الكاتب الصحفى كرم جبر
الكاتب الصحفى كرم جبر


إنها مصر

كرم جبر يكتب .. القدس ضاعت من زمان !

كرم جبر

الجمعة، 08 ديسمبر 2017 - 08:57 م

(1) ترامب نفذ وعده !
الصدمة مسئولية المصدوم، لأن ترامب وعد نتنياهو علي رؤوس الأشهاد، أثناء حملته الانتخابية، أنه سينقل السفارة الأمريكية إلي القدس، لم يكذب ولم يتجمل، ولم يأخذ العرب كلامه مأخذ الجد، وتعاملوا مع تصريحاته برعونة، وعندما أصدر القرار، فوجئنا وصُدمنا وغضبنا وأعلن العرب والمسلمون الثورة الكلامية.. وهكذا دائماً لا تأتي سيارات الإطفاء، إلا بعد أن يأتي الحريق علي كل شيء.
(2) نقل السفارة.. لا جديد !
إسرائيل التهمت القدس قطعة قطعة، تحت ستار دخان الخلافات العربية والصراعات الفلسطينية، ولم يعد هناك خط فاصل بين المدينة الشرقية والغربية، وتحاصرها المستوطنات، ولا يمكن الوصول إليها إلا عبر سلاسل متراصة من الكتل الأسمنتية، التي شُيدت وتكاثرت تحت سمع وبصر العرب والفلسطينيين، هم يعلمون أنه لم تعد هناك قدس شرقية، يمكن انتزاعها لتكون عاصمة للدولة الفلسطينية.
(3) حماس.. في منتهي الحماس !
أين ذهبت صواريخها ومؤامراتها؟.. ضياع القدس في رقبة قادتها، أسرفوا في شق الصف الفلسطيني، وتضخيم الخلافات القاتلة، وركزوا مع مصر وسيناء ودعم الإرهابيين، ولم نر يوماً صاروخاً يصيب الهدف، وإنما مجرد مواسير دخانية، تستخدمها إسرائيل كذريعة لدك عظام الشعب الفلسطيني، المحاصر من إسرائيل وحماس في آن واحد، علي أي قدس تبكون وأنتم القتلة المجرمون.
(4) لجنة القدس.. لم تجتمع !
تشكلت سنة 1975 برئاسة العاهل المغربي الملك الحسن الثاني، وبعده ابنه الملك محمد السادس، ومن أهدافها تبني قضية القدس في المحافل الدولية، وإعداد تقرير سنوي عن جهودها، ولم تجتمع اللجنة إلا مرة واحدة شكلية، بسبب الخلافات السياسية بين الدول الأعضاء، يعني لم ترحم ولم تترك رحمة ربنا، وهي مجرد نموذج للفشل العربي الساطع في إدارة قضية القدس، ثم نبكي الآن علي حائط ترامب.
(5) القمة العربية.. المستحيلة !
الجسد العربي مُثخن بالجراح، ولا يوجد فيه جزء، إلا ويتألم من ضربة سيف أو طعنة رمح.. القمة العربية في الوقت الراهن ضرب من المستحيل في دول بلا حكام، وحكام بلا دول، وأخري تضربها الفوضي، وكيف يجتمعون للدفاع عن القدس وبلادهم ضائعة وتبحث عمن يدافع عنها ؟.. الأمل أن يصدر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب بيان مرصع بعبارات الشجب والإدانة في زمن الخجل، فهذا هو الحد الأقصي لرد الفعل العربي.
(6) بالملايين.. ع القدس رايحين !
إسرائيل هي التي تحتل القدس، وأمريكا هي التي تنقل سفارتها، فهل يوجه المهيجون العرب سهامهم إلي الفاعل الحقيقي.. أم يستمرون في ألاعيب التحريض والتهييج ضد دولهم، ويستخدمون نفس الأسلحة الفاسدة التي أضاعت القدس، وأوشكت علي تضييع نصف العواصم العربية؟ الإخوان أصحاب أكذوبة الذهاب إلي القدس بالملايين ينتظرون العودة إلي الفوضي.. الغضب الساطع سيكون مؤثراً إذا تبلور في موقف عربي، حتي لو كان ضوءاً خافتاً وسط الظلام.. فالفجر يولد من أحشاء الليل.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة