صورة مجمعه لـ"مارين لوبان، سيباستيان كورتز، أنجيلا ميركل، و تيريزا ماي"
صورة مجمعه لـ"مارين لوبان، سيباستيان كورتز، أنجيلا ميركل، و تيريزا ماي"


حصاد 2017| رغم منافسته القوية.. الاعتدال يعلو فوق «صوت اليمين» في أوروبا   

آية سمير- ناريمان فوزي

الجمعة، 22 ديسمبر 2017 - 02:58 م

«اليمين المتطرف»..هو المصطلح الأكثر انتشارا في 2017 خاصة على الصعيد الأوروبي، نجاحات وإخفاقات منيت بها الأحزاب والأقطاب اليمينية، لكن الظروف جاءت لصالحهم فهيئت لهم أرضا خصبة لحشد جماهيرهم وإثبات قدرتهم على المنافسة القوية. 

بداية ما هو "اليمين المتطرف"؟

تعتبر أوروبا هي الوطن الأم لهذا التوجه، فالعديد من الدول الأوروبية تشهد وجود أحزاب يمينية منقسمة بين المعتدل والمتطرف.

يتصف هذا التوجه بصفة عامة بالتعصب للجنس، والدين ومعاداة المسلمين خاصة والمهاجرين عامة وذلك لأنه يرى أن ما يحدث من جرائم  «قتل، وتحرش، واغتصاب، وخطف" وأيضًا السرقات جاءت بسبب زيادة أعداد المهاجرين «العرب والمسلمين» خاصة في السنوات الأخيرة نتيجة تورط العديد من المسلمين في جرائم إرهابية وأعمال عنف.

يعادي أصحاب هذا التوجه وجود الأجانب لاعتراضهم على عاداتهم وتقاليدهم المختلفة عن المعتاد بأوروبا، واستغل العديدين من زعماء الأحزاب اليمينة كمارين لوبان في فرنسا وكريستيان شتارخه بالنمسا وغيرهم.

وفي هذا التقرير نستعرض صعود اليمين في الدول الأوروبية على مدار عام 2017:

فرنسا

هي أكثر دولة طالتها يد الإرهاب في السنوات القليلة الماضية، تفجيرات وحوادث إطلاق نار، ضحايا ومصابين بالعشرات والمتهمين في العادة "مهاجرين".

دفعت كلمة "مهاجرين" وحالة الغضب والخوف التي عاشها الشعب الفرنسي نتيجة تعرضه لأقوى اعتداءات في تاريخه الحديث، باليمين المتطرف إلى الزج بزعيمته الأولى ورئيسة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبان إلى المنافسة على انتخابات الرئاسة الفرنسية، وبفضل الحشد الواسع استطاعت لوبان الوصول إلى الجولة الأخيرة أمام الوسطي إيمانويل ماكرون.

استغلت لوبان نقاط ضعف الغالبية العظمى من الفرنسيين وقدمت وعود انتخابية حمل أغلبها طابعا عنصريا لم يعتاده المجتمع الفرنسي المحتضن لأكبر عدد من المهاجرين في أوروبا، وعكس توقعات لوبان لم تنجح "الزعيمة المتشددة" في حصد أصوات الفرنسيين، وحسمت المعركة الانتخابية لصالح ماكرون.

وبالرغم من خسارة لوبان وحزبها في الوصول إلى الاليزيه، إلا أن عدد الأصوات التي جمعتها لا يستهان به إذ وصل مؤيديها إلى 11 مليون ناخبا وهو ما يؤكد أن "اليمين المتطرف" يعتبر القوة السياسية المعارضة الأولى في البلاد وهو أيضا ما اعتبره المراقبين نجاحا في الانتخابات وليس فشلا، كما أن تلك النتيجة أعطته دفعة لفوز زعيمته لوبان في الانتخابات التشريعية والتي أعقبت انتخابات الرئاسة بشهر واحد.   

النمسا
صعد اسم اليمين المتطرف في النمسا هي الأخرى، كما شكل التحول نحو اليمين هناك، مصدر قلق للاتحاد الأوروبي الذي يعاني من تداعيات قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد وتزايد التأييد للقوميين في ألمانيا والمجر وبولندا وغيرهم من الدول، إضافة إلى تخوفات شعبها "المستقر" من الزج به نحو ساحة معركة مكافحة الإرهاب، وضيقهم ذرعا بتدفق اللاجئين ورغبتهم "للمرة الأولى" استبدال الحكومة الوسطية المكبلة بحكومة أكثر تشددا.

وفي الانتخابات التشريعية التي شهدتها البلاد، حقق حزب الشعب المحافظ بقيادة الوزير الشاب سيباستيان كورتز نجاحا كبيرا، وجاءت تلك النتيجة بعد توقعات بهذا الفوز، فقد حصل الحزب الذي يتزعمه كورتز على 31.6% من أصوات 6 ملايين و400 ألف ناخب، وهي نسبة ترجح عودة اليمين لتسلم الحكم.

وبتلك النتيجة أصبح كورتز "31 عاما" أصغر سياسي في أوروبا، وبنجاحه أصبح الطريق ممهدا لعودة اليمين المتطرف إلى الحكم في أحدث وأكبر اختبار للشعبوية في الاتحاد الأوروبي.

ألمانيا

«فوز متواضع»..هذا هو الوصف الأدق لما حدث في ألمانيا خلال انتخابات «البوندستاغ» الألماني خلال شهر سبتمبر الماضي، حيث تمكنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه من الحصول على 32.9% من الأصوات ليأتي مع حلفاؤه في المركز الأول.

وعلى الرغم من تمكن ميركل من الفوز وصمودها في الانتخابات إلا إن النسبة التي حققتها وضعتها في موقف صعب وشككت كثيرًا في شعبيتها التي تأثرت طوال الفترة الماضية نتيجة للأصوات اليمينية المعادية لهجرة المسلمين والعرب بالتزامن مع انتشار الهجمات الإرهابية في أوروبا.

وفاجأ حزب البديل من أجل ألمانيا الجميع بحصوله على المركز الثالث في الانتخابات بحصد ما لا يقل عن 13.1%، في حين حصد الليبراليون 10.7% واليسار 9.2%.

وعلى الرغم من عدم نجاح اليمين في الحصول على النسب التي يطمح إليها لتشكيل الحكومة الجديدة إلا إنه بالتأكيد فرض وجودًا واضحًا في ألمانيا منذ بداية عام 2016 الذي شهدت فيه البلاد عدد كبير من الحوادث التي تورط فيها أسامي عدد من المهاجرين العرب.

جاء كل  ذلك في النهاية بنتيجة عكسية على سياسات ميركل المتبعة والمعروفة باسم «الباب المفتوح» وأدى ذلك إلى ظهور العديد من الأصوات المنادية بالإطاحة بالمستشارة الألمانية في مقابل صعود الأحزاب اليمينية التي تتبني عكس كل تلك الاتجاهات.

بريطانيا

لم تشهد بريطانيا ظهورًا كبيرًا لليمين في الانتخابات العامة التي أقيمت خلال شهر يونيو الماضي. فقد احتفظ حزب المحافظين بالمركز الأول، وتبعه ثانيًا حزب العمال البريطاني برئاسة جيرمي كوربين.

ولكن اليمين في بريطانيا ظهر من خلال عدد من الحركات والتظاهرات التي خرجت تحديدًا في شهر ابريل من عام 2017 مطالبة بالحفاظ على الهوية البريطانية أمام المهاجرين والعرب الذين دخلوا البلاد على مدار الفترة الماضية.

وامتدت هذه التظاهرات أحيانا لتصبح مواجهات بين اليمين المتطرف وخاصة حركة «بريطانيا أولاً» في مواجهة أنصار اليسار والليبراليين والشرطة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة