صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


وصية الطبيبة.. الدفن في الدولاب

علاء عبدالعظيم

الأربعاء، 06 ديسمبر 2017 - 05:57 م

اشتد بها المرض، واستشعرت قرب الأجل، وخشيت على طفليها، وقرة عينيها من تلاطم أمواج الحياة التي عاشتها ومارستها، وكي لا تتركهما يتخبطا بين جنباتها، ويفزعا من أهوالها دون عون.


المشهد الذي عاشته الابنة الكبرى وشقيقها أكبر من تحمله؛ حيث تنهمر الدموع بغزارة شديدة فوق وجنتي الأم الطبيبة، وبأنفاس متقطعة يشوبها ألم وغصة، تخبرهما بألا يخبرا أحدًا بوفاتها إلا بعد أن تبلغ الابنة الكبرى سن الرشد كي تكون وصية على شقيقها والتصرف في الأموال التي تركتها لهما، خاصة بعد أن انفصل عنهم الأب.


قضت الأم أيامها الأخيرة تعاني من الفشل الكلوي، وتدهورت حالتها الصحية، وبدا الشحوب يعلو وجهها، وأوصتهما بأن يقوما بدفن جثتها داخل دولاب الملابس، ووضعها داخل أكياس وإحكام غلقه، ويتركا الشقة، وأن يستأجرا شقة بمكان آخر، ووقعت الوصية على رأسهما كالصاعقة، فما كان منهما إلا تنفيذ الوصية.


بلغت الشقيقة الكبرى سن الرشد، بينما ترقد الأم داخل الدولاب لمدة عامين، وتحولت إلى هيكل عظمي، فيما أصبح الشقيق في المرحلة الإعدادية، وحان تنفيذ الوصية حيث توجه إلى قسم شرطة ثان المنتزه بمحافظة الإسكندرية.


علت وجه الضابط علامات الدهشة وهو يقوم بتحرير محضر بناءً على طلب الابن، وهو يخبره بأن جثة والدته داخل دولاب الملابس منذ عام 2015، وأنه وشقيقته فعلا ذلك بناءً على وصيتها.
على الفور توجهت قوة من رجال الشرطة مصطحبة الشقيقين، وبالفعل تم العثور على رفات جثة الأم التي أصبحت هيكلا عظميا.


أكد الشقيقان أنهما نفذا وصية الأم، وأنهما عاشا بمفردهما، ولم يحاول أي أحد من الأهل أو الأقارب أو حتى الأب أن يسأل عن أحوالهما، غير أنه كان يقوم بإرسال بضعة جنيهات لهما كل شهر.


وجاءت كلمة رجال القضاء، وقرر المستشار أحمد شلبي وكيل أول نيابة المنتزه بالإسكندرية بأخذ عينة »DNA« للتأكد من أن الهيكل العظمي يعود للأم، وما إذا كان هناك شبهة جنائية من عدمه، وفي حالة ثبوت الطب الشرعي للوفاة بأنها طبيعية، ستتحول الواقعة إلى جنحة مخالفة دفن جثة بالطريقة الشرعية، وليس جناية، ويكون الحكم فيها بالغرامة.


الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة