كم من مواهب لم تعرف الشهرة، وكم من جواهر زادت قيمتها كلما مر عمرها.. تنطبق الجملتان على المطربة الإفريقية كوكب القارة السمراء التنزانية "بي كيدودي"، أم كلثوم إفريقيا الثانية والتي ظلت تغني حتى عامها الـ13 بعد المئة.

ورغم كل تلك العقود التي تظهر في تجاعيد وجه "بي" إلا أن صوتها زاد طلاوة، وكأن الزمن يصقله كتحفة فنية.
 

وقالت "بي" في لقاء تلفزيوني إن الطرب بالنسبة لها كإلقاء الروح في السماء، فالمسرح به روح واحدة تحلق عالياً وهي المطرب بينما يظل العازفون جالسين على مقاعدهم.

"بي كيدوده" اسمها الأصلي فاطمة بنت بركة ولدت في الفترة من 1910 إلى 1920 ، وتوفيت 17 أبريل 2013، وفقاً لموسوعة ويكيبيديا- وقالت في لقاء تلفزيوني إن عمرها 113 عاماً، وهي مغنية طرب تنزانية، زنجبارية المولد، لُقبت بملكة الطرب وموسيقى الأونياغو.
 


 


حصلت على جائزة "ووميكس" العالمية سنة 2005، لتأثيرها الكبير على الموسيقى والثقافة في تنزانيا، كما حصلت على وسام الفنون والرياضة التنزاني سنة 2012.
ولدت فاطمة بنت بركة في قرية "مفاجيمارينغو"، ولا يُعرف تاريخ ميلادها ولا تفاصيل نشأتها على وجه التحديد، كان أبوها بائع جوز هند في زنجبار أثناء الاحتلال الإنجليزي. "ويكيبيديا"
وتعد "بي" سيدة الطرب في تنزانيا وزنجبار، وقدمت عروض في عدة دول، ويقول منتجها "شو شو" إنها لو عاشت في أي مكان في العالم غير تنزانيا لأصبحت مليونيرة بصوتها.

وقالت "بي" إنها بدأت الغناء منذ أن كان عمرها 10 سنوات، ولم يُعلمها أو يوجهها أحد، فقط اعتمدت على موهبتها.

واشتهرت "بنت بركة" بأداء أغاني الطرب السواحيلي الذي يغلب عليها الطابع العربي، كما ظهرت في أكثر من مقطع مصور تغني لسيدة الغناء العربي "أم كلثوم"، وأيضاً ألحان لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب.

 

وتوفيت "بنت بركة" 17 إبريل 2013 ، وشارك رئيس تنزانيا والمئات في مراسم تشييع جنازتها.

وتوجهت مئات النساء إلى منزلها في جزيرة زنجبار لتقديم العزاء قبل اصطحاب جثمانها إلى مسجد لأداء صلاة الجنازة، ثم دفنت في قرية كيتومبا، حيث قدّم الرئيس جاكايا كيكويتي تعازيه في رحيلها.
وأثناء الجنازة، أجهش كثيرون بالبكاء، حيث تعتبر المطربة الراحلة على نطاق واسع بمثابة والدة أو جدّة لهم، وفقاً لـ BBC.