رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم
رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم


زيارة رئيس الوزراء التركي للسعودية .. محاطة بأزمات "قطر" و"الإمارات"

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 26 ديسمبر 2017 - 02:38 م

يحل رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم ضيفًا على المملكة العربية السعودية غدًا الأربعاء 27 ديسمبر، دون أن يتم الكشف بعد عن تفاصيل هذه الزيارة.

 في وقتٍ يقوم فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بجولةٍ أفريقيةٍ بدأت أول أمس الأحد 24 ديسمبر، وتستمر أربعة أيام زار خلالها السودان وتشاد ويختتمها بزيارة لتونس قبل العودة مرة أخرى إلى أنقره.

زيارة رئيس الحكومة التركية تأتي بعد أيامٍ قليلةٍ من تصاعد الأوضاع بين تركيا والإمارات ،الحليفة الرئيسية للمملكة السعودية، وذلك بعدما أعاد وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان نشر تغريدةٍ عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"  يهاجم فيها فخر الدين باشا ، آخر حاكم عثماني للمدينة المنورة بين عامي 1916 و1919م، متهما إياه  بارتكاب جرائم ضد سكانها وسرقة متعلقاتهم، معلقًا على ذلك بقوله " هؤلاء أجداد أردوغان وتاريخهم مع المسلمين العرب".

رد أردوغان على بن زايد

لاقت هذه التغريدة استهجانًا كبيرًا من الرئيس التركي، فدافع عن فخر الدين باشًا , وهو يوبخ وزير الخارجية الإماراتي الذي وصفه بـ "الوقح" ، حيث قال "فخر الدين كان في المدينة لا ليسرق بل ليحمي المنطقة من الاحتلال والغزو , وهدفه الوحيد أن يصبح شهيدًا"، ليقوم على إثرها بإطلاق اسم فخر الدين باشا على الشارع الذي تقع فيه السفارة الإماراتية في أنقره.

وتتبنى الإمارات دائمًا مواقف مماثلة للمملكة العربية السعودية، ويجمع البلدان علاقاتٍ وثيقةً، مما يؤشر إلى أن  التلاسن الذي حدث بين أردوغان ورئيس الدبلوماسية الإماراتية سيكون محور حديث خلال الزيارة التي يعقدها بن علي يلدريم للرياض.

الأزمة القطرية في البال

ولا تعتبر أزمة الإمارات مع تركيا هي الوحيدة التي تمثل معضلةً خلال زيارة رئيس الحكومة، فلا شك أن مقاطعة السعودية لقطر رفقة مصر والإمارات والبحرين ستخيم بظلالها على هذه الزيارة.

وبدأ البلدان الأربعة مقاطعة الدوحة وفرض الحصار عليها في الخامس من يونيو الماضي متهمين إياها بدعم الإرهاب والفكر المتطرفـ، وإيواء عناصر إرهابية على أراضيها، في وقتٍ تنصلت الدوحة من تلك الاتهامات.

وساند الرئيس التركي أردوغان قطر منذ الوهلة الأولى للأزمة الخليجية، رافضًا الاتهامات الموجهة للدوحة بدعم الإرهاب، متحدثًا عن أن قطر رفقة تركيا من أكثر الدول التي حاربت الإرهاب ،حسب قوله، كما دعم قطر بالمواد الغذائية رفقة إيران بعدما شددت الدول الأربع الخناق على الدوحة وفرضت حصارًا شاملًا عليها.

وتتواجد قوات عسكرية تركية في الدوحة منذ بداية تطبيق المقاطعة على قطر ، وهي نقطة خلاف كبرى تجمع قطر بجيرانها الذين يصرون على ضرورة جلاء تلك القوات من الدوحة كأحد شروط إنهاء القطيعة مع الدوحة، في حين تعتبر الأخيرة هذا تدخلًا في شئونها الداخلية.

كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد تعهد منذ بداية الأزمة الخليجية بأن يعمل على التوسط بين قطر وجيرانها لإنهاء الخلافات بينهم، وأيد جهود الوساطة التي قادها أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، والتي لم تؤتِ أكلها.

ومنذ الأزمة تبادل أردوغان الزيارة مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أكثر من مرة، بدأها الرئيس التركي بزيارة الدوحة في الخامس من يونيو مع بداية اندلاع الأزمة، ثم رد أمير قطر الزيارة لأردوغان بعدما حط الرحال إلى أنقره يوم الثالث عشر من شهر سبتمبر، في حين كانت الزيارة الأخيرة لأردوغان للدوحة يوم الرابع عشر من شهر نوفمبر الماضي.

فهل تسهم هذه الزيارة للرجل الثاني في الدولة التركية في تحريك حجرًا في المياه الراكدة بين قطر وجيرانها، كما تعهد أردوغان من قبل، أم أن هذا الأمر بعيد المنال، مثلما أخفق أمير الكويت ،المقرب للدول الأربع أكثر من أردوغان،  في تحقيقها؟

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة