الكاتب الصحفي عمرو الخياط رئيس تحرير جريدة أخبار اليوم
الكاتب الصحفي عمرو الخياط رئيس تحرير جريدة أخبار اليوم


نقطة فوق حرف ساخن

عمرو الخياط يكتب: إعلان حرب 

بوابة أخبار اليوم

الجمعة، 22 ديسمبر 2017 - 11:36 م

هل أتاك حديث الحرب ؟!، أم أنك منشغل بالتفكير في معضلتك السنوية المصيرية  »أين ستقضي ليلة رأس العام ؟»‬، هل أنت سعيد بالعام الجديد ومتفائل به ؟ هل فكرت في جهود الدولة التي منحتك حق الحياة في وطن قائم لمدة عام مضي؟.
‎هل أنت مدرك للحرب الدائرة بلاهوادة علي قطعة من أرض وطنك في سيناء؟، وإذا كنت مدركا لتلك الحرب فما الذي رتبه ذلك الإدراك في وجدانك ووعيك؟، ماهو انعكاس ذلك الإدراك علي سلوكك تجاه وطنك، علي مسئولياتك تجاه ذاتك وأسرتك؟، أم إنك متغافل بإرادتك عما يجري هناك مطمئن راض قانع أنك لست طرفاً في هذه الحرب؟ قادراً علي إقناع نفسك بأنك غير مطالب بأي شيء ولو بالإحساس وذلك أضعف الإيمان ؟!.
‎عزيزي المواطن دعني أذكرك أن جيشك ومن خلفه شرطتك يخوضان حرباً حقيقية علي أرض سيناء أمام ميليشيات تملك تسليحاً للجيوش النظامية، أمام ميليشيات تضم عناصر غير مصرية، ألا يحرك ذلك غيرتك ونخوتك الوطنية؟، أم أنك ما زلت تعتقد أننا مازلنا في مرحلة المناوشات بين قوات الأمن والمتظاهرين في شارع محمد محمود؟.
‎عزيزي المواطن،  وطنك يتعرض للضرب المباشر ويدفع فاتورة يومية من دماء أبنائه الزكية، وأنت لاتكف عن الشكوي من دفع الفواتير لشراء احتياجاتك الأساسية والترفيهية.
• • •
ما الذي تحتاج إليه لتشعر بالحرب الدائرة؟ كم عدد الشهداء تحتاج لكي تدرك ؟ أم انك لاتبالي مهما كانت زيادة العدد ما دام أن راتبك لم يزد؟.
‎هل تنتظر أن تصل الميليشيات إلي غرفة نومك لكي تشعر بضجيج الحرب، أم أنك مطمئن أن هناك رجالا يحولون بدمائهم وأرواحهم دون وصول أصوات آلة الحرب المزعجة إلي مسامعك؟.
‎هل وصل إلي علمك أن الحرب وصلت إلي حد استهداف طائرات جيشك العسكرية وهي رابضة علي أرض العريش؟.
‎ما الذي تحتاج إليه لكي تعلم أنه قد تم إعلان الحرب علي بلادك ؟، هل تحتاج إلي لوحات إعلانية في الشوارع، أم أنك بحاجة إلي إعلانات  »‬أوت دورز» المطلة علي الكباري والمحاور ؟، أو  يبدو أنك بحاجة إلي إعلانات للحرب خلال الفواصل بين المسلسلات التي تنشغل بمتابعتها؟.

‎يبدو أنك بحاجة لأن تسمع أصوات القصف بالقرب من منزلك وأبنائك ما دام أن صرخات الجرحي وترانيم أرواح الشهداء لم تصلك.
‎هل تريد أن تسمع فعلا أم انك متغافل بإرادتك حتي لا تكتشف الحقيقة التي ترتب عليك مسئوليات وترتب عليك فروضاً من التحمل والتحدي والمواجهة قد تشغلك قليلاً عن متابعة المسلسلات؟!.
• • •
إذا افترضنا أن الدولة أخذت علي عاتقها حملة إعلانية وتعاقدت مع وكالات الإعلان لتوعية وإبلاغ سيادتك بحالة الحرب، فتأكد أن حملة مقابلة ستنطلق مروجة لمفهوم »‬ألم يكن من الأولي أن تصرف الدولة تلك المبالغ لتوزيع وجبات وكراتين للسلع الأساسية»، تأكد أن ذلك سيحدث، ولتذهب الدولة وربها ليقاتلا.
عزيزي المواطن اعلم أن علمك بحالة الحرب يعكر صفو مزاجك لكن حاول أن تتابع أخبارها كما تتابع مسلسلاتك وأفلامك، خذ قرارك بخوض التجربة لعلك تستمتع بنضال وطنك، لعلك تجد ما تحكيه لأحفادك الذين يناضل جيشك لتأمين مستقبل أفضل لهم.
ألا يكفيك قتل المصلين في المسجد، ألا يكفيك استهداف الطائرات الحربية في العريش، ألا يكفيك قتل أبناء وطنك علي يد مجموعات إرهابية تضم غير مصريين.
هناك علي أرض العريش ما زال صدي صوت الشهيد المنسي يصدح بين جنبات الجبال والأودية، ما زالت دماؤه لم تجف، ما زالت تعطر أرض سيناء، حاول أن تسمع نداءاته، حاول أن تستنشق رحيق عطر دمائه الزكية، حاول أن تستلهم طاقة المسئولية الوطنية والعمل من صموده، كيف ستروي بطولته لأبنائك وأحفادك وهم يرونك غير مكترث بمعركة وطنك ؟.

• • •
عزيزي المواطن المصري أبشرك أن آلة الحرب الدائرة ضد وطنك علي أرض سيناء قد تم تشغيلها بكامل طاقتها، لا يحول دون وصولها إليك سوي عزيمة الرجال التي تقف صلبة أمام حركة تروسها المتوحشة، لا يحول دون وصولها إليك سوي أرواح شهداء جيشك وشرطتك.

عزيزي المواطن اطمئن، هناك رجال مرابطون علي أرض سيناء لا يؤجلون ثأر اليوم إلي الغد، تأكد أن من استهدف طائرة جيشك هو الآن في قبضة الوطن القوية، تأكد أن حياتك ومستقبل أبنائك وأحفادك في قبضة الوطن الأمينة.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة