صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


الطبيب.. وطفل الخطيئة

علاء عبدالعظيم

الأحد، 17 ديسمبر 2017 - 04:34 م

باءت كل محاولاتها بالفشل في التخلص من جنينها الذي حملته سفاحًا، حتى فاجأتها آلام الوضع.


استلقت الزوجة الطالبة 16 عامًا على ظهرها أمام الطبيب، لم تشعر بألم الوضع الذي يصاحبه تشنجات فحسب، بينما تراود مخيلتها الفضيحة التي ستلحق بها والبحث عن حل للخروج من هذا المأزق.

حملت رضيعها، وبخطوات مثقلة، وصوت متحشرج تطلب من والد الطفل أن يحضر لمقابلتها، للاتفاق على التخلص من الطفل بدلًا من أن تحتويه بحنانها حيث لم يلحق أن يرتوي من الدنيا، وبالفعل رسما خطتهما بمداد قاتم وعقل هائم، لم تحرك صرخات الطفل ساكنًا داخل الأب الذي تجرد من كل المشاعر الإنسانية، واحتضنه وتوجه به إلى إحدى المناطق الهادئة بمنطقة التجمع الخامس، ووضعه بجوار إحدى البنايات، وتركه يلاقي مصيره وسط برودة الجو وصفير الرياح.


ذهب الأب إلى قسم الشرطة، وأبلغ عن عثوره على طفل حديث الولادة، بعدما شاهد أحد الأشخاص يترجل من سيارته ويلقي به بجوار الحائط، ولم يتمكن من رؤية الأرقام الخاصة بالسيارة.


انتقل على الفور رجال المباحث، وتم عمل التحريات المكثفة لحل لغز الطفل اللقيط، بينما جلس الأب الجاحد ابن الـ 20 عامًا يروي لعائلته عما شاهده وتصرفه النبيل تجاه الطفل وقيامه بإبلاغ الشرطة ولم يكن يعلم بأن عدالة السماء آتية لا محالة، حيث انتفضت شقيقته وقامت بنشر صورة الطفل الرضيع على موقع التواصل الاجتماعي في محاولة لمعرفة أهليته.


كان القدر رحيمًا بالطفل الذي لا ذنب له فيما اقترفته والدته القاصر وأبيه الطائش، حيث تصادف أن يتعرف الطبيب الذي قام بإجراء عملية الوضع للأم على الطفل، وقام بإبلاغ رجال المباحث عن أوصافها، وتمكنوا من القبض على الأبوين.


كشفت التحقيقات أن الطالبة تزوجت عرفيًا من الأب الشاب، وعاشرها معاشرة الأزواج، وخشيا من الفضيحة فقررا التخلص من الطفل بعد أن هداهما شيطانهما إلى هذه الحيلة.


تم إيداع الطفل إحدى دور الرعاية، وتم تحرير محضر بالواقعة، وأحيلا إلى النيابة التي تولت التحقيقات.


 


الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة