نيكولاس مادورو وأيفو موراليس
نيكولاس مادورو وأيفو موراليس


أعداء أمريكا الدائمون.. الدعم لـ"فلسطين" في وجه تهويد ترامب للقدس

الجمعة، 08 ديسمبر 2017 - 09:53 م

في ليلة الأربعاء الماضية 6 ديسمبر، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعلانه المشئوم للشعب الفلسطيني باعتبار القدس عاصمة إسرائيل، دون أن يبالي بالاعتراض الشعبي العربي المتوقع حدوثه جراء هذا القرار، أو أن يحدق الطرف تجاه الأصوات العربية التي جاءت من زعماء المنطقة، وعلى رأسهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي و العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الذين رفضوا مسبقًا الخطوة التي تحدث عنها ترامب قبل إعلانها بيومٍ واحدٍ.

قرار الرئيس الأمريكي خلف استهجانًا من قبل حلفائه الدوليين قبل أعدائه، كان في طليعتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أعلن عدم مشاطرته قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، مؤكدًا التزام بلاده بحل الدولتين تكون عاصمة كلٍ منهما القدس.

أما أعداء الولايات المتحدة الأزليون، فقد تكالبوا على كيل عبارات الذم تجاه قرار الرئيس الأمريكي، معتبرين إياه بالقرار الأحادي الجانب، و مؤكدين دعمهم للشعب الفلسطيني في وجه القرارات التي ينوي الرئيس الأمريكي إدخالها حيز التنفيذ.

أول المنددين بقرار ترامب، كان عدوه اللدود الرئيس الكوري الشمالي كيم جونج أون الذي رفض الاعتراف بشرعية قرار الرئيس الأمريكي، و متهكمًا على ذلك بقوله إن بلاده لا تعترف من الأساس بشرعية إسرائيل كدولةٍ حتى تعترف بأحقيتها في القدس.

مادورو: قرار ترامب تعسفي

ومن مشارق الأرض إلى مغاربها و بالتحديد في أمريكا الجنوبية، حيث يتكاثر أعداء الولايات المتحدة هناك، فأصبغ قادتها العداء الذي يكنونه تارةً لواشنطن و يعلونه تارةً أخرى، على قضية تهويد القدس التي خرج بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الأول الأربعاء 6 ديسمبر.

البداية من فنزويلا، الدولة البوليفارية المعادية للولايات المتحدة منذ عشرات السنين ووصلت لذروتها في الفترات الأخيرة لحكم الرئيس الفنزويلي الراحل هوجو تشافيز، والتي استمرت في عدائها لواشنطن في عهد سلفه نيكولاس مادورو، كانت من بين الرافضين لإعلان الرئيس الأمريكي نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

التنديد بالخطوة جاء من الرئيس نيكولاس مادورو الذي أعرب ،في بيانٍ رسميٍ، عن إدانته لقرار الإدارة الأمريكية المتمثلة في الرئيس دونالد ترامب، معتبرًا إياه انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وواصفًا إياه بالقرار التعسفي.

ولم تتوقف بيانات الإدانة في كراكاس عند حد الرئيس مادورو، فقد ندد وزير الخارجية خورخي أريزا بقرار ترامب، مكررًا عبارة الرئيس الفنزويلي باعتبار القرار انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، داعيًا في الوقت ذاته إلى ضرورة الالتزام بميثاق الأمم المتحدة، وجميع قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، و التحرك من أجل إيجاد حلٍ سلميٍ قائمٍ على الحوار.

و أكد رئيس الدبلوماسية الفنزويلية التزام بلاده بالمشاركة في حل القضية العادلة لفلسطين، في وجه أي عملٍ تعسفيٍ و أحادي الجانب، وغير معتمد يهدف إلى تعزيز الوجود الغير قانوني لدولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية.

رئيس بوليفيا ساخطٌ على قرار ترامب
و من فنزويلا إلى بوليفيا، حيث الرئيس البوليفي إيفو موراليس، الرجل الذي تصفه الولايات المتحدة بالشيطان، في حين يراه دعاة الاشتراكية مناضلًا يقف سدًا منيعًا ضد الأمبريالية الغربية الأمريكية و الرأسمالية العالمية ، مثله مثل الزعيم الفنزويلي الراحل هوجو تشافيز.

موراليس أدلى بدلوه في هذا الشأن، و أعرب عن سخطه الشديد من قرار الرئيس الأمريكي، واصفًا إياه بالقرار الأحادي الجانب الذي ينتهك القانون الدولي، و مبديًا تضامنه مع الشعب الفلسطيني في وجه هذه القرار الأمريكي.

ورأى الرئيس البوليفي أن القرار الصادر عن ترامب يقود منطقة الشرق الأوسط إلى مزيدٍ من عدم الاستقرار، مؤكدًا دعم بلاده سبل إيجاد حلٍ للقضية الفلسطينية.

وكان سفير بوليفيا لدى مجلس الأمن ،ساشا لورنتي، كان من بين الثمانية بالمجلس الذي طالبوا بعقد جلسةٍ طارئةٍ حول الأوضاع في القدس في أعقاب قرار الرئيس الأمريكي، والتي عُقدت اليوم بنيويورك.

رفضٌ كوبيٌ
و إلى العاصمة الكوبية هافانا، حيث رفضت الحكومة هناك القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، و التي تعتبرها انتهاكًا للمصالح المشروعة للشعب الفلسطيني، محذرةً من عواقب وخيمة على استقرار الشرق الأوسط و أمنه جراء القرار الصادر من البيت الأبيض.

كما أعربت وزارة الخارجية الكوبية عن قلقها العميق لما وصفته بالبيان الانفرادي للرئيس الأمريكي، حول اعتبار القدس عاصمةً لإسرائيل، مؤكدةً أن تعديل الوضع التاريخي للقدس سيزيد من حدة التوترات في الشرق الأوسط وسيحول دون بذل أي جهد يهدف إلى استئناف محادثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

و يحفل التاريخ الطويل بين الولايات المتحدة و كوبا بعديد التوترات بين البلدين، و قد زادت حدة التوترات هذا العام مع قدوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث ألغى الأخير جزءًا من اتفاقٍ أبرمته إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، يعتبره ترامب يخدم مصالح كوبا من جانب واحد.

و في أواخر شهر سبتمبر الماضي تعرضت السفارة الأمريكية بالعاصمة الكوبية هافانا، لهجماتٍ صوتيةٍ مجهولةٍ لدبلوماسيين أمريكا متواجدين هناك، و ذلك بعد عامين فقط من إعادة افتتاح السفارة عام 2015، و التي سعى خلالها أوباما لإذابة جبل جليدي من العلاقات المتجمدة بين البلدين منذ عام 1961 بعدما تولى الزعيم الكوبي الراحل فيديل كاسترو مقاليد الحكم.












الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة