صورة موضوعية
صورة موضوعية


تقرير| 2017.. عام الاستفتاءات الفاشلة عالميًا

حسن عادل

السبت، 16 ديسمبر 2017 - 05:22 م

يبدو أن «2017» أصبح عام الاستفتاءات، بعد ما شهد 3 محاولات من أجل انفصال عدد من الأقاليم عن الدول التي تحكمها، والحصول على مزيد من السلطات التي قد تعني لبعضها خطوة أولى في حلم إقامة دولتها المنفصلة. 

3 استفتاءات شهدتها العراق وإسبانيا وإيطاليا، خرج فيها المصوتون إلى اللجان الانتخابية، وعقب إعلانات النتيجة رفضت العراق وإسبانيا الاعتراف بها، وواجهت تلك المحاولات بالقوة لتفشل كل الاستفتاءات التي أقيمت خلال عام 2017 في الوصول إلى النتيجة التي تريدها.

كردستان – العراق

بداية الاستفتاءات في عام 2017 كانت داخل إقليم كردستان العراق، وهو الاستفتاء الذي سعى من خلاله سكان الإقليم الأكراد من أجل اتخاذ خطوتهم الأولى نحو دولتهم المنشودة منذ سنوات طويلة والتي ستجمع شتاتهم بعدد من البلاد المختلفة.

وشهد يوم 25 سبتمبر الماضي إقامة الاستفتاء الخاص بانفصال كردستان- وهو الذي أعلنت العراق عدم اعترافها بنتيجته- وصوت فيه قرابة الـ93% من المصوتين على الموافقة على الانفصال.

بعد إعلان النتيجة بأيام قليلة أعلنت السلطات العراقية إطلاق عملية عسكرية من أجل استعادة سيطرتها على الإقليم مرة أخرى، وهو ما نجحت فيه، ليعلن بعدها حاكم الإقليم مسعود برزاني عزمه التنحي عن الحكم.

كتالونيا – إسبانيا

أحد الاستفتاءات التي كان يتم الإعداد لها منذ سنوات طويلة قبل أن تتخذ سلطات الإقليم قرارا بإقامة استفتاء للانفصال عن إسبانيا في 1 أكتوبر وجاءت نتيجته برغبة 90% من السكان الانفصال عن إسبانيا.

وواجهت السلطات الإسبانية محاولة الإقليم للانفصال بالقوة وألقت القبض على عدد من المسئولين في كتالونيا مما دفع عدد من قادة الإقليم للهروب ومنهم كارليس بيجديمونت الذي فر إلى بلجيكا عقب أيام من إعلان نتيجة الاستفتاء.

فينتو ولومبارديا - إيطاليا

في شهر أكتوبر الماضي خرج سكان إقليمي فينتو ولومبارديا الإيطاليين للاستفتاء على منح السلطات بها مزيدًا من الحكم الذاتي وحرية أكثر في التحكم في مواردهما الاقتصادية، خاصة وأن الإقليميين من أغنى الأقاليم في البلاد.

وبحسب صحيفة «ilpost» الإيطالية فإن الاستفتاء في إقليم لموبارديا شهد العديد من المشاكل التقنية التي حالت دون الإعلان عن النتائج النهائية للتصويت، مشيرة إلى أن النتائج الأولية تشير إلى عدم اكتمال النصاب القانوني للحضور، حيث بلغ عدد المصوتين 39 أو 38% فقط، مضيفة أن نسبة التصويت بنهم كانت ستبلغ 95.3%.

وأضافت أن التصويت في إقليم فينتو تجاوز النصاب القانوني بعد وصول عدد المصوتين إلى 57% من السكان، ليخرج بعدها رئيس الإقليم لوكا زايا ليصرح بأن نتيجة الاستفتاء ستكون هي أساس التعامل مع الحكومة الإيطالية خلال الأيام القادمة.

دول جديدة
ولن تقف الاستفتاءات عند عام 2017، بل من المتوقع أن يشهد عام 2018 مجموعة من الاستفتاءات الجديدة من أجل الانفصال وهي:

كاليدونيا  الجديدة - فرنسا

كاليدونيا  الجديدة مجموعة من الجزر التابعة لفرنسا التي فرضت سيطرتها عليها في عام 1853 بعد ما أمر الإمبراطور الفرنسي نابليون الثالث قائده الأميرال فيفرييه ديبوانت بالسيطرة عليها، لتصبح واحدة من الأراضي الفرنسية من وراء البحار في عام 1946.

يبلغ عدد سكان كاليدونيا الجديدة قرابة الـ275 ألف مواطن من أعراق مختلفة، إلا أن سكانها الأصليين من شعب «الكاناك» هم من يمثلون الأغلبية العظمى لأهل كاليدونيا بنسبة 45%، ومنحت الجنسية الفرنسية لجميع أهل كاليدونيا في عام 1953، بينما تبلغ مساحتها أكثر من 18 ألف كيلومترًا. 

شهد عام 1980 مواجهات شديدة بين الجيش الفرنسي و مقاتلي الكاناك، ليقام بعدها في عام 1986 استفتاء على انفصال كاليدونيا الجديدة عن فرنسا إلا أن الأغلبية صوتوا بعدم الانفصال، وفي عام 1998 وقع اتفاق «نوميا» الذي يمنح سكان كاليدونيا إجراء استفتاء جديد للانفصال عن فرنسا خلال الفترة بين عامي 2014 و 2018.

وقالت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» إن السلطات في كاليدونيا الجديدة عقدت جلسة مباحثات مدتها تسع ساعات مع نظرائهم الفرنسيين اتفقوا خلالها على إقامة استفتاء على الحكم الذاتي في 2018 .

ونقلت عن رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب قوله إن الاستفتاء على الحكم الذاتي سيقام في 2018، وتحت إشراف من الأمم المتحدة، إلا أن صيغة السؤال الخاص بالاستفتاء لم تتم صياغتها حتى الآن.
جزيرة بوغانفيل

واحدة من الجزر التي من الممكن أن تحصل على الاستقلال في عام 2018 على من معارضة السلطات في غينيا الجديدة لتلك الخطوة.

تقع جزيرة بوغانفيل ضمن مجموعة من الجزر التي تسمى «جزر سليمان» والتابعة لغينيا الجديدة والتي شهدت قتالا شديدًا بين السلطات في غينيا وبين سكان بوغانفيل وهي الحرب الأهلية التي وصل عدد ضحاياها أكثر من 10 آلاف شخص، إلى أن وصل الطرفان إلى اتفاق سلام نص على إجراء الجزيرة استفتاء على الاستقلال قبل عام 2020.

وقال رئيس وزراء غينيا الجديدة بيتر أونيل إن الاستفتاء على استقلال بوغانفيل من الممكن ألا يتم في المستقبل بسبب عدم الوصول إلى اتفاق حول مجموعة من الأشياء.

وأضاف أن من بين الأشياء التي يجب أن يتم حسمها قبل إجراء الاستفتاء هو التخلص من الأسلحة داخل الجزيرة وإقامة نظام قانوني بها، مشيرا إلى وجود مزيد من العمل يجب أن يتم قبل الوصول إلى الاستفتاء.

اسكتلندا

واحدة من الدول التابعة للمملكة المتحدة والتي دائمًا ما تهدد بالانفصال عنها، وكان بين الخطوات التي اتخذتها اسكتلندا كان استفتاء سبتمبر عام 2014 والذي جاءت نتيجته لصالح عدم الانفصال عن المملكة المتحدة.

ومع خوض بريطانيا لمفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي هددت الوزيرة الأولى في اسكتلندا اسكتلندا نيكولا ستورجيون بأن بلادها ستنفصل عن المملكة المتحدة حال خروجها من الاتحاد.

وقالت ستورجيون في أكثر من تصريح لها إن عام 2018 سيكون هو العام المناسب لإجراء استفتاء الاستقلال عن المملكة المتحدة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة