دونالد ترامب
دونالد ترامب


ملامح استراتيجية ترامب للأمن القومي: مواجهة التهديدات الروسية..احتواء الطموحات الصينية.. وملاحقة "الجهاديين"

عاطف عبداللطيف

الإثنين، 18 ديسمبر 2017 - 09:54 م

 
كشف البيت الأبيض استراتيجية الأمن القومي الأولي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وكشفت الاستراتيجية أن الولايات المتحدة في مواجهة كلا من روسيا والصين الذان يحاولان تغيير شكل العالم وتعديل موازين القوي في غير صالح الولايات المتحدة، وبالرغم من أن الوثيقة شددت علي هدف إدارة ترامب لاحتواء الطوحات الاقتصادية للصين وإعادة التوازن التجاري معها، إلا أنها لم تشر بشكل كبير إلي انتقاد روسيا علي سياستها في جزيرة الكرما والتي تسببت في تدهور الأوضاغ في أوكرانيا. ويبدو أن الوثيقة كانت أشد حدة في انتقاد روسيا من الرئيس الأمريكي نفسه الذي رفض انتقاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. 

وتشير الوثيفة إلي ان كلا من روسيا والصين يريدوا جعل الاقتصاديات أقل حرية ورخاءا. وكشفت أن الولايات المتحدة يجب أن تعيد التفكير في سياستها التي ظلت تتبعها منذ عقدين والتي افترضت أن اندماج الولايات المتحدة مع منافسيها وتشجيعهم علي الانخراط أكثر في المؤسسات الدولية يجعلهم يتحولون إلي أعضاء يمكن الوثوق بهم، إلا ان الواع يثبت عدم نجاح تلك السياسة وضرورة تغيرها. وعلي عكس باراك أوباما وجورج بوش، أصر ترامب علي تقديم استراتيجيته الاولي للأمن القومي بنفسه بالرغم من التعديلات التي أدخلها الكونجرس علي الاستراتيجية، وكان من المعتاد بين الرؤساء الأمريكين عدم تقديم استراتيجية الامن القومي إذا تم تعديلها من قبل البرلمان والاكتفاء بطرحها علي وسائل الإعلام.  

وتقوم استراتيجية ترامب للأمن القومي علي أربعة ركائز أساسية: حماية الدولة وأسلوب حياة الأمريكين؛ تحقيق الرخاء للشعب الأمريكي؛ تحقيق السلام من خلال القوة؛ وزيادة النفوذ الأمريكي في عالم شديد المنافسة. وتمثل هذه الركائز تغير في واضح عن سياسة أوباما للأمن القومي والتي اعتبرت أن التغيير المناخي يمثل الخطر الأكبر والمتزايد علي الأمن القومي الأمريكي. وتوضح وثيقة الأمن القومي ان ترامب يعتبر أن تجالرخاء الاقتصادي لأمريكا يمثل أهم الركائز التي تقوم عليها الاستراتيجية وما يتضمن ذلك من أهداف أمنية اخري لازمة لتحقيق هذا الرخاء.

وأشارت الوثيقة إلي أن الإرهابين الجهاديين والجرائم المنظمة عبر الدول يمثلون أكبر تهديد للأمن القومي الأمريكي. وشدد علي تعزيز منظومة الصواريخ الدفاعية بحماية الحدود وتشديد إجراءاءت الأمن العام. وتعهد بملاحقة التهديدات من مصدرها حتي لا يستطيع الجهاديين الإرهابيين تحقيق أهدافهم أو الوصول إلي حدود بلادنا. ويمثل استخدام مصطلح "الجهاديون" تغير في السياسة الأمريكية التي انتهجها الرئيس الامريكي السابق باراك أوباما، الذي حذف مصطلحات مثل "الاسلام المتطرف" من وثيقة الأمن القومي عام ٢٠١٠، وهي اللغة المستخدمة من قبل سابقه الرئيس جورج بوش. وكان أوباما قد تعهد بعد زيارته التاريخية الي القاهرة ببداية جديدة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي. كما لم تتضمن استراتيجي الأمن القومي عام ٢٠١٥ علي مصطلح "جهادي" وهو ما يمثل تغير كبير في السياسة الأمريكية تجاه العالم الإسلامي. ولَم يرغب أوباما في استخدام مصطلحات قد تثير غضب المسلميين أو حتي قد تستفز تنظيمات مثل داعش والقاعدة بما يؤدي إلي نتائج عكسية.

واعتبرت الوثيقة آن الصين تمثل منافس إقليمي للولايات المتحدة خاصة في أسيا، وكانت إدارة ترامب قد اشتكت من عدم التوازن في التجارة البينية مع الصين، كما طالب البيت الاجابيض بكين بوضع حدود في تجارتها مع كوريا الشمالية والتي تعتبر العدو الأكبر للولايات المتحدة في الوقت الحالي. ولَم تشر وثيقة الأمن القومي بوضوح إلي الانتهاكات التي شهدتها الانتخابات الامريكية الأخيرة والتهم التي وجهت للرئيس وبعض معاونيه حول طبيعة التدخل الروسي في التأثير علي نتيجة الانتخابات. وأشارت الوثيقة إلي المفاوضات التي تقوم بها الولايات المتحدة للوثجصول الي اتفاقيات تجارة حرة وعادلة مع باقي الدول وإعادة التفاوض حول اتفاقية التجارة الحرة في شمال أمريكا "نافتا".

وقال مسؤول بإدارة ترامب إن الولايات المتحدة تحتاج إلي الصين في العديد من القضايا وأهمها التعامل مع كوريا الشمالية، مضيفا أن الدولتين يعملان معا لتحقيق مصالح مشتركة إلا أن هناك منافسة قوية بين واشنطن وبكين. وأضاف أن أهم التهديدات التي تواجه الولايات لمتحدة هو الصراع مع القيم الأمريكية، مشيرا إلي ما تقوم به بكين في بحر الصين الجنوبي يمثل أحد الأمثلة.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة