صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


البجحة.. والتوأم

علاء عبدالعظيم

الأربعاء، 13 ديسمبر 2017 - 04:57 م

تبدلت معالم وجهه، وارتعدت أنامله، واختلجت أنفاسه، وتملكته رعشة شديدة بالجسد، بينما يتردد على سمعه كلمات جاره التي اخترقت أذنيه كجمرات توقد الأضلع.


عصفت به الأفكار ليبدو كريشة تهوى في مهب الريح، وأثقلت رأسه بالتساؤلات، حيث كلمات الجار التي يتهم بها زوجته بالخيانة طوال فترة تغيبه عن المنزل، حيث يأتي إليها ابن خالها متسللًا في أوقات متأخرة من الليل.
قرر الزوج قطع الشك باليقين، وترك عمله بإحدى المدن الساحلية عائدًا إلى منزله، متمنيًا براءة زوجته التي لم يمر على زواجهما سوى عام واحد.

استقبلته الزوجة بابتسامة تخفي وراءها خوف وتردد ودهشة من حضوره المفاجئ،  حاولت التماسك والتصرف بطبيعة لكن دون جدوى، ازدادت شكوك الزوج وأمسك بهاتفها المحمول يبحث عن المكالمات التي أجرتها بعصبية شديدة حتى اكتشف آخر مكالمة مع ابن الخال فور حضوره إلى المنزل وكأنها تخبره بعدم الحضور لوجود الزوج.


انفجر الزوج غاضبًا، وبصوت غليظ كأنه هدير البحر في هيجانه، وواجهها بالحقيقة وانقض عليها كالأسد المجروح ولقنها علقة ساخنة، اعترفت على إثرها بجريمتها وعلاقتها المشينة بابن الخال الذي تعشقه وكانت تتمنى الزواج منه.


اغرورقت عيناه بالدموع، وهو ينظر إلى طفليه التوأم اللذين اعتبرهما طوق النجاة بالنسبة له، حملهما وتوجه إلى  أحد الأطباء وأجرى تحليل الـ D N A ، ووقعت المفاجأة على رأسه كالصاعقة عندما اكتشف بأنهما ليسا من صلبه، ولا يحملان أية علامات وراثية تؤكد نسبهما إليه.


بينما قام والد الزوجة بإجبار ابن الخال على إجراء التحليل أيضًا، وتبين أن التوأم ابنيه ويحملان جيناته.


وبعقل  وفكر هادى قرر الزوج تطليقها، حتى لا يقضي بقية حياته بالسجن بعدما راوده شيطانه بقتلها كي يغسل عاره.


وأمام محكمة الأسرة ببنها، وقف الزوج يروي مأساته مع الزوجة الخائنة بعدما قامت برفع دعوى ضده تطالبه فيها بنفقة للطفلين التوأم مستندة إلى قول محاميها والذي أكد بأن زوجها قام باستخراج شهادتي ميلاد للطفلين باسمه، وبعدما مر عليهما عام مما يعتبر ذلك وقانونًا اعترافًا رسميا بأنهما طفليه، مما يتوجب عليه وإلزامه بدفع نفقة مسكن وملبس ومعيشة لهما.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة