حواجز خرسانية لحماية شواطئ الإسكندرية
حواجز خرسانية لحماية شواطئ الإسكندرية


تحذير| 3 سيناريوهات تواجه مصر بسبب التغييرات المناخية.. وكورنيش الإسكندرية مهدد بالاختفاء

حمدي كامل- مخلص عبدالحي

الثلاثاء، 26 ديسمبر 2017 - 08:55 ص

أجمع الخبراء والمتخصصون أن غرق الدلتا هو بالفعل كابوس مفزع سيتحول إلى كارثة مدوية إذا لم تنتبه الأجهزة المعنية لتلك الظاهرة الخطيرة، التى يتدمر شواطئنا وتغرق المدن بسبب تآكل الشواطئ بفعل عمليات المد والجزر وارتفاع منسوب المياه عن المعدلات الطبيعية.

وأكدوا على أهمية مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة التى تهدد الأجيال القادمة وتوقعوا أن تكون مصر من أكثر المناطق عرضة للتأثيرات المحتملة للتغيرات المناخية المباشرة وغير المباشرة.. وفقا للدراسات العلمية فقد حذرت الأمم المتحدة من غرق الدلتا، بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر، فى تقرير لها نشر عام 2010، حيث أكدت أنه فى حال ارتفع مستوى سطح البحر بمقدار متر واحد، سيتعرض حوالى 10.5 بالمائة من سكان الدلتا للخطر وسيغرق حوالى 12.5 بالمائة من أراضيها الزراعية، وفقاً لبحث صادر عن البنك الدولى عام 2007.

وفى نفس الإطار حذرت دراسة أصدرها «الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء» من تأثر دلتا نهر النيل، خصوصا تلك المشاطئة للبحر المتوسط، من ارتفاع مستوى سطح البحر الناتج عن ذوبان الجليد فى القطب الشمالى نتيجة لارتفاع درجات الحرارة، ما يسبب تآكل مساحات من الأراضى الزراعية للمحافظات التى تطل على البحر فى كفر الشيخ، الدقهلية ودمياط، بالإضافة إلى الإسكندرية.

ظاهرة التغيرات

وقدرت الدراسة التكلفة المترتبة على ارتفاع درجات الحرارة، الناتج عن ظاهرة التغيرات المناخية وتأثيرها على الإنتاجية الزراعية التى ستتكبدها مصر، بناء على التنبؤ بكمية وقيمة الواردات، ومساحة الأراضى الواجب استصلاحها للوفاء بالاحتياجات المحلية، بنحو 4 مليارات و121 مليون دولار تكلفة استصلاح الأراضى الإضافية، أو مليار و57 مليون دولار حال الاستيراد..
كما أعلنت هيئة الأرصاد الجوية، أن الدراسات الأخيرة أثبتت، أن مصر تتأثر بالتغيرات المناخية الأخيرة بشكل كبير، وأنه إذا استمر الطقس فى مصر بهذا الشكل ستغرق الدلتا خلال 50 عامًا واقترحت الهيئة ردم جزء من البحر المتوسط لمسافة 10 كيلو مترات على الأقل حتى لا تؤدى إلى غرق الدلتا.. وأصدرت وزارة الزراعة، ممثلة فى مشروع العون الغذائى، أن مصر تحتل المرتبة الثامنة والعشرين عالميًا فى ترتيب الدول من حيث كمية الانبعاثات المؤدية للاحتباس الحرارى.

فى البداية أكد د. محمد الراعى، الخبير العالمى التغيرات المناخية، أن الزيادات المتوقعة فى متوسط درجة حرارة الأرض ذات تأثيرات خطيرة مباشرة وغير مباشرة، وهذه التأثيرات تشمل ارتفاع سطح البحر وتأثر المناطق الساحلية المنخفضة وخاصة دلتا الأنهار نتيجة ذوبان الجليد فى المناطق الجليدية وتمدد المياه فى قاع البحار والمحيطات وهذا قد ظهرت بوادره وتم رصده فى العديد من المواقع، لافتا إلى أن الدول الفقيرة والأفراد الفقراء وسوف يكون تأثرهم أسرع وأشد من الدول الغنية والأفراد الأغنياء.. وأشار إلى أن معظم الدول العربية من أكثر دول العالم تأثرا بالتغيرات المناخية حيث تقع معظمها فى حزام المناطق القاحلة وشبه القاحلة والصحراوية.

وحذر الخبير العالمى التغيرات المناخية من خطورة الوضع الذى يواجه العالم ومصر تحديدا، من تأثير تغيرات الطقس والمناخ وارتفاع معدلات التلوث قائلا «الوضع أصبح لا يحتمل.. وتعدينا مرحلة انتظار تأثير التغيرات المناخية.. فلقد دخلنا مرحلة الخطر بالفعل»، وتوقع الراعى أن يصل ارتفاع سطح المياه إلى 50 سم على الأقل عام 2100، تدريجيا، مما يهدد المنشآت والاستثمارات المطلة على طول خط الكورنيش.. وأشاد الراعى بمشروع المليون ونصف مليون فدان فى أماكن متفرقة فى مصر حيث أن إعمار وتخضير الصحراء يخفض من الآثار السلبية للتغيرات المناخية ويساعد فى هطول الأمطار، وخاصة فى ظل الأزمة المائية التى قد نواجهها مع سد النهضة الإثيوبى.

د. علاء النهرى نائب رئيس هيئة الاستشعار عن بعد وممثل مصر فى لجنة الاستخدام السلمى للفضاء بالأمم المتحدة أكد أن الدلتا ستغرق بعد أقل من 90 عاما وذلك بسبب الخلل فى الاحتباس الحرارى الذى أدى إلى ارتفاع درجة الحرارة فوق سطح الأرض من 0.8 إلى 1.3 درجة مئوية كمتوسط عالمى مما أدى إلى ذوبان كميات ضخمة من الجليد بالقطبين الشمالى والجنوبى، وأدى إلى ارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات بنحو (10-23 سم)، وإلى ازدياد العواصف البحرية والأعاصير والفيضانات بفعل حدوث عدم انتظام فى اتجاهات وسرعة الرياح.. وأضاف انه تم فقدان حوالى 5 كم2 من رأس أو حافة رشيد وحافة دمياط نتيجة لارتفاع منسوب البحر 23 سم، وكذلك من فعل النحر نتيجة شدة حركة الأمواج والتى تزايدت حدتها نتيجة للتغيرات المناخية، موضحًا أنه لو ارتفع المنسوب 1 متر فسنفقد 6900.47 كيلومتر مربع أى نفقد الإسكندرية والمدن الساحلية، ولو ارتفع 1.5 متر فسنفقد 8425.4 كيلومتر مربع، ولو ارتفع 2 متر فسنفقد نصف دلتا النيل أى 12110.61 كيلو متر مربع، مشيرًا إلى أن هذا الهبوط كان يعوضه الطمى المترسب من النيل لكن وجود السد العالى أدى إلى ترسب الطمى فى البحيرة أمامه الأمر الذى يتطلب عمل توربينات لتقليب هذا الطمى وضخه فى النيل مرة أخرى لكن هذا الحل عالى التكلفة.

استمرار الأنشطة

وحذر من استمرار الأنشطة الصناعية للأنشطة الكبرى بهذا الشكل، والاستمرار فى استهلاك الوقود الأحفورى بهذا الشكل وقال إن درجات حرارة الأرض سترتفع بنهاية هذا القرن بمقدار 2 إلى 4 درجات مئوية وارتفاع مستوى سطح البحر من 100 إلى 150 سم مما سيؤدى إلى غرق المناطق الساحلية المنخفضة ودلتا الأنهار والتأثير على المخزون من المياه الجوفية القريبة من السواحل، وأوضح أننا سنتأثر تأثرًا أكثر من غيرنا لانخفاض منسوب سطح البحر فى الدلتا إلى 0.5 متر، فى حين يزداد منسوب سطح البحر عامًا بعد عام، موضحًا أن أمريكا تنتج 32% من الانبعاث الحرارى، وتنتج أوروبا 30% بينما تنتج قارة أفريقيا 2.7%.. وأشار الدكتور عباس شراقى خبير الموارد المائية بمعهد البحوث الإفريقية أن التغيرات المناخية تؤثر على الغذاء والمياه والبيئة، وأن ارتفاع درجة الحرارة على كوكب الأرض إلى درجة مئوية أدى ذلك إلى زيادة حدة التغيرات على الأرض والمياه والتنوع الحيوى، وأن مصر تستهلك حوالى ٥٪ من جملة الاستهلاك العالمى للوقود الأحفورى لذلك لا يوجد عليها عبء كبير.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة