زيد رعد الحسين، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان
زيد رعد الحسين، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان


المفوض السامي: انتهاك حقوق الإنسان تُكلف البشرية ثمناً باهظاً

نهاد عرفة

الأحد، 10 ديسمبر 2017 - 12:01 م

 صرح زيد رعد الحسين، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، أنه يتم الاختلاف بشأن عالمية الحقوق في معظم أنحاء العالم.

وأضاف ،أن هذه الحقوق تتعرض لاعتداء واسع النطاق من قبل الإرهابيين وبعض القادة المتسلطين والشعبويين الذين لا يبدو سوى أنهم يريدون التضحية، وبدرجات مختلفة، بحقوق الآخرين، وذلك من أجل الحصول على السلطة ،وقد تعاظم نفوذهم المشترك على حساب النظام الليبرالي والديمقراطي والسلام والعدالة. وأضاف، نلاحظ وقوع المزيد من الأعمال الوحشية والجرائم المرتكبة في النزاعات في أنحاء العالم، وتفاقماً في القومية العدائية، في ظل ازدياد مستويات العنصرية وكراهية الأجانب وسواهما من أشكال التمييز التي تترسخ حتى في بعض الدول التي أكملت مسيرتها مع قناعة بأن هذه المسائل هي مشاكل من الماضي، بدلاً من أن تكون مشاكل بإمكان الجميع أن يستحضرها بسهولة كبيرة مجدداً وإعادة التأكيد عليها.

 جاء ذلك بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، الذي، العاشر من ديسمبر، الذي يشير له زيد رعد الحسين، أنه ذاك اليوم من عام 1948 الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد تأسيسها بثلاث سنوات، الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، إحدى أكثر الوثائق التي ترجمت في العالم وربما إحدى أكثر الوثائق تأثيراً. 

وأوضح، أنه بفضل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، تحسَّنت الحياة اليومية لملايين الأشخاص ومُنع إبقاء المعاناة الإنسانية طي الكتمان وتمَّ إرساء الأسس اللازمة من أجل قيام عالم أكثر إنصافاً، وبالرغم من عدم الوفاء بالوعد الذي قطعه الإعلان حتى الآن، إلا أن صمود هذا الإعلان عبر السنين يشكل دليلاً على الطابع العالمي الثابت لقيمه الراسخة المتمثلة في المساواة والعدالة والكرامة الإنسانية.

 وقال، إنه في العام المقبل، في العاشر من ديسمبر 2018، سوف نحتفل بالذكرى السبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وآأمل أن يكون هذا العام عاماً من التفكير البليغ والعميق حول الأهمية الدائمة والحيوية لكل مادة من المواد الثلاثين التي تتضمنها هذه الوثيقة الاستثنائية، مشيراً إلى أنه تم صيغ الإعلان العالمي في ظل عالم مثخن بجراح الحرب، وهوَ الدواء الذي وصفته الدول من أجل تلقيح شعوبها ضد أسوأ غرائزها وأخطائها، ولقد صاغه عدد من الممثلين وصادق عليه عدد من القادة للدول من كل القارات، والذين إذا ما اقتبسنا من ديباجة الإعلان، كانوا واعين بالكامل أخيراً وبقوة أن ?تناسي حقوق الإنسان وازدراؤها قد أفضيا إلى أعمال همجية آذت الضمير الإنساني. 

ويقول، لقد صيغ الإعلان مع ذكرى محرقة اليهود والمعرفة بها والمواقف وتراكم السياسات والممارسات التي جعلت حدوثها ممكناً، وأُحرق فوق ضمائر الأشخاص الذين فشلوا في منع وقوعها،.لقد صيغ الإعلان كي لا يغطي الحقوق المدنية والسياسية فحسب، بل أيضاً الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، في ظل الإدراك الكامل بأنكم لا تستطيعون تحقيق التنمية من دون حقوق الإنسان ولا تستطيعون التمتع بحقوق الإنسان بالكامل من دون التنمية، فيما يعتمد إحلال السلام والأمن على الإثنين معاً. 

ويضيف زيد، واليوم، بعد مرور العديد من السنوات على انتهاء الحرب العالمية الثانية وحدوث محرقة اليهود، يبدو أن هذا الوعي يتبخر بمعدل مخيف، فيما التقدم الهائل الذي تحقق من خلال التشريع التدريجي لمبادىء حقوق الإنسان، مثلما نصَّ عليها الإعلان العالمي، يتم تناسيه بشكل متزايد أو تجاهله عمداً، ولهذا نلاحظ البدء بتفكيك بعض التدابير الرامية إلى القضاء على التمييز وتعزيز العدالة بشكل أكبر، وهي بعض ثمار الإعلان العالمي والهيئة الواسعة من القوانين والممارسات التي أوجدها، وذلك من قبل بعض الجهات التي تسعى إلى تحقيق مكاسب من الكراهية والاستغلال.

 ونلاحظ رد فعل غاضب ضد العديد من الإنجازات المحققة في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق المرأة وحقوق الأقليات في الأمريكتين وآسيا وأفريقيا وأوروبا.

 ويستطرد، نرى بعض القادة السياسيين الذين ينكرون صراحة الحقيقة الأساسية الواردة في المادة الأولى من الإعلان العالمي والتي تنص على أن جميع الناس يولدون أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق، بل بعض القادة السياسيين الذين يتحدون وعود أسلافهم بتعزيز احترام هذه الحقوق والحريات وباتخاذ تدابير تدريجية، على المستويين الوطني والدولي، من أجل ضمان الاعتراف بها ومراعاتها على نحو عالمي وفاعل.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة