2017.. قطر تودع عام الانقلابات المؤجلة «تقرير»

الجمعة، 15 ديسمبر 2017 - 03:45 م

في السابع عشر من شهر سبتمبر الماضي، خرج الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني ،أحد كبار الأسرة الحاكمة في قطر، عن طوع أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ليوجه الدعوة لمن اعتبرهم »عقلاء الأسرة الحاكمة« و أعيان الدولة القطرية إلى الاجتماع من أجل التباحث لحل الأزمة القطرية التي تجمعها بجيرانها من الدول الخليجية رفقة مصر.

الشيخ عبد الله بن علي ،الاسم المطروح بقوة في قطر لحمل لواء قطر واسترداد حكمها لأسرته مرة أخرى من أسرة خليفة الذين صعدوا للحكم في 1972 على حساب آبائه بعدما انتزعوا الحكم عنوةً من أخيه الأكبر الشيخ أحمد بن علي آل ثاني في مطلع سبعينات القرن الماضي.

انقلابات سابقة

بداية القصة نسردها من الماضي، فالشيخ عبد الله بن علي آل ثاني هو حفيد الشيخ عبد الله بن جاسم آل ثاني، الحاكم الثالث لقطر، و الابن التاسع للشيخ علي بن عبد الله بن جاسم آل ثاني، الحاكم الرابع للدولة القطرية، و شقيق حاكم قطر الخامس الشيخ أحمد بن علي آل ثاني، و الذي انقلب عليه ابن عمه الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني "جد أمير قطر تميم بن حمد" عام 1972.

و بعدها أذاق نجل خليفة الشيخ حمد بن خليفة، الأمير السابق لقطر ، والده من نفس الكأس الذي أذاقه لبني عمومته باغتصاب السلطة منه عبر انقلابٍ مشابهٍ للذي حدث مع الشيخ أحمد بن علي آل ثاني و ذلك عام 1995، لينأى بعدها الشيخ حمد بنفسه من أن يتجرع من نفس الكأس ويتنازل لابنه تميم طواعيةً عن الحكم في يونيو 2013 ، متجنبًا بذلك محاكاةً أخرى لنفس مصير من سبقوه في حكم قطر.

دعوة الشيخ عبد الله ضد تميم

وفي بيان دعوته لاجتماعٍ ضد سياسات تميم، قال عبد الله بن علي آل ثاني إنه يتألم كثيرًا وهو يرى الوضع يمضي إلى الأسوأ في قطر، إلى أن بلغ حد التحريض المباشر على استقرار الخليج العربي، و التدخل في شؤون الآخرين.

وأمضى الشيخ عبد الله قائلًا حينها «هذا الوضع يدفع بنا إلى مصير لا نريد الوصول إليه كما هو حال دول دخلت في نفق المغامرة، وانتهت إلى الفوضى و الخراب و الشتات و ضياع المقدرات لا قدر الله ، و ما نستطيع عمله لنعيد الأمور إلى نصابها أن نتباحث من أجل تقوية اللحمة الخليجية».

تأييد من سلطان بن سحيم

يومٌ واحدٌ فقط فصل بين بيان الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني، حتى أطل الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني ،ابن عم الشيخ حمد بن خليفة أمير قطر السابق، هو الآخر ببيانٍ يدعم خلاله دعوة الشيخ عبد الله، معتبرًا حينها أن السكوت على ممارسات النظام القطري المتمثل في حاكمه تميم بن حمد أمرٌ بات مستحيلاً.

والشيخ سلطان بن سحيم هو الابن الأصغر للشيخ سحيم بن حمد آل ثاني، وأول وزير خارجية للدولة القطرية وشقيق الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني جد الأمير تميم.

شهرٌ فقط تبع هذا الموقف من الشيخ سلطان، كان بعده قصره مقصدًا لوحدة أمن الدولة القطرية، والتي قامت بمصادرة أختامه وصكوكه وتعاقداته، مما يشكل خطرًا عليه بسبب إمكانية تزويرها واستخدامها بشكل يهدف للإضرار به.

ولم تكتف قوات الأمن القطرية بهذا، بل قامت باقتحام الغرفة الخاصة بوالدته الشيخة منى الدوسري، أرملة الشيخ سحيم بن حمد آل ثاني، حيث نهبت كل المجوهرات والمقتنيات والأموال، حسبما تأكد حينها.

الشيخ عبد الله الوسيط القطري لدى السعودية

و قبل كل هذا،  لعب الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني هو مقربٌ من الأسرة المالكة بالسعودية دور الوسيط في منتصف أغسطس من هذا العام من أجل السماح للحجاج القطريين بدخول الأراضي السعودية و أداء مناسك الحج بعد لقاءٍ جمعه بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.

وفي أعقاب اللقاء وافق خادم الحرمين الشريفين على دخول القطريين إلى الأراضي المقدسة في المملكة لأداء فريضة الحج، بعدما أبدى رفضه في بداية الأمر جراء المقاطعة المفروضة على الدوحة ، بل و أعلن توفير طائراتٍ من المملكة لنقل الحجاج القطريين على نفقة العاهل السعودي.

و أبدى وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني حينها امتعاضه من الخطوة، متحججًا بقلقه على أوضاع الحجاج القطريين في السعودية، بعد ترحيبٍ منه عن مضضٍ في البداية، بدا حينها أنه كان ترحيبًا ظاهريًا، بعدما بات الشيخ عبد الله هو الشخص المتصدر لمشهد إنهاء أزمة الحجاج القطريين.

انقلابٌ وراء انقلابٍ تبعهما تحاشي انقلاب عنوانٌ عريضٌ في نهج آل ثاني لم يأذن لصفحته أن تُطوى بعد في انتظار ما هو آتٍ في قادم الأيام والسنين.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة