صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


ربع ساعة جواز

علاء عبدالعظيم

الثلاثاء، 19 ديسمبر 2017 - 05:56 م

انهالت الدموع فوق وجنتي العروس وكأنها أبخرة روح متألمة، فكل دمعة كانت تطفئ شمعة من شموع الفرح، بعدما وقعت عيناها على مشهد أصعب من أن تتحمله أي عروس في ليلة زفافها.


جلس الشباب والرجال على جانبي الشارع بالحي الشعبي محلقين حول الطاولات التي تعلوها زجاجات البيرة، ووسط الأدخنة المتصاعدة من السجائر المحشوة بالحشيش، بينما يقوم البعض الآخر بعمل دائرة يتوسطها إحدى الفتيات التي تستعرض أنوثتها وترقص على أنغام الـ دي جي، اتخذ الجميع مكانه في الشارع حيث صعدت الراقصة اللولبية التي خطفت الأعين وهي تتمايل يمينًا ويسارًا.


وما إن أعلن عن انتهاء المأذون من عقد القران، انطلقت الزغاريد مدوية، وتبادل الجميع التهاني بالقبلات والأحضان، تملك العروس القلق وبعين زائغة تبحث عن العريس الذي اختفى عقب عقد القران بـ ربع الساعة، وبخطوات يشوبها ريبة ورعشة تخترق جموع المدعوين، وتوجهت إلى غرفة الراقصة التي انتهت من أداء فقرتها.


جحظت عيناها، واختلجت أنفاسها عندما تردد على مسامعها صوت منبعث من الداخل، انعقد لسانها عن الكلام، وأطلقت الصرخات من بين ثنايا فمها، اشرأبت الأعناق، وعم السكون حيث فوجئت بعريسها في أحضان الراقصة في وضع مخل، لم تتمالك العروس نفسها وقبل أن تقترب منهما انقضت عليها الراقصة وبادلتها الشتائم والركلات، قائلة "مش هسيبك تاخدي حبيبي مني" انا اعرفه قبل منك وبينا علاقة من زمان.


وبنظرات تائهة وحزينة أخذت تبحث عن العريس الذي توارى خلف أحد الأبواب خوفًا من المواجهة، انقضت عليه العروس وبصراخ شديد تطلب منه الطلاق، وبدلًا من أن يحتوي الموقف أو يقوم بالدفاع عنها وإنقاذها من بين براثن الراقصة، فلم يتردد وألقي عليها يمين الطلاق، وفر هاربًا وسط جموع الحاضرين الذين علت وجوههم الدهشة من هول الموقف.


ذكرت العروس في أقوالها أمام نيابة المرج برئاسة المستشار أحمد شديد، بأنها فوجئت اختفاء عريسها بعد عقد القران بـ ربع ساعة، واكتشفت انفراده بالراقصة في إحدى الغرف في وضع مخل، وعندما اقتربت منهما، انهالت الراقصة عليها بالضرب والسب، ولم تكن تعلم بأن عريسها المغوار كانت تربطه بالراقصة علاقة سابقة.


قررت النيابة حبس الراقصة 4 أيام على ذمة التحقيقات، وسرعة ضبط وإحضار العريس الهارب لسماع أقواله، وتحريات المباحث حول الواقعة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة