رئيس جواتيمالا جيمي موراليس
رئيس جواتيمالا جيمي موراليس


أمريكا الوسطى .. مستنقع من الولاء لأمريكا وإسرائيل بطلته «جواتيمالا»

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 26 ديسمبر 2017 - 02:17 ص

 

ثماني دول تقع في المنطقة الفاصلة بين أمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية، والمسماة أمريكا الوسطى، جدد معظمهم محاباتهم للولايات المتحدة وإسرائيل على حساب العالم العربي، والشعب الفلسطيني الذي يناضل منذ عام 1948 من أجل انتزاع حقوقه المسلوبة في مدينة القدس.

رئيس جواتيمالا، جيمي موراليس، شدّ الأنظار الاثنين 25 ديسمبر، صوب هذه المنطقة، بعدما أعلن نقل مقر سفارة بلاده لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، ليحذو بذلك حذو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعلن في السادس من شهر ديسمبر الجاري، الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل وهو الإعلان الذي خلف ردود فعل واسعة وأثار حالة غضبٍ عارم في العالم العربي والإسلامي، ولاقى استهجان عديد الدول حول العالم.

غير أن جواتيمالا لم تكن من هؤلاء الذين نددوا بالقرار الأمريكي، فمن بين 9 بلدان حول العالم من أصل 193 دولة بالأمم المتحدة، صوتوا ضد المشروع العربي بإلغاء قرار «ترامب»، كانت جواتيمالا من هؤلاء الـ 9.

وبعد قرار «موراليس»، شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الرئيس الجواتيمالي، على قراره بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، وذلك خلال اجتماعه الأسبوعي مع أعضاء حزب الليكود الذي يتزعمه بمقر الكينست الإسرائيلي.

وقال ماتي كوهين، سفير إسرائيل لدى جواتيمالا، لراديو إسرائيل إنه لم يتحدد موعد بعد لنقل السفارة لكن ذلك سيحدث بعد أن تنقل الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس.

هندوراس مع قرار ترامب

ولم تكن جواتيمالا الدولة الوحيدة من منطقة أمريكا الوسطى التي صوّتت ضد المشروع العربي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، فقد نسجت دولة هندوراس على نفس منوالها، ورضخت لضغوط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتهديداته بقطع المساعدات للدول المصوتة ضد القرار، حيث تعتمد هندوراس على المساعدات القادمة إليها من واشنطن.

وتتخذ دولة هندوراس من مدينة هرتزليا، مقرًا لسفارتها لدى إسرائيل وليست مدينة تل أبيب التي تقع بها معظم سفارات الدول لدى إسرائيل.

ممتنعون عن التصويت

وبخلاف جواتيمالا وهندوراس، فقد امتنعت كلٌ من المكسيك، وبنما، عن التصويت خلال الاقتراع الذي جرى بمقر الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، ليكونا من بين 35 دولة حول العالم تبنت موقف الحياد تجاه قرار الرئيس الأمريكي «ترامب».

في حين غابت دولة السلفادور عن عملية التصويت التي جرت بالأمم المتحدة يوم الخميس الماضي، لتكون من بين 21 دولة لم تحضر الجلسة الطارئة بالأمم المتحدة.

واتخذت السلفادور من قبل من القدس مقرًا لسفارتها لدى إسرائيل بدءً من عام 1986، قبل أن تعدل عن هذا القرار في أواخر أغسطس عام 2006 لتتحاشى أن تكون الدولة الوحيدة التي تعتبر القدس عاصمةً لإسرائيل، بعد اتخاذ كوستاريكا قرارًا بنقل سفارتها لدى إسرائيل من القدس إلى تل أبيب في منتصف أغسطس من هذا العام.

كوستاريكا وبليز .. الاستثناء

فعلى الرغم من كونها أول دولة تنقل سفارتها لدى إسرائيل إلى القدس، بعد قرار الأمم المتحدة نقل البعثات الدبلوماسية الرسمية لدى إسرائيل من القدس إلى تل أبيب عام 1980، بعد إعلان الأخيرة الاعتراف بالقدس كاملةً عاصمةً لإسرائيل، إلا أن كوستاريكا أيدت رفقة جارتها بليز المشروع العربي ضد قرار الرئيس الأمريكي.

وكانت كوستاريكا قد نقلت سفارتها لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس عام 1982، لتقص بذلك شريط الدول التي اتخذت قرارًا في هذا الشأن.

مكوث سفارة كوستاريكا في القدس استمر لنحو ربع قرنٍ من الزمن، قبل أن تعدل حكومة الرئيس الكوستاريكي آنذاك أوسكار أرياس سانشيز عن هذه الخطوة في منتصف أغسطس من عام 2006، رغم محاولات نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك شيمون بيريز الحثيثة لإثناء الرئيس الكوستاريكي عن قراره، و هو ما أكده الأخير حينها.

الرئيس الكوستاريكي - الذي حاز جائزة نوبل للسلام عام 1987 نظرًا لجهوده في إحياء محادثات السلام - قال وقت إعلان نقل السفارة من القدس إلى تل أبيب: «إنها ساعة تصويب خطأ تاريخي يضرنا على المستوى الدولي ويحرمنا من أي شكل من أشكال الصداقة مع العالم العربي والحضارة الإسلامية».

وبدت كوستاريكا تحاول تأكيد تصحيحها لخطأها السابق بالاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل من خلال انضمامها 128 دولةً أيدوا المشروع العربي في الأمم المتحدة في وجه قرار «ترامب».

نيكاراجوا تجدد العداء

كل البلدان السبعة التي سبقت لم يكن مفاجئًا مواقفها، بل على العكس شكلت كوستاريكا مفاجأة نوعًا ما بتصويتها ضد رغبات الولايات المتحدة، بيد أن تصويت نيكاراجوا، الدولة التي تغرد خارج سرب الولايات المتحدة في هذه المنطقة، يُعتبر أمرًا عاديًا فالدولة تكن العداء للولايات المتحدة، وقاضتها من قبل في محكمة العدل الدولية عام 1986.

وأٌقرت محكمة العدل الدولية حينها بخرق الولايات المتحدة للقانون الدولي، من خلال دعم المعارضة المسلحة في الحرب ضد حكومة نيكاراغوا، وبتفخيخ الموانئ في نيكاراغوا، وحكمت المحكمة لصالح نيكاراغوا -ضد الولايات المتحدة الأمريكية- مما دفع أمريكا إلى رفض الحكم الصادر، وأقرت المحكمة بأن الولايات المتحدة قامت باستخدام القوة بشكل غير شرعي، «لقد أوقعت حرب الرئيس الأمريكي رونالد ريجان ضد نيكاراغوا نحو 75 ألف ضحية بينهم 29 ألف قتيل ودمرت بلدا لا رجاء لقيامته».

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة