الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون


شخصيات 2017| كيم جونج أون.. «طفل يملك أسلحة نووية»

بوابة أخبار اليوم

الجمعة، 22 ديسمبر 2017 - 06:04 م

هناك عند جبل "بايكدو" حيث اعتاد زعماء كوريا الشمالية الذهاب إليه قبيل إيعاذهم بقراراتٍ مهمةٍ أبرزها إعدام المسئولين في الدولة المنعزلة في شبه الجزيرة الكورية، هناك حيث يحط كيم جونج أون الرحال كثيرًا ويغرس أقدامه بين الثلوج التي تغطي هذا الجبل وسط جوٍ قارص البرودة كحاله حينما يوزع أحكام الإعدام بدمٍ باردٍ.
كيم جونج أون رئيس كوريا الشمالية الذي نعته عدوه اللدود دونالد ترامب برجل الصواريخ والمختل عقليًا، استهزاءً من قبل الرئيس الأمريكي بزعيم كوريا الشمالية الذي أقدم على عدة تجارب صاروخية.
أحكام إعدام بالجملة
ذلك الرجل الحاد الذي لم يرق قلبه أبدًا حتى لحبيبته السابقة التي صدق على إعدامها بعدما كانت ضمن عشرة فنانين وفنانات أُدينوا بإنتاج أعمال جنسية إباحيةٍ والترويج لها.
«هين سول فول» الفتاة الحسناء التي تعرف عليها كيم جونج أون قبل نحو خمسة عشر عامًا وجمعتهما علاقة عاطفية أنهاها الرئيس الكوري الراحل جيم جونج إيل، والد كيم جونج أون، بعدما طلب منه أن يقطع صلته بهذه الفتاة قبل أن ينهي كيم جونج أون بنفسه حياتها بتأشيرةٍ من يده ليغض الطرف عن ماضٍ جمعه بتلك الفتاة في يومٍ ما.
هذا الشاب الذي لم يرحم محبوبته بات أكثر قسوة في وجه من حوله فأعدم عمه ووزير الدفاع ووزير التعليم والكثير والكثير من كبار رجال الدولة في كوريا الشمالية، متهمًا إياهم جميعًا بعدم الولاء، ليكون هذا الرجل الصلب خارج إطار الدولة الكورية غصةً في حلق الولايات المتحدة، كما هو حاله داخل بلاده التي يحكمها بقبضةٍ فولاذيةٍ أسهل المسالك بالنسبة له إعدام من يخالفه، والبرنامج النووي الكوري الشمالي والصواريخ الباليستية التي تقذف بين الحين والآخر خير دليلٍ على ذلك.
«طفل ولكنه يحمل أسلحة نووية» بتلك الكلمات القليلة وصف الصديق الوحيد لكيم جونج أون نجم كرة السلة الأمريكي دينيس رودمان الرئيس الكوري خلال استضافته بأحد البرامج التلفزيونية.
وأكد رودمان أنه سعيد بالصداقة الكبيرة التي تجمعه بالرئيس الكوري الشمالي، مشيرًا إلى أنه يتغير على المستوى الشخصي في كل مرة يزور فيها البلاد.
أحدث التهديدات النووية
انسحب رئيس كوريا الشمالية الراحل جيم جونج إيل من اتفاقية حظر الأسلحة النووية عام 2002 فسار الابن كيم جونج أون على نهج والده دون أن يحيد عن ذاك المسلك المعادي للولايات المتحدة والعاقد العزم على امتلاك البرنامج النووي، فأمضى في تجاربه النووية والصاروخية إلى أن وصلت للتجربة السادسة التي بالطبع لن تكون الأخيرة.
التجربة النووية السادسة التي قامت بها دولته التي يتزعمها كانت الأقوى من بين سابقاتها حيث أطلقت قنبلةً هيدروجينيةً يوم الثالث من شهر سبتمبر أحدثت زلزالينِ في شبه الجزيرة الكورية، لتواجه عاصفة من الإدانة الدولية دون أن يبالي كيم جونج أون بتلك الانتقادات أو بالعقوبات الموقعة على بلاده من مجلس الأمن الدولي جراء تلك التجربة.
وكيف يكترث كيم جونج أون بذلك وهو الذي هدد قبلها في شهر أغسطس الماضي بضرب جزيرة جوام الأمريكية الواقعة في المحيط الهادي بين جزر هاواي ودولة الفلبين، والتي تحوي عدة قواعد عسكرية أمريكية أهمها قاعدة أندرسن الجوية، ليكون رد الرئيس الأمريكي على تلك الوعيد من الزعيم الكوري الشمالي بأن بيونج يانج ستواجه النار حال تعرضت لجزيرة جوام الأمريكية.
عزيمة كيم جونج أون المستجدي للحرب مع الولايات المتحدة لم يثبطها إلا حليفه الوحيد الرئيس الصيني شي جينج بينج الذي أقنع الزعيم الكوري بالكف عن تهديد أمريكا بغية إمكانية إيجاد حلٍ دبلوماسيٍ لبرنامج بيونج يانج النووي.
هكذا هو الوريث العظيم كما لُقب وسُمي في كوريا الشمالية عندما خلف والده بعد وفاته في 19 ديسمبر عام 2011 ليكون متفردًا بأن يرث الحكم في دولة تتبع النظام الجمهوري دون أن يتم انتخابه ولو في انتخاباتٍ صوريةٍ.
"سأكف عن وصفه بالرجل السمين إذا لم ينعتني بالرجل العجوز وقد يكون صديقًا لي يومًا ما" تغريدةٌ من ترامب في نوفمبر الماضي، تحمل بين طياتها الكثير من التهكم والسخرية تجاه كيم جونج أون، تلك الدعابة من الرئيس الأمريكي لم تسهم في إذابة شيءٍ في جبل الجليد الجاثم في علاقة واشنطن بييونج يانج كجبل بايكدو الذي لا تزال ثلوجه شاهدةً على اجتماعاتٍ وقراراتٍ قد تكون مهدًا لحربٍ عالميةٍ في قادم الأيام

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة