الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب


«كوستاريكا».. من محاباة إسرائيل للتصويت ضد قرار «ترامب» بشأن القدس

بوابة أخبار اليوم

الجمعة، 22 ديسمبر 2017 - 09:27 م

في تصويتٍ تاريخيٍ جرى الخميس 21 ديسمبر بمقر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، صوّتت 128 دولةً من جميع أنحاء العالم لصالح المشروع العربي الذي كان مطروحًا أمام الأمم المتحدة بغية إلغاء القرار الصادر عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 6 ديسمبر باعتبار القدس عاصمةً لإسرائيل، وتوجيه وزير خارجيته بنقل السفارة إلى القدس المحتلة.
التصويتٌ بدت فيه الولايات المتحدة منعزلةً وغير قادرة على بسط سيطرتها رغم عبارات الوعيد التي كالتها مندوبتها الدائمة لدى مجلس الأمن نيكي هايلي لكل من يصوت ضد القرار الأمريكي بقطع المساعدات الأمريكية عنه.
فبعدما استعملت الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" الذي تمتلكه كي تبطل مشروع مصر لإلغاء قرار ترامب عبر مجلس الأمن، لجأت الدول العربية إلى الجمعية العامة لانتزاع اعترافٍ دوليٍ يعري الولايات المتحدة وإسرائيل ويبرهن إقرار معظم دول العالم برفضهم الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل.
لكن الملفت في أمر الـ 128 دولةً التي أبت أن ترضخ للتهديدات والضغوط الأمريكية قبيل عملية التصويت أن تجد من بينها دولة كوستاريكا، تلك الدولة التي كانت الأولى في العالم التي تتخذ من القدس سفارةً لها لدى إسرائيل، فكانت في طليعة دول العالم المعترفة بالقدس عاصمةً لإسرائيل قبل أن تتراجع عن ذلك قبل أكثر من عقدٍ من الزمن.
تغير وجهة كوستاريكا
كوستاريكا، تلك الدولة الواقعة في أمريكا الوسطى، نقلت سفارتها لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس عام 1982، لتقص بذلك شريط الدول التي اتخذت قرارًا في هذا الشأن.
مكوث سفارة كوستاريكا في القدس استمر لنحو ربع قرنٍ من الزمن، قبل أن تعدل حكومة الرئيس الكوستاريكي آنذاك أوسكار أرياس سانشيز عن هذه الخطوة في منتصف أغسطس من عام 2006 ، رغم محاولات نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك شيمون بيريز الحثيثة لإثناء الرئيس الكوستاريكي عن قراره، و هو ما أكده الأخير حينها.
الرئيس الكوستاريكي أرياس، الذي حاز جائزة نوبل للسلام عام 1987 نظرًا لجهوده في إحياء محادثات السلام، قال وقت إعلان نقل السفارة من القدس إلى تل أبيب: "إنها ساعة تصويب خطأ تاريخي يضرنا على المستوى الدولي ويحرمنا من أي شكل من أشكال الصداقة مع العالم العربي والحضارة الإسلامية"
الحكومة الإسرائيلية أعربت حينها – من خلال وزارة خارجيتها - عن أسفها لنقل سان خوسيه سفارتها من القدس إلى تل أبيب، مدعيةً أن القدس هي العاصمة الأبدية و الموحدة لإسرائيل، ومعتبرةً أن القرار الذي اتخذته كوستاريكا يمكن اعتباره استسلامًا في مواجهة الإرهاب، حسب وصفها.
ولم يرد الرئيس الكوستاريكي الحالي لويس جريمو سوليس أن يفسد ما أصلحه سلفه أرياس، فسار على نهجه في اتخاذ موقفٍ يدعم الموقف العربي تجاه القدس، دون أن يعير التهديدات القادمة من واشنطن أي اهتمامٍ في موقفه الذي اتخذه.
كوستاريكا ليست الوحيدة
ولم تكن كوستاريكا وحدها التي اعترفت بالقدس عاصمةً لإسرائيل وجعلتها مقرًا لسفارتها لديها، فهناك السلفادور التي تبعتها إلى ذلك الاعتراف عام 1986 قبل أن تتراجع هي الأخرى في نفس العام الذي عدلت فيه كوستاريكا عن موقفها تجاه القدس.
فبعد أسبوعين من قرار نقل كوستاريكا سفارتها لدى إسرائيل من القدس إلى مدينة تل أبيب، حذت جارتها السلفادور حذوها، وأعلنت مع نهاية شهر أغسطس من العام ذاته نقل سفارتها هي الأخرى من القدس إلى هرتسيليا، التي تتواجد فيها عدة سفارات لدول لدى إسرائيل كالأرجنتين وأورجواي و هندوراس.
ولم تحضر السلفادور عملية التصويت التي جرت بالأمس في مقر الأمم المتحدة بنيويورك فكانت من بين 21 دولة لم تسجل موقفها في الأمم المتحدة تجاه تلك القضية.
ومن هنا كسبت القضية الفلسطينية داعمًا جديدًا اقتلعته من أحضان تل أبيب، فكوستاريكا التي كانت بالأمس تقف إلى جانب إسرائيل باتت اليوم في مصاف الفلسطينيين.
 

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة