علاء عبدالعظيم

الثلاثاء، 12 ديسمبر 2017 - 05:35 م

كان المشهد مؤثرًا حزينًا يثير ألوانًا من اللوعة والحسرة، وتحول المكان إلى مناحة ودموع منهمرة تمزق نياط القلوب.


أخذت الأم تضرب صدرها مذهولة، وتنطلق الصرخات من بين ثنايا فمها كصرخات اليائس المصروع، عندما علمت بمقتل ابنتها الصغيرة التي عثر عليها أشلاء ممزقة داخل جوال أرز وملقاة بإحدى عربات قطار مخزن بمحطة مصر.


البداية عندما خرجت الطفلة الصغيرة ابنة الـ6 سنوات وبفرحة الأطفال متجهة إلى السوبر ماركت لشراء بعض الحلوى، لم تكن تعلم أنها ستقع فريسة بين براثن ذئب بشري يحمل بين ضلعيه قلب من الحجر؛ حيث نجح في استدراجها وتوجه إلى المخزن وحاول اغتصابها، علت صرخاتها واختلجت أنفاسها، دفاعًا عن شرفها وقاومته بكل ما أوتيت من قوة لكن بنيانه القوي وشراسته كانت حائلا دون أن تدافع عن نفسها ونجحت في ستر عورتها ولم تمكنه من الاعتداء عليها.


كتم أنفاسها بعد أن هددته بإبلاغ أمها عما فعله معها؛ لكن لم تراوده نفسه ولو برهة وانقض عليها كالأسد الجائع وطعنها عدة طعنات بسكين يستخدمه في تقطيع الجبن، ومزق جسدها إلى أشلاء، ووضعها داخل جوال أرز، وحملها بعد أن هدأت العيون وألقى بها داخل عربة بأحد القطارات المخزنة بمحطة مصر.


ولم يكن يعلم بأن الله مطلع عليه، ولن يفلت بفعلته، حيث طلب من صاحب السوبر ماركت السماح له بالسفر لزيارة والدته المسنة.


ومرت الأيام والشهور، لكن عين رجال الشرطة لا تنام للعثور على الجاني والنيل منه، حيث دارت الشبهات حوله، ومراقبة هاتفه المحمول وتبين أنه على علاقة بإحدى فتيات الليل، والتي قام رجال الشرطة باستدعائها لمعاونتهم للقبض عليه، وبالفعل تم عمل كمين بأحد الأماكن بمصر الجديدة وتمكنت الفتاة من استدراجه، وألقي القبض عليه.


اعترف الذئب المتهم بتفاصيل جريمته البشعة، والتي تبرأ منها الشيطان، وذكر في أقواله بأنه أقدم على قتل الطفلة بعدما هددته بفضح أمره وأنها ستخبر أمها بفعلته فخشي من الفضيحة وهداه شيطانه إلى قتلها معتقدا الهرب من جريمته.


أحيل المتهم إلى النيابة التي صرحت بدفن جثة الطفلة بعد العرض على الطب الشرعي، وحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات ومراعاة تجديد الميعاد.