صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


من طفلة فيتنام لكريم "السوري"..حين يدفع الصغار ثمن صراعاتنا| تقرير مُصور

ناريمان فوزي

الإثنين، 25 ديسمبر 2017 - 03:36 م

«إذا أردنا أن نعلّم السلام الحقيقيّ في هذا العالم ونخوض حرباً ضدّ الحرب، علينا أن نبدأ بأطفالنا».. مقولة أطلقها المناضل الهندي ماهاتما غاندي أراد بها إخراج جيلاً جديدًا لا يعرف الموت ولا الدمار.

الطفولة هي أجمل المراحل التي يعيشها الإنسان، يعيشها دون اكتراث لأية أعباء أو مسؤوليات، يمرح ويلهو وتكون أقصى أمنياته هي الحصول على لعبة أو حلوى.. لكن يبدو أن تلك الحالات في أصبحت في زمن الحروب هي حالات "عرضًا جانبيًا" فالأزمات المتتالية صنعت من أطفال اليوم "شيوخًا".

صراعات مسلحة..حروب نووية..ثورات فاشلة..أزمات قبلية، تنوعت الأسماء والنتيجة واحدة، أطفال مشردون أو لديهم إعاقات، أو شهداء أصبحوا رموزا لصمود شعوبهم، وكان لدولنا العربية نصيب الأسد منها.

إيلان..يوم غرقت فيه الإنسانية في بحر الصراعات

صورة واحدة تسببت في بكاء الملايين، ماتت عندها الإنسانية وأظهرت الصراعات وجهها القبيح، أسرته سورية أرادت الهروب من ويلات الصراعات لتلجأ إلى تركيا، لكن سوء المعاملة دفعتهم للبحث عن وطن "مزيف".

الطفل الكردي إيلان ذو الـ3 أعوام والذي لقي مصرعه غرقًا وبرفقته أمه وشقيقه الأكبر بعد انقلاب قاربهم أثناء محاولتهم الوصول إلى جزيرة كوس اليونانية.

الطفل كريم..رضيع يدفع ثمن صراعات الكبار

رضيع عمره لا يتعدى الأسبوعين، لا يستطيع التعبير عن آلامه سوى بالبكاء، أصبح رمزًا لوحشية الصراعات وتبادلت الأطراف الاتهامات لكن المحصلة النهائية واحدة، رضيع فقد إحدى عينيه وكسرت جمجمته بالغوطة الشرقية بسوريا.

أطلق النشطاء حملات إلكترونية واسعة وصلت إلى السياسيين وهم يخبئون نصف وجههم في إشارة إلى فقدان الطفل لعينه، وذلك تضامنًا معه.

محمد الدرة..أيقونة الانتفاضة الفلسطينية

الطفل محمد الدرة شرارة الغضب التي أشعلت الغضب العربي في وجه العدو الإسرائيلي في 30 سبتمبر عام 2000 وفي اليوم الثاني من انتفاضة الأقصى، بينما اشتعلت الاحتجاجات وامتدت على نطاق واسع في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية، التقطت عدسة المصور الفرنسي مراسل قناة فرنسا 2 مشهد إنساني وسط النيران.

التقطت عدسات المصور مشهد احتماء محمد الدرة "12 عاما" بوالده خلف برميل إسمنتي، بعد وقوعهما وسط محاولات تبادل إطلاق النار بين الجنود الإسرائيليين وقوات الأمن الفلسطينية.

وأثناء قيام الأب بالإشارة للطرفين بوقف النيران، استهدفت رصاصة غادرة الطفل الصغير ليسقط على ساق والده شهيدا.

فتاة الطين الكولومبية..لماذا تركت للموت؟

ربما ليست ضحية حرب أو صراعات قبلية، لكنها كانت رمزا لكارثة طبيعية تعرضت لها كولومبيا في ثمانينات القرن الماضي، ورغم صغر سنها إلا أن مأساتها دقت ناقوس الخطر في كيفية التعامل مع الأزمات وإنقاذ الناس.

ظل بركان نيفادا خامدا لسنوات طويلة جدا، لكنه وبدون سابق إنذار استيقظ ليقذف بحممه النارية في نوفمبر عام 1985 ونظرا لكون الكارثة غير متوقعة فقد تسبب تدفق الحمم فوق الجبال المغطاة بالثلوج في تدمير وقتل المئات، كان من بين هؤلاء فتاة صغيرة تدعى أرميرو "13 عاما" والتي علقت في المياة لمدة 3 ايام متواصلة.

أحيطت أرميرو بمجموعة من فرق الإنقاذ لكنهم فشلوا في إنقاذها من الوضع السىء المحيط بها، التقطت لها صورة قبل وفاتها بثلاث ساعات فقط كما تم تصويرها فيديو وهي تحتضر لتظهر وهي تدعي لأسرتها وتشكر الجميع في لقطات لمست قلوب الملايين، ثم توفت.

طفل جدار برلين..أحيانا تكون جريمتك أنك إنسان

نشرت في الستينيات صورة لجندي ألماني وهو يمرر طفل لم يستطع اللحاق بأسرته من خلال فتح الأسلاك المحيطة بجدار برلين وذلك عام 1961، يذكر أن هذا الجدار كان يفصل بين شقي ألمانيا الغربية والشرقية ومنع تماما المرور من خلاله، وتسببت فعلة الجندي تلك في إعدامه.

طفلة فيتنام العارية..صورة أنهت حرب

"أحيانا تكون الصورة بألف معنى"، هذا ما حدث في حالة الطفلة الفيتنامية والتي تسببت صورتها في وقف الحرب على بلادها.

في عام 1972، وبينما الحرب الفيتنامية على أشدها، استخدمت القوات الأمريكية النابالم في قصفها للمدن الفيتنامية مما تسبب في كوارث إنسانية عديدة كان أشهرها ما تعرضت له الطفلة كيم فوك حيث التقطت عدسات أحد المصورين صورة لها وهي تركض عارية تماما صارخة طالبة النجدة من آلام الاحتراق التي أصابت جسدها الصغير.

جالت صورة كيم فوك العالم كله وخلفت ردود فعل ساخطة، وتوقع الكثيرين أن تكون تلك الصورة هي السبب في التعجيل بانسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من جنوب شرق آسيا بعد ثماني سنوات من العمليات القتالية.

بيانات اليونيسيف..أرقام تشير لكوارث

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" أن أكثر من 5 ملايين طفل عراقي بحاجة ماسة للمساعدة، واصفة الحرب مع تنظيم “داعش” بأنها “إحدى أشد الحروب وحشية” في التاريخ الحديث.

وأضافت التقارير الدولية إلى أن أكثر من 1000 طفل قتلوا وأصيب أكثر من 1100 منذ عام 2014 عندما سيطر داعش على مساحات واسعة من العراق، وانفصل أكثر من 4650 طفلا عن أسرهم.

أما في سوريا، فقد أشارت التقديرات إلى أن 17 ألف طفل على الأقل لقوا مصرعهم نتيجة الضربات الجوية والانفجارات التي تشهدها سوريا منذ عام 2011.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة