صورة من رويترز
صورة من رويترز


الأمم المتحدة تتحدى تهديدات أمريكا وتصوت لصالح القدس

عاطف عبداللطيف

الخميس، 21 ديسمبر 2017 - 07:54 م



صوتت الجمعية العامة بالأمم المتحدة لصالح مشروع قرار يرفض الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل ويطالب الولايات المتحدة بالتراجع عن قرارها بشأن الاعتراف بالقدس ونقل سفارتها اليها.

 وجاءت نتيجة التصويت حاسمة، حيث صوت ١٢٨ دولة لصالح القرار. مقابل ٩دولك فقط صوتت ضد القرار و٣٥ دولة امتنعت عن التصويت. وتم عقد جلسة التصويت أمس  برعاية كلا من تركيا باعتبارها الرئيس الحالي لمنظمة لتعاون الإسلامي، واليمن باعتبارها رئيس المجموعة العربية بالأمم المتحدة. 


وسعت إسرائيل لتكوين جبهة من الحلفاء للتصويت ضد القرار وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو،قبل بدء عملية التصويت بدقائق إنه من المتوقع أن يتم الموافقة علي القرار بنسبة كبيرة، مؤكدا أنه يرفض التصويت قبل أن يبدأ.


وقالت نيكي هايلي، سفيرة أمريكا بالأمم المتحدة، خلال كلمتها أمام الجمعية العامة إن الولايات المتحدة ستنقل سفارتها بإسرائيل إلي القدس بصرف النظر عن نتيجة التصويت، مشيرة إلي أن الولايات المتحدة لها كامل الحرية في اختيار موقع سفارتها في الدول الأجنبية. وأضافت أن نتيجة التصويت علي القرار لن تؤثر علي قرار أمريكا بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ولكنها ستؤثر بشكل كبير علي علاقة الولايات المتحدة بالدول التي تصوت لصالح القرار.


وقالت هايلي مهددة الدول التي تصوت لصالح القرار "لن ننسي هذا التصويت"، مشيرة إلي أن الولايات المتحدة هي أكبر مساهم في الموارد المالية للأمم المتحدة وهناك العديد من المطالَب المستمرة لزيادة مساهمات أمريكا في هذه المنظمة وكان هناك استجابات من جانب الولايات المتحدة. وأضافت أن التصويت لصالح القرار سيجعل أميركيا مجبرة علي إعادة النظر في النفقات التي تتحملها الخزانة الأمريكية حتي يتم توجيهها في قنوات تحقق استفادة أكبر لواشنطن، مشيرة إلي قرار الرئيس ترامب بنقل السفارة الامريكية الي القدس هو امتثال للقانون الأمركي الذي وافق عليه الكونجرس عام ١٩٩٥.


وأضافت أن هناك العديد من الدول كانت تطلب من بلادها استخدام نفوذها داخل الامم المتحدة لتحقيق مصالح لتلك الدول، وسوف تعيد أمريكا النظر في ذلك إذا جاءت نتيجة التصويت في غير صالحنا. وقالت "لن تؤثر نتيجة التصويت علي قرارنا بشأن القدس ولكنها حتما ستؤثر علي نظرة أمريكا لمنظمة الأمم المتحدة والتي تصوت لصالح القرار". 


وأرسلت هايلي خطابات إلي الدول المشاركة في التصويت يفيد بأن الولايات المتحدة ستنتقم من الدول التي تصوت ضد قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لأسرائيل. وقالت إن الرئيس ترامب طلب منها تسجيل أسماء الدول التي تصوت لصالح قرار الجمعية العامة بمطالبة الرئيس الأمريكي بالتراجع عن قراره بشأن القدس.


وقالت مندوبة استراليا بلأمم المتحدة إن بلادها لا توافق علي الأعمال الاحادية من قبل بعض الدول، مشيرة إلي أن قرار الولايات المتحدة بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها من شأنه آن يعرقل عملية السلام.وأشارت إلي أن بلادها تعتبر أن قصية القدس يجب حلها في إطار مفاوضات الحل النهائي الشامل بين فلسطين وإسرائيل. وأضافت أن استراليا ستظل تعمل مع الجانبين وسيظل وفودها الدبلوماسية تعمل في كلا من تل أبيب ورام الله بفلسطين. 


وقال المندوب السوري الدائم بالأمم المتحدة إن بلاده تدين بشدة قرار الرئيس الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مشيرا إلي ذلك يعد انتهاكا فاضحا لقرارات الأمم المتحدة بمطالبة اسرائيل بالانسحاب من الأراضي التي احتلتها عام ١٩٦٧. وأكد أن سوريا ترفض أعمال الاحتلال الاسرائيلي وترفض قرار الولايات المتحدة الأحادي بنقل سفارتها إلي القدس دون التوصل إلي حل نهائي يضمن للشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره.    


وهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الدول التي تصوت ضد قرار اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة دولة إسرائيل والذي أعلنه ترامب في السادس من الشهر الجاري والذي تضمن نقل السفارة الامريكية إلي القدس. وخلال اجتماع الجمعية أمس وصفت مجموعة من الدول المسلمة داخل المجلس بان تهديدات ترامب نوع من الابتزاز تمارسه أمريكا علي الدول المشاركة في التصويت علي القرار.


وقال الرئيس الأمريكي خلال اجتماعه أمس مع أعضاء إدارته، إن الأمريكين يشكرون السفيرة هايلي بإرسالها الرسالة الصحيحة للدول المشاركة قبل بدء عملية التصويت بالجمعية العامة.
وأضاف " إلي هؤلاء الدول التي تحصل علي يأخذون أموالنا ويصوتون ضدنا، إنهم يتلقون ملايين بلا مليارات الدولارات من أمريكا وبعد ذلك يصوتون ضدنا!، نحن نراقب هذه الدول ونراقب هذا التصويت". وقال " سوف نوفر الكثير من الأموال، لا نهتم"، مشيرا إلي قطع المعونات عن الدول التي تصوت ضد القرار.   


وقال نهاد عوّاد، المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، إن حكومة الولايات المتحدة لا يجب أن تستخدم قوتها في الأمم المتحدة لابتزاز الدول التي تقف لأجل العدالة والحريّة الدينية في القدس.



الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة