بالفيديو والصور.. «فاضل» جزيرة فلسطينية على أرض مصرية

أمنية فرحات- محمد عيسوي

السبت، 16 ديسمبر 2017 - 05:12 م

 
وجوه فلسطينية لكنها تتزين بـ«السمار المصري»، من غزة قدموا ليرتوا بماء النيل وتتشبع عروقهم به، تجاوزوا آلام اللجوء بدفء التراب الشرقية، فلم تضييق أرض المحروسة عليهم يومًا بما رحبت.

هنا في قلب مركز أبو كبير بمحافظة الشرقية، اتخذت عائلات فلسطينية من جزيرة «فاضل» مستقرًا لها، بعد أن فتحت ذراعيها 40 مُهجرًا من عائلة غزاوية واحدة فرت من ويلات حرب 1948، لتصير 5 آلاف اليوم.
 
على أرض «فاضل» عاشت الأسر الفلسطينية، حياة أبناء الريف، وبقدر ضيق شوارعه إلا أنها كانت متسعًا لمئات الأطفال الأبرياء الذي عاشوا مشردين بعد خروج أهلهم من فلسطين.

قادمون من بئر سبع
الحاج عيد النامولي – عمدة قرية فاضل- قال لبـ«بوابة أخبار اليوم» إن كل من يعيشون بالقرية يحملون الجنسية الفلسطينية، وينتمون إلى عائلة «آل النامولي»، التي هاجرت من مدينة بئر سبع عام 1948 إلى محافظة الشرقية، وأسسها والده الشيخ نصير النامولي.

وأضاف «النامولي» أنه يوجد بالقرية مجلسًا عرفيًا لحل أي منازعات تحدث بين أفراد القرية والقرى المجاورة، موضحًا أن أبناء القرية يعملون في العديد من المهن، منها الزراعة والتجارة وإعادة تدوير البلاستيك، بالإضافة إلى ميكانيكا السيارات وفتح بعض محلات البقالة.

القدس.. ما باليد حيلة
وعن القرار العشوائي، الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، قال أوضح «النامولي» أن أهالي القرية توحدت مشاعرهم الحزينة بعد سماع هذا القرار؛ لكنهم لا يملكون شيئًا إلا أن يزدادوا إصرارًا وعزيمة وإيمان بأن القدس عربية وستظل عربية أبد الدهر.

وواصل حديثه، قائلا: «ليس فينا ولا بيننا من يفرط في ذرة من تراب القدس، فالقدس لنا ما بقي القرآن يُتلي، القدس لنا ما بقيت ترانيم الصلاة، القدس لنا ما بقي الزعتر والزيتون، القدس لنا لو لم يبق إلا طفل رضيع». 



80 عامًا من الإصرار
بشعر غزاه الشيب، وحروف تتماسك لإطلاق الكلمات، تحدث «الشيخ مصطفى المختار – فلسطيني – 80 عامًا»، أحد المقيمين على أرض جزيرة فاضل، عن قصة لجوئهم إلى مصر، منذ أن كان شابًا يافعًا في العشرين من عمره.

وقال الشيخ المختار: «كنت شابًا فلسطينيًا ترعرت تحت رعاية الحكومة المصرية في قطاع غزة، بعد حرب الجيش المصري في فلسطين، فقطاع غزة جزأ لا يتجزأ من جمهورية مصر العربية».

وبنبرة حادة وملامح غاضبة، وصف قرار الرئيس الأمريكي بشأن القدس بأنه «أهوج ومتسرع»؛ لأن القدس تعد أول القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، متمسكًا بأن القدس عربية إسلامية وثابتة على أرض صلبة فلسطين، وكانت وستظل عاصمة الفلسطينيين.

نعيش في سلام
«جبر سالم» أحد الفلسطينيين المقيمين بجزيرة فاضل، قال: «جئنا إلى مصر عام 1948 بعد أن هاجر أجدادنا وآبائنا فوجدوا هذا المكان مناسبًا لهم للمعيشة ولإقامة حياة جديدة، عشنا في جمهورية مصر العربية الحبيبة وتعلمنا وتزوجنا وبنينا حياة جديدة تجمعنا بإخواننا المصريين علاقة مميزة ونعيش في سلام وأمان».

خريطة على وجه «غِفرة»
في سن صغيرة، شدت الفلسطينية «غِفرة عيادة» الراحل إلى مصر، وبعد عشرات السنين، صارت عجوز تحفظ كل شبر على أرض جزيرة فاضل، مؤكدة أنها تعيش على أرض الجزيرة منذ 65 عامًا؛ لكنها رغم ذلك لا تزال تحتفظ في ذاكرتها بحكايات وذكريات عاشتها في القدس.

«غِفرة» منذ اللحظة الأولى لرؤيتها تبدو خريطتا مصر وفلسطين مرسومتان معًا على وجهها؛ إلا أنها تتحدث عن أنها لا تزال تستنشق هواء غزة، وأجراس الكنائس وأصوات الأذان لا تزال ترن في آذانها.

وحكت العجوز الفلسطينية – التي لا تزال محتفظة بزيها الفلسطينية- عن مهنة الزراعة التي عاشوها منها على أرض فلسطين، ثم واصلوها على أرض الشرقية.

من غزة للشرقية «سيرًا»
شامة حسين - معمرة فلسطينية تبلغ من العمر 90 عامًا - تتمتع بملامح عربية أصيلة تتكئ على عصاه خشبية تعيش بمفردها بعد زواج أبنائها؛ لكن تذاكرتها تحتفظ برحلة الهروب من غزة إلى مصر.

واختتمت «شامة» قصتها بالحديث عن اللحظات الأخيرة لها في فلسطين، قائلة: «جئت إلى مصر وأنا طفلة صغيرة بعد قيام الحرب في فلسطين عام 1948وصلنا من غزة إلى مصر سيرًا على الأقدام حتى وصلنا إلى محافظة الشرقية، وعشنا وتزوجنا وأنجبنا وصارت الحياة في مصر الحبيبة مع أهلها الطيبين».

image

33333333333333625441

555555555555555596225

63225411

63247895441

63255411

654123987744

65598

66666666666666666666666682441

69874512366552

6988422

96555663

99633

99999999999999999999

IMG_7283

IMG_7284

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة