كارلس بوجديمون
كارلس بوجديمون


شخصيات 2017| كارلس بوجديمون.. «صحفي» يقود ثورة انفصال كتالونيا

بوابة أخبار اليوم

الجمعة، 22 ديسمبر 2017 - 08:44 م

منذ ستة وثلاثين عامًا، تحديدًا في عام 1981، بدأ قلم شابٍ يدعى كارلس بوجديمون يشق طريقه في عالم الصحافة، متخذًا من الصحافة المحلية في إقليم كتالونيا مهنةً يحيا من خلالها، دون أن يعلم بأن القدر يخفي له الكثير، حيث سيصبح زعيمًا لإقليم كتالونيا الواقع في شمال شرق إسبانيا.
دائمًا ما ارتبطت مهنة الصحافة والعمل بها بانتهاء الأحلام السياسية في التواجد في أعلى المناصب في الحكم لدى العاملين في بلاط صاحبة الجلالة، فالعمل الصحفي يشترط في مبادئه وأخلاقياته الحياد والموضوعية، والتي قد تمنع الصحفي من تبني وجهة نظر في كتاباته تخالف ما يجب أن تكون عليه الصحافة، لكن 
كارلس بوجديمون صنع الحدث هذا العام وخلف أملًا جديدًا لأبناء السلطة الرابعة بأنه بإمكانهم أن يصلوا إلى سدة الحكم في بلدانهم.
ذلك الشاب اليافع الذي تخرج في كلية اللغة الكتالونية اتخذ في بداية رحلته مع حياته ونضاله من أجل استقلال كتالونيا من الصحافة وسيلةً يسعى من خلالها تحقيق حلمه وهو استقلال كتالونيا عن إسبانيا، ذلك الحلم الذي كان على وشك أن يتحقق هذا العام قبل أن تجهضه مدريد وتحوله إلى سراب ولو إلى حين.
الصحافة في حياة بوجديمون
مغامرات بوجديمون الصحفية قادته في البداية إلى سلوفانيا عام 1991 ، ليكون شاهدًا على انفصالها عن يوغسلافيا، ليتأثر بتلك التجربة التي حلم بأن يجعلها واقعًا في كتالونيا
حملته صاحبة الجلالة من كتالونيا فقد سافر عام 1993 إلى عدة بلدانٍ أوروبية لعمل سلسلة من التحقيقات نشرها في كتابٍ صدر عام 2004 بعنوان "كتالونيا..ماذا؟".
تولى بوجديمون رئاسة تحرير صحيفة "آل بونت"، وأسس وكالة الأنباء الكتالونية التي ترأسها بين عامي 1999 و2002، لتكون آخر مطاته الصحفية مجلة "كتالونيا اليوم" الناطقة باللغة الإنجليزية.
العمل السياسي
بدأت وجهة بوجديمون تتحول في منحنى السياسة حيث ترك العمل الصحفي وبدأ العمل السياسي حينما ترشح لعضوية برلمان الإقليم عن حزب التحالف القومي الكتالوني عام 2006، ليمضي بعدها عقدُ من الزمن تبوأ بعد زعامة إقليم كتالونيا، تلك الزعامة التي جعلت منه بعد عامٍ واحدٍ أحد أشهر من تركوا بصمةً عام 2017.
كونه صحفيًا، فقد تركت فيه هذه المهنة أثر حب المغامرة، فهي مهنة البحث عن المتاعب، فشق بوجديمون طريقه في هذه المتاعب في مواجهة الحكومة الإسبانية، ومضى قدمًا في إجراء الاستفتاء الذي حظرته مدريد، ليفوق بذلك سلفه أرتور ماس الذي تراجع عن إجراء الاستفتاء عام 2014 مع حلول الذكرى الأربعمائة على احتلال إسبانيا رفقة فرنسا لإقليم كتالونيا في الحادي عشر من شهر سبتمبر عام 1714.
زعيم إقليم كتالونيا الذي أُقيل في نهاية شهر أكتوبر الماضي كان مثالًا يُحتذى به لصحفيٍ آخر في تشيلي يُسمى أليخاندرو جيلييه، والذي قرر أن يخوض غمار الانتخابات الرئاسية في بلاده ليتمكن من تخطي الدور الأول وبلوغ جولة الإعادة التي خسرها الاثنين الماضي أمام منافسه سيباستيان بينيرا الذي أصبح رئيسًا للبلاد.
2017 أرادت أن تترك انطباعًا لدى الصحفيين أنه بإمكانهم أن يكونوا صناعًا للقرار السياسي في بلادهم دون أن يكتفوا بتناقل هذه القرارات دون إصدار أحكامٍ حولها، كما هو حال صاحبة الجلالة بأنها ليست جهة إصدار أحكام في الحياة السياسية.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة