السبت، 23 ديسمبر 2017 - 12:00 م

قال كبير الأثريين بوزارة الآثار " مجدي شاكر"، أن يوم الثالث والعشرون من ديسمبر يواكب العيد القومى لمدنية بورسعيد أو عيد النصر وذلك في ذكرى تسلم مدنية بورسعيد أهم مدن القناة من القوات البريطانية وهى مدنية حضرية أنشئت عام ١٨٥٩.

وأضاف شاكر ، أن بورسعيد متحف فنى مكشوف يشمل مزيجا من أروع الطرز المعمارية لدول البحر المتوسط وبها العديد من المناطق والمظاهر الأثرية والتاريخية ..

 تل الفرما يقع شرق بورسعيد ويضم عدة تلال أثرية ويقع التل شمال قرية بالوظة على طريق القنطرة العريش عند مصب الفرع البيلوزي للنيل وعرفت المنطقة فى النصوص اليونانية باسم بلوزيوم وتطورت في العربية لبلوظة وكانت تضم عدة حصون وقلاع شيدت للدفاع عن الدلتا وكان للمنطقة دورا هاما فى الصراع الصليبى الأسلامى حيث أحتلها الفرنجة وأحرقوها وأشتهرت بصناعة الصوف والكتان والخيش وهي أول ميناء مصرى هام على البحر المتوسط ناحية الشرق وكان لقربها من فرع النيل البلوزي سهل أتصالها بالخارج وكانت ميناء حربى وتجاري.

وزادت أهميته في العصر الإسلامي لقربه من بلاد الشام وظلت هكذا حتى القرن السادس الهجرى ولكن نتيجة جفاف الفرع البلوزي وتحول طريق التجارة فقدت أهميتها وظلت هكذا حتى بدأ ديليسبس فى أنشاء قناة السويس فبدأت تزدهر ثانية عام١٨٥٩وشارك في نشأتها معماريون من فرنسا وأنجلتر وايطاليا واليونان فتنوعت طرزها المعمارية مابين الباروك والركوكو والعربي الإسلامي واتسم طابعها بالطابع الأوروبي الخالص.

وانقسمت المدنية لقسمين قسم للجاليات الأجنبية ويعرف بالحى الأوروبى أو الفرنجة أو الشرق ويضم فنادق ومتنزهات ومحال تجارية يقطنها الأجانب وأشهر ما به كنيسة سانت أوجينى التى أنشئت عام ١٨٩٩ وحى العرب وبه مساكن ومساجد المصريين وكانت من أكبر مدن العالم فى تعدد الجنسيات حيث جمعت مبانيها أجمل ماأبدع المعماريون من مختلف الجنسيات وتنوعت عمارتها فى تشيدها مابين الحجارة والخشب وببورسعيد ٦٤٠ عقارا من العقارات ذات الطابع التراثي وينطبق عليها أحكام القانون المبانى ذات الطابع التراثي وأهم مايميز بورسعيد هو فنارها الذى أستخدمت فى بنائه الخرسانة المسلحة وكانت المرة الأولى التى تستخدم ويعد تحفة معمارية ومن أهم المنشأت التى تأثرت بالتقدم التكنولوجى فى أوروبا فى ذلك الوقت وحرص المصممون له أن يكون رائدا فى أستخدام الضوء الكهربائى والعدسات الحديثة كذلك قاعدة تمثال ديليسبس فى مدخل القناة ،ومن أهم مساجدها المسجد التوفيقى الذى تم أنشاؤه عام ١٨٦٠م وذلك ليكفى العمال الذين تم أستقدموهم لحفر القناة وهناك االمسجد العباسى ثانى أكبر المساجد ١٩٠٤، أنشاءه عباس حلمى الثانى.

وأوضح شاكر ، أن هناك معلم يعتبر من أهم معالم مدنية بورسعيد وهو مبنى هيئة قناة السويس الذى يستخدم لمراقبة حركة السفن في القناة بناه الخديوي عباس حلمي الثاني عام ١٨٩٥وكان أول مبنى بنى بالمنطقة وشيدته شركة فرنسية على هيئة قصر أسلامى ويتضح ذلك من القباب الثلاثة الخضراء التى تعلو المبنى وكذلك الزخارف الداخلية التى تغطى حوائطه وجدرانه والنجف والشبابيك وشهد المبنى رفع الرئيس جمال عبد الناصر العلم عليه سنة ١٩٥٦أيذانا بأعلان أستقلال مصر وهناك متحف هيئة قناة السويس الذى أقيم فى فيلا كانت مقر السفارة الفرنسية ويعرض فى طابقين أثاث ولوحات وخرائط مجسمة تحكى تفاصيل مشروع القناة ،وهناك متحف بورسعيد الحربى الذى يخلد ذكرى العدوان الثلاثي .

ولا ننسى الدور التاريخى الهام لهذه المدنية الباسلة التى كان لها الدور البارز في دحر قوات العدوان الثلاثي وكذلك تدميرها فى حرب ٦٧، وتهجير معظم شعبها ولكن هذه المدنية الباسلة انتصرت مع الشعب المصرى فى حرب أكتوبر ٧٣، وللمحافظة تراث فنى وشعبى كبير يتمثل فى الألات الموسيقية ورقصاتها وفنونها وننشاهد بأستثمار هذا التراث الفنى كذلك أعادة تشيد متحف بورسعيد القومى، ويظهر حضارة المحافظة بجانب الحفر فى التلال الأثرية الكثيرة للكشف عن تاريخ المحافظة وأخلاء المبانى التراثية وترميمها وأعادة أستغلالها فى أقامة المعارض والمؤتمرات الفنية وتطوير الفنار والمنطقة المحيطة لجعلها منطقة ذات جذب سياحى وتحويل المحافظة كلها لمنطقة سياحية عالمية لأن بها كل مقومات السياحة العالمية .