الكاتب الصحفى عادل حمودة
الكاتب الصحفى عادل حمودة


عادل حمودة يكتب .. عورات مكشوفة في الدول الديمقراطية !

عادل حمودة

الجمعة، 08 ديسمبر 2017 - 08:53 م


تــطـــور وتــصـــدر أدوات التــعذيب وتبـكي علـــي تـــراجـــع الحــــريــــات !
تمتنع عن بيع أجهزة كشف المفرقعات والاستشعار عن بعد وتنتقد العجز في مواجهة الإرهاب !
تسجل 20 تريليون اتصال تليفوني في العام وتتساءل : لماذا اندثرت الخصوصية ؟ 
تجبر شركات الإنترنت ( جوجل وفيسبوك وواتس آب ) علي تقديم ما لديها من سجلات وتكره من يعادي القطاع الخاص !
تحرض علي الحروب لتبيع أسلحة بترليون و400 مليار دولار وتتعجب من رفـض مبادرات الصلح !
في خريف عام 2009 كنت أتناول طعام الإفطار في فندق مطل علي حديقة » هايد بارك «‬ عندما لاحظت أن غالبية الصحف البريطانية بها ملاحق خاصة عن أهم معرض للأسلحة الحديثة المنتجة من 1600 شركة في 40 دولة علي رأسها الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا .. تصورت أن المعرض المسمي »‬ ديزاي » والمقام في مركز »‬ إكسال »‬ للمؤتمرات مقصور علي المعدات العسكرية ( طائرات ودبابات وغواصات وأنظمة صواريخ ومعدات تدريب مثلا ) لكن في المساء تلقيت المفاجأة الصادمة . 
 كانت قناة »‬ تيمز » التلفزيونية الخاصة تعرض تقريرا مصورا عن المعرض مشيرة إلي أن العالم ينفق علي التسليح ترليون و400 مليار دولار سنويا منها 15 % تخرج من جيوب الدول العربية وحدها .
 لكن .. الأهم .. أن المعرض يتضمن صالات خاصة بمعدات أجهزة الأمن .. أدوات حديثة للتعذيب والاستجواب وسرعة القبض علي المتظاهرين .. مثل هراوات مسننة .. أصفاد صاعقة .. رذاذات مواد كيميائية .. مثلا .


 في تلك الليلة عرضت القناة برنامجا عن التعذيب نجحت في تصويره من داخل أقسام وسجون في باكستان وتركيا والصين وغيرها لكنها علقت قائلة : »‬ إن الدول الديمقراطية شريك في هذه الجريمة ببيعها وسائل التعذيب للدول القاسية ولو كفت عن تلك التجارة المؤلمة ــ التي تزيد علي 150 مليار دولار سنويا ــ فإن البشرية ستصبح أكثر حفاظا علي كرامتها» . 


 وكشف البرنامج عن قانون أصدره البرلمان الأوربي في 4 أكتوبر 2006 بأغلبية 612 صوتا يحظر بيع أدوات التعذيب ولكن ذلك لم يمنع المانيا وفرنسا وبريطانيا من تطوير تلك الأدوات وزيادة حجم تصديرها ودخلت الصين علي الخط وارتفع عدد شركاتها التي تتاجر في آلام البشر من 48 إلي 134 شركة .

 أما الولايات المتحدة فقد اتفقت مع شركة »‬ ميتشل جيسن وشركاه » علي برنامج نفسي للتعذيب يتضمن الإيهام بالغرق والحبس في مساحات ضيقة وإجبار المتهمين علي النوم والجلوس في أوضاع منهكة ومؤلمة .   

 والمثير للدهشة أن الدول المنتجة لمعدات التعذيب هي نفسها الدول التي تتحدث عن حقوق الإنسان وتطالب الدول المستوردة لتلك المعدات بأن تحترم هذه الحقوق ولا تنتهكها بل وتحاسبها لو قصرت فيها ويمكن أن تعاقبها علي ذلك.


 والأكثر إثارة للدهشة أن الدول المستعدة لبيع تلك المعدات إلي مصر ترفض أن تبيعها أجهزة كشف المفرقعات وأجهزة الاستشعار عن بعد التي تستخدم في رصد العمليات الإرهابية قبل وقوعها وهو ما تحدث عنه وزير الخارجية سامح شكري أمام منتدي المتوسط الذي عقد مؤخرا في روما . 


 إنها طبيعة النظم الرأسمالية التي تعاني صراعا حادا بين الربح والضمير .. تخلط السجائر بمواد تزيد من إدمانها وتتبرع لعلاج المصابين بالسرطان الذي تسببه .. تحرض علي تناول الأطعمة المسببة للسمنة وتتباري في اختراع أجهزة وأدوية الرشاقة .. تطور أجهزة التعذيب وتتبرع للجمعيات الحقوقية للدفاع عن ضحايا الانتهكات البدنية وتدعم مراكز إعادة تأهيلهم . 

 أكثر من ذلك .. اصبحت تلك الدول الديمقراطية تنتج أجهزة التنصت وتبيعها علنا في محلات »‬ سباي شوب » .. أو »‬محلات التجسس » .. حيث يجد فيها الإنسان العادي المسالم البسيط ما يحرضه علي الفضول لهتك أسرار أقرب الناس إليه .. كاميرا مخفية في مسبحة أو حقيبة يد أو علبة سجائر .. ميكروفون مدفون في عقد لؤلؤ أوساعة يد أو زرار قميص . 


 وحسب ما سمعت من وزير سابق فإن ساعته كانت تسجل ما يدور من أحاديث بينه وبين زواره حتي لا يتهمه أحد بشيء مخالف للقانون وكأن علي رأسه »‬ بطحة » والمثير للدهشة أنه فيما بعد نسبت إليه وقائع فساد لا حصر لها سجن بسببها ودفع مئات الملايين من الجنيهات للصلح مع جهاز الكسب غير المشروع . 

 والساعة التي كانت في يده تباع علي بعض الطائرات بكتيب إرشاد يشرح كيفية استخدامها دون اكتشافها بجانب أقلام تسجل ساعات من الفيديوهات وولاعات تلتقط صورا لحظة إشعال السيجارة مما يثبت أن الخيال الذي رأيناه في أفلام »‬ جيمس بوند » أصبح حقيقة بين أيدينا . 


 ولعلنا نتذكر لعبة التشهير برجل الأعمال حسام أبوالفتوح بتسريب سيديهاته الجنسية بعد أن تناول أفرادا من عائلة مبارك بتجاوز ورغم أن المصريين يقولون »‬ إن الله أمر بالستر» فإنهم كانوا يشترون نسخا من السيديهات بعد أن يخرجوا من صلاة الجمعة ليقيموا عليها حفلات جماعية . 


 لكن اللعبة الفردية سرعان ما اصبحت لعنة جماعية استولت علي مكالمات التليفونات وشبكات الإنترنت وانتقلت من مستوي أجهزة أمنية محلية إلي أجهزة أمنية عالمية تمتلك من التكنولوجيا المذهلة ما يتيح لها التجسس علي الدنيا كلها صوتا وصورة . 


 وربما لهذا السبب تمنع المؤسسات العليا في مصر الدخول إلي مكاتبها وقاعاتها بالموبايل وتجبرمن ينسي ذلك علي وضعه أمانة علي بوابتها حتي يخرج من المبني خشية تسجيلات وتسريبات محرجة في لحظات عفوية . 


 ولو تأملت التليفونات التي يحملها الوزراء وكبار المسئولين ستجد بينها تليفونا من طراز قديم غير متصل بالإنترنت هوالذي يجري منه اتصالاته الآمنة . 


 وشاعت بين الناس عادة نزع البطارية من تليفوناتهم حتي يتحدثوا بحرية فوجود البطارية ــ ولو كان التليفون مغلقا ــ يحوله إلي جهاز تنصت ينقل ويسجل ما يدور من أحاديث . 


 لكن .. يبدو أن شركات تصنيع المحمول استجابت لضغوط حكوماتها فجعلت البطارية جزءا من التليفون ( بلت إن ) لا يمكن نزعها منه وهو ما جعل الناس يضعون تليفوناتهم في الثلاجة أو يجلسون عليها أو يبعدونها عنهم وهم يتحدثون ولمزيد من الحيطة يرفعون صوت التلفزيون حتي يأمنوا شر التسجيل وهي حالة وصلت إلي حد الفوبيا الجماعية .


 ومن جانبها راحت شركات الإنترنت تصمم برامج لحماية أجهزة الكومبيوتر من قراصنة الإنترنت المعروفين باسم »‬ أنونيموس »‬ الذين نجحوا في اختراق مواقع محمية في البيت الأبيض والبنتاجون وكثير من الحسابات في أكثر البنوك حرصا . 


 بل إن الإيميلات المشفرة والمتبادلة بين الجنرال ديفيد بتريوس ( المدير الأسبق لوكالة المخابرات المركزية ) وعشيقته وكاتبة سيرته الذاتية الصحفية باولا برودويل لم تنج من الاختراق وفقد الضابط المحترف منصبه قبل أن يفقد سمعته ومستقبله .  


 علي أن كل هذه الوسائل لحماية الخصوصية تبخرت في الهواء عندما خرجت إلي سطح العالم قضية إدوارد سنودن الذي أطلق علي نفسه اسم »‬ فيركس » وتعني باللاتينية »‬ راوي الحقيقة». 
 ولد سنودن في »‬ كارولينا الشمالية » ونشأ في »‬ ميريلاند » وهو ابن لأبوين موظفين في الحكومة الفيدرالية من الطبقة تحت المتوسطة »‬خدم والده في حرس السواحل ثلاثين عاما». 


وحسب كتاب »‬ لامكان للاختباء »‬ الذي ألفه جلين جراينوالد وهو الصحفي الذي خصه سنودن بما يريد كشفه فإن سنودن »‬ لم يكمل دراسته الثانوية فقد كان مهتما بعالم الإنترنت إلي حد الهوس وساعده علي ذلك تمتعه بدرجة ذكاء غير عادية». 


 ومثل الكثير من الأمريكيين تغيرت آراء سنودن السياسية بشكل كبير بعد هجمات سبتمبر حيث اصبح وطنيا بدرجة عالية وفي عام 2004 ــ في سن العشرين ــ التحق بالجيش الأمريكي من أجل القتال في حرب العراق التي كان يعتقد في ذلك الحين أنها محاولة نبيلة لتحرير الشعب هناك من القمع لكنه وجد بعد بضعة أسابيع فقط من التدريب الأساسي أن الحديث عن قتل العرب كان أكثر من الحديث عن تحرير البشر وعندما كسرت كلتا ساقيه في حادث تدريب وأرغم علي ترك الجيش كان قد أصبح متحررا كليا من الوهم المتعلق بالغاية الحقيقية من الحرب . 


 لكن سنودن كان لا يزال واثقا في حكومته فقرر العمل في وكالة فيدرالية وحصل علي عمل فني مقابل 30 دولارا في الساعة قبل أن يدخل سن الثامنة عشرة رغم أنه لم يكمل دراسته الثانوية و قد أصبح مجازا من ميكروسوفت وهو ما أهله للعمل خبيرا في التكنولوجيا في وكالة المخابرات المركزية ومنها إلي وكالة الأمن القومي المسئولة عن التجسس علي كل الوسائل (تليفونات وإنترنت ومواقع اجتماعية واتصالات شخصية ورسمية ) في الخارج والداخل وبحكم خبرته ومنصبه أصبح قادرا علي اختراق الأنظمة العسكرية والمدنية لكل دول العالم ووصل دخله السنوي إلي 200 الف دولار ..  لكنه قرر التضحية بمرتبه ومنصبه بل وحياته بعد أن اكتشف أن الشركات الكبري مثل مايكروسوفت وجوجل وفيسبوك وغيرها من شركات الخاصة تعمل يدا بيد مع الحكومة للوصول إلي كافة اتصالات الناس جميعا منتهكة الخصوصية المحمية بالدستور ومضحية بالثقة فيها . 


 وقد بدأت هذه الاختراقات في عهد الرئيس جورج بوش وما إن رحل عن السلطة حتي شنت إدارة خلفه باراك أوباما حملته الرئاسية علي وعد بأن تكون »‬ الإدارة الأكثر شفافية في التاريخ » لكنه لم يتردد في مزيد من التوسع في مجالا التنصت علي الشعوب والحكومات بما فيها شعبه وحكومته . 


 لقد وقع أوباما في نوفمبر 2012 توجيها رئاسيا يأمر فيه البنتاجون والوكالات المعنية بالتحضير لسلسلة من العمليات الإلكترونية الهجومية الشرسة حول العالم . 


 وحتي تحمي الإدارة الأمريكية نفسها أصدرت أمرا سريا صادر عن محكمة تسمي »‬ فيسا» يرغم شركات الهواتف الكبري في الولايات المتحدة ــ وعلي رأسها شركة فيريزون ــ علي تسليم جميع السجلات الهاتفية الخاصة بجميع الأمريكيين إلي وكالة الأمن القومي . 


 كما تضاعف شعور سنودن بالكارثة بعد أن وضعت الوكالة برنامجا أطلقت عليه »‬ مخبر بلا حدود » الذي لا يترك لحظة خصوصية واحده لمواطن واحد علي ظهر الأرض بجانب برنامج آخر يسمي بيرسيم يسمح للوكالة بالحصول علي أي شيء تطلبه من شركات الإنترنت التي يستخدمها ملايين الناس حول العالم بما عليها من وسائل أساسية في تواصلهم . 


شعر سنودن بتأنيب ضمير لم يتح له النوم وهو يشارك في جريمة التنصت علي البشر جميعا بمن فيهم الناس في بلاده فقرر أن يجمع ما تحت يده من وثائق مشينة ويضعها في برنامج شديد السرية ويسافر إلي هونج كونج ليستدعي جلين جرينوالد وهو صحفي مستقل اشتهرت تحقيقاته الجريئة بكشف انتهكات الحريات وما أن بدأ في تسريب ما لديه من معلومات خطيرة حتي بدأ يشعر بالرضا عما فعل ومن ثم عرف النوم العميق طريقه إلي جفونه بعد شهور طويلة من الأرق . 


 إن شعار وكالات التجسس في الولايات المتحدة هو» اجمعوا كل شيء »‬ ولم يكن متاحا لدولة أجنبية الاطلاع علي معظم تلك الملفات سوي دول حلف »‬ العيون الخمس » الناطقة بالإنجليزية وهي بريطانيا وأستراليا ونيوزيلندا وكانت هناك بالطبع ملفات »‬ ننفورم »‬ أي ليست للتوزيع الخارجي . 


والمعلومات مفزعة.. وعلي سبيل المثال.. خلال شهر واحد بدءا من 8 مارس 2013 أظهرت صورة من برنامج »‬ مخبر بلا حدود» أن وحدة مفردة من وكالة الأمن القومي تسمي »‬ عمليات الوصول إلي العالمية » جمعت بيانات حول ما يزيد علي ثلاثة مليارات اتصال تليفوني وإيميل عبر نظام الاتصالات الأمريكي . 


 وبشكل إجمالي سجلت  الوكالة بوحداتها المختلفة في ثلاثين يوما أكثر من 79 مليار إيميل و134 مليار اتصال تليفوني من مختلف أنحاء العالم : المانيا ( 500 مليون ) والبرازيل ( 2.2 مليار ) وفرنسا ( 70 مليونا ) والهند (5 . 13 مليار ) وأسبانيا ( 60 مليونا ) والولايات المتحدة نفسها ( 3. 5 مليار ) . 
 »‬ لقد بنت وكالة الأمن القومي نظاما لديه هدف واحد وهوالإزالة الكاملة للخصوصية الإلكترونية في العالم بأكمله بمراقبة جميع الاتصالات التي يجريها البشر وتخزينها وتحليلها » .. والوكالة فرع عسكري من البنتاجون ( أكبر مؤسسة استخباراتية في العالم ) ويجري معظم عملها المتعلق بالمراقبة عبر حلف  »‬العيون الخمس ». 


 ولكن الوكالة ــ حسب وثيقة أعدها محللون داخلها في عام 2012 ــ كثيرا ما تجمع معلومات أكبر بكثير من فائدته ففي منتصف ذلك العام كان علي الوكالة معالجة عشرين مليار اتصال يومي عبر التليفون أو الإنترنت . 


 وتخزن الوكالة مليارا و700 مليون إيميل واتصال يوميا حتي إنها جمعت في عام 2012 نحو20 ترليونا منها . 


 ولا تستطيع الوكالة التنصت علي كل هذه الاتصالات إلا بتعاون من الشركات التي نتعامل معها يوميا ونثق بها تماما . 


 في عام 2009 سئل أريك شميدت المدير التنفيذي لجوجل عن اتهام شركته بتسليم ما لديها من اتصالات للوكالة فأجاب علي نحو مسييء : »‬ إذا كنت تملك شيئا لا تريد أن يعلم به أحد فلا تدخل علي جوجل» .. وبطريقة مشابهة في الاستخفاف قال مؤسس فيسبوك ومديرها التنفيذي مارك زاكربيرج : »‬إن الخصوصية لم تعد مبدأ اجتماعيا» . 


 والخصوصية في أفضل تعريفاتها: »‬أن يترك الناس لشأنهم ». 


 والحرمان من الخصوصية يؤدي إلي تقييد حرية البشر في الاختيار . 


وبدونها سيتوقف الإبداع الذي يقوم علي رفض الموروث وتغيير العادات . 


والأهم من مراقبة اتصالات الناس أن يشعروا أنهم تحت المراقبة دائما حتي لولم يكونوا مراقبين وسينتج عن ذلك الإذعان والطاعة .. لا يدع التاريخ أي شك في أن الإكراه والسيطرة هما القصد من المراقبة الحكومية ونتيجتها .. وصف الكاتب السينمائي الأمريكي وولتر بيرنستين الذي وضع علي اللائحة السوداء في الحقبة المكارثية التي اتهمت المبدعين والسياسيين بالشيوعية الشعور بالرقابة القمعية الذاتية التي تأتي من شعور الناس بأنهم مراقبون : »‬ الجميع كانوا حذرين ولم يكن الوقت مناسبا للمجازفة حتي من الكتاب غير الموضوعين علي اللائحة السوداء». 


وكررت منظمة أمريكية أهلية المعني نفسه في تقرير نشر عام 2013 تحت عنوان »‬ نتائج مخيفة ــ المراقبة الرسمية تدفع كتابا للتوقف بسبب الرقابة الذاتية » فكثير من الكتاب أصبحوا يفترضون أن اتصالاتهم مراقبة فغيروا من سلوكهم بطرق تقلص من حريتهم في التعبير ..  وهنا تكون خسارة الدولة أكثر .. فعندما تفقد رؤية الكتاب الموهوبين فإنها لن تسمع إلا للفاشلين الذين سيدفعونها دون تردد إلي الهاوية .

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة