر بوابة «الجارودية» إحدى المجموعات الشيعية، التي خرج من رحمها الحوثيين، معلنين الحرب على كل ما هو عربي في أقصى جنوب الأطلس العربي.

بسقوط الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، بلدغات ثعابين «الحوثي»، توجهت الأنظار إلى حكام اليمن «المنتظرون»، أو بمعنى أوضح حكم «إيراني» بعباءة حوثية خلف قناع «شيعي جاردوي».

إذن ما مذهب «الجارودية» الذي يعتنقه الحوثيون؟

* الجارودية: إحدى فرق المذهب الزيدي الست، والتي تنسب إلى أبي الجارود زياد بن المنذر الكوفي الهمذاني. 

* للجارودية مزاعم تدعي أن الإمامة تخص علي بن أبي طالب بالوصف لا بالتسمية، فكان هو الإمام من بعده وأنّ الناس ضلّوا وكفروا بتركهم الاقتداء به بعد الرسول (صلى الله عليه وسلم)، ثم الحسن من بعد علي هو الإمام، ثم الحسين هو الإمام من بعد الحسن. 

* وصلت مزاعمهم أيضا إلى اعتقادهم بأن الإمام لا يكون إماماً حتى يخرج داعياً إلى نفسه، ومن تخلف عنه فهو كافر، ومن ادعى الإمامة وهو قاعد فهو كافر مشرك، وكذلك من وافقه.

* يدعي أصحاب هذا المذهب أن سيدنا علي (رضي الله عنه) علم ما علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم من علوم الدنيا والآخرة؛ بل وزاد عليه وأن إمامته كانت نصا بالوصف وليس بالتسمية، وكذلك إمامة الحسن والحسين، سواء من النبي صلى الله عليه وسلم أو من علي رضي الله عنه.

* يؤمن أنصار الجارودية بأن الأئمة علمهم فطري، يلقى العلم في نفوسهم دون حاجة للتعلم وعندهم جميع ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، فالحلال ما أحلوه، والحرام ما حرموه ولا يجوز مناقشتهم أو الاختلاف معهم فتلك الأمور تدخل صاحبها في الحرمانية والتكفير.

* لم يقف اختلاف الجارودية مع أهل السنة فقط، بل وصل تفرقهم بينهم البعض؛ حيث انقسموا لفرقتين، فرقة زعمت أن سيدنا علي نصّ على إمامة الحسن وأن الحسن نص على إمامة الحسين ثم هي شورى في ولد الحسن وولد الحسين فمن خرج منهم يدعو إلى سبيل ربه وكان عالماً فاضلاً فهو الإمام، وفرقة زعمت أنّ النبي (صلى الله عليه وسلم) نص على الحسن بعد علي وعلى الحسين بعد الحسن ليقوم واحد بعد واحد.  

* وانقسمت الجارودية أيضا في نوع آخر ثلاث فرق: فزعمت فرقة أن «محمد بن عبد اللّه بن الحسن» لم يمت وأنه يخرج ويغلب، وفرقة ثانية زعمت أن «محمد بن القاسم صاحب الطالقان» حي لم يمت وأنه يخرج ويغلب، وفرقة ثالثة قالت مثل ذلك «يحيى بن عمر» صاحب الكوفة.

من الزعيم الروحي للحوثيين معتنقي المذهب الجارودي؟ 
يعد بدر الدين بن أمير الدين بن الحسين بن محمد الحوثي، المولود في 17 جمادى الأولى سنة (1345)هـ بمدينة ضحيان، ونشأ في صعدة، الأب الروحي للجماعة، ونشأ زيديًا في فرقة الجارودية التي هي أقرب فرق الزيدية للرافضة.

رحل «بدر الدين الحوثي» إلى طهران وأقام بها عدة سنوات، واستماله الرافضة الإثنى عشرية إليهم خلال إقامته في العاصمة الإيرانية.

ومن قائدا الحوثيين؟
حسين بدر الدين الحوثي، هو القائد الأول لجماعة الحوثيين، وهو الابن الأكبر لبدر الدين الحوثي، وتلقى تعليمه في المعاهد العلمية من الابتدائية وحتى الثانوية، كما تلقى المذهب الزيدي على يد والده وأرباب المذهب في صعدة.

حصل على درجة الماجستير في العلوم الشرعية، وكان يحضِّر لنيل درجة الدكتوراه أيضًا، ثم ترك مواصلة الدراسة وقام بتمزيق شهادة الماجستير؛ لاعتقاده بأن الشهادات الدراسية عبارة عن تجميد للعقول، وأسهم بفاعلية مع رموز وشخصيات مثقفة زيدية في تأسيس (حزب الحق) عام 1990. 

زار بدر الدين إيران ومكث مع أبيه عدة أشهر في قم، كما قام بزيارة حزب الله في لبنان، وتوالت مهامه إلى أن سافر إلى برلين وظل بها.

ثم يأتي القائد الثاني، عبد الملك الحوثي، والذي ولد في صعدة عام 1979، وتلقى تعليمه في المدارس الدينية الزيدية، وبعد وفاة أخيه حسين الحوثي عام 2004، تزعم التيار الحوثي متجاوزًا شخصيات بارزة أخرى في التيار، من بينها عدد من أشقائه الذين يكبرونه سنًا، وأصبح القائد الفعلي لحركة التمرد.

ويتمتع عبدالملك بأنه خطيب مفوه لديه القدرة على حشد المناصرين والأتباع، وأسس عام 2007 موقع المنبر الإلكتروني لنقل وجهة نظر حركته للعالم، قبل أن ينقلب على الشرعية ببلاده ويبسط سيطرته على معظم بقاع اليمن، ثم يعطي تعليمات مباشرة بـ«تصفية» الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، ليتزايد نفوذ إيران على هذا البلد، كذراع جديد لطهران كغيره من الأذرع المنتشرة بلبنان والعراق وسوريا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة