صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


«القاصر عايزة تخلع»

علاء عبدالعظيم

الأحد، 17 ديسمبر 2017 - 07:56 م

أخذ السقام من حجمها وهي تنتقل بين جنبات محكمة الأسرة متحاملة في مشيتها، استندت إلى أحد الجدران، تجر قدميها جرًا، وتقتلعها بين الخطوة والأخرى بحثًا عمن يرشدها للحصول على حقها بعدما باعها الأب.


انطلقت الزغاريد تخترق أذنيها التي أصابها الصمم من هول المفاجأة، بعد أن أجبرها أبيها على الزواج من رجل يكبرها بأكثر من 40 عامًا ومقيم بإحدى الدول العربية، انسابت دموعها التي كادت أن تحرق وجهها تتوسل إليه، بأن يتركها تكمل تعليمها لرغبتها الشديدة في أن تصبح مهندسة لحبها وشغفها بالرياضيات؛ لكن جاء قرار الأب صارمًا وصادمًا لها، ولم تجد أمامها إلا أن تمتثل لأوامر أبيها حيث الزوج سيقوم بدفع مبلغ كبير من المال يساعده على تربية أشقاءها الـسبعة، وعدته بالعمل كخادمة كي لا يتحمل عبء مصروفاتها وتحقق رغبتها واستكمال دراستها؛ لكن لا حياة لمن تنادي.


لم تر مأذونًا، أو مدعوين، غير فستانها الأبيض الذي اعتبرته كفنها للآخرة، وتوجهت إلى منزل الزوج، أصابتها حالة من الهلع حيث بدا الزوج العجوز كالأسد مخالبه كأنها سنون حراب، ونظراته تشع بريق يبعث بالخوف والرهبة، حاولت الامتناع عنه والهرب منه لكنه وبخها بكلمات جعلتها تشعر وكأنها جارية قام بدفع ثمنها للأب.


استسلمت الزوجة الصغيرة للأمر الواقع في محاولة للتأقلم على حياتها الجديدة؛ لكنها فوجئت به يطلب منها السفر معه إلى بلده لخدمة زوجته وأولاده، لم تجد من يقف بجانبها أو يحميها من جشع أبيها، أو غضب الزوج العجوز، ونجحت في استقطابه وإقناعه بالسفر على أن يقوم بإرسال التأشيرة لها على أن تلحق به فيما بعد.


سافر الزوج، ومر عام ولم تعلم عنه شيئًا ولم تأت لها تأشيرة السفر، واتهمها الجميع بأنها السبب في هجر الزوج؛ حيث لم تستطع تلبية رغباته، بينما ينهرها البعض الآخر بأن تزوجت من رجل يكبرها سنًا.
وبدموع منهمرة، وصوت مبحوح قالت: "لقد جئت إلى محكمة الأسرة، كي أجد حلًا ينقذني مما أنا فيه سواء بالطلاق أو بالخلع.





الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة