دونالد ترامب - رويترز
دونالد ترامب - رويترز


روبرت فيسك: ألا يوجد عاقل في البيت الأبيض ليقف بوجه ترامب؟

آية سمير

الأربعاء، 06 ديسمبر 2017 - 07:03 م

 
»ألا يوجد أحد داخل البيت الأبيض يمكنه إيقاف هذا الرجل المجنون من اتخاذ قرار كهذا..« هكذا تساءل الكاتب الكبير روبرت فيسك في مقالة بصحيفة الإندبندنت البريطانية تعليقًا عما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من نية لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، المتوقع خلال ساعات.

ويقول الكاتب البريطاني في مقاله إنه في وسط الحروب التي تدور في منطقة الشرق الأوسط، لا يوجد شيئًا أكثر خطورة وجنون من التفكير في نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وهو الأمر الذي يفكر فيه ترامب بالفعل، وتساءل فيسك، ألا يوجد احد داخل البيت الأبيض باستطاعته إيقاف ترامب عن قراراه المتهور، ولا حتى صهره جاريد كوشنر، الذي يعتبر بشكلٍ أو آخر ذراع الرئيس الأمريكي داخل منطقة الشرق الأوسط.

وأكد فيسك في مقاله، أن قرار ترامب بنقل السفارة ليس مجرد خطوه «رمزية» جديدة من قِبل الرئيس الأمريكي، وإنما اعتراف رسمي من واشنطن أن المدينة ذات الطابع والأهمية الدينية بالنسبة لكل من «الإسلام، والمسيحية واليهودية»، ستصبح عاصمة رسمية لإسرائيل، بحيث لا يمكن للفلسطينيين دخولها أو التواجد فيها.

وأشار فيسك إلى أن قرارا كهذا سيجعل إحلال السلام في المنطقة محض خيال لا يمكن إدراكه أو حتى التفكير فيه، وهذا هو السبب الرئيسي الذي دفع كل زعماء العالم بدءا من الفرنسي، ايمانويل ماكرون، حتى التركي رجب طيب أردوغان، والسعوديين، والاتحاد الأوروبي، والفلسطينيين أنفسهم لأن يدينوا القرار بشكل حاد وغاضب.

فالحلم الإسرائيلي في الواقع ليس إلا كابوس عربي جديد، بحسب تعبير الكاتب البريطاني، والحقيقة من وجهة نظره أن الأمر لم يكن يجب أن يكون مفاجئة، «فالرؤساء المجانين لن يفعلوا إلا مزيدًا من الأفعال المجنون».

وتساءل فيسك في مقاله، ألا يوجد حروب كافيه داخل الشرق الأوسط لكي تُبقى البيت الأبيض منشغلاً، أم أن عليه خلق المزيد من الحروب والنزاعات ليورط نفسه بها، مؤكدًا أن ترامب كان قد قرر منذ بداية توليه الرئاسة مساندة المسلمين السنة في حربهم السياسية ضد الشيعة، إلا أنه بهذا القرار يهدد بخسارة كلٍ منهم عندما يرى كل المسلمين حول العالم العاصمة ذات الرمزية الدينية الهامة بالنسبة لهم تتحول إلى مجرد مدينة جديدة محتلة ومملوكة من قِبل اليهود ولا يمكنهم الاقتراب منها.

ولفت فيسك إلى أن الرئيس ترامب لا يجب عليه، بالتالي ونتيجة لقراره، أن ينتظر مقابلة حارة أو استقبال جيد من المسئولين السعوديين في المستقبل، كما حدث في شهر مايو الماضي عندما زار الرياض خلال أول جولة رئاسية له مع وزير خارجيته ريكس تيلرسون.

 وأضاف فيسك أنه بعد أن «سلب القدس» من المسلمين والفلسطينيين وإعلانها عاصمة لليهود، لن يرقص ترامب بالسيوف مرة أخرى بجوار العاهل السعودي.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن عن نيته في نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس خلال الأيام القليلة الماضية، الأمر الذي أثار غصب عدد كبير من الرؤساء والحكومات حول العالم، على رأسها السعودية، مصر والأردن، الذين قاموا بإصدار بيانات أكدوا فيها على مواقفهم الثابتة من القضية الفلسطينية.

كما حذر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان في بيان آخر، الثلاثاء 5 ديسمبر الولايات المتحدة من اتخاذ القرار الذي يعتبر إعلانا رسميًا للقدس باعتبارها عاصمة إسرائيل.  وقال اردوغان في بيانه إن هذا الإعلان قد يؤدي إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين أنقرة وإسرائيل، مشيرًا إلى أن القدس تعتبر «خط أحمر» بالنسبة للمسلمين حول العالم.

ومن المتوقع أن يلقي الرئيس الأمريكي خطابًا، في الثامنة مساءًا بتوقيت تل أبيب والقاهرة ليوضح قراراه النهائي بشأن تغيير موقع السفارة.




الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة