رئيس تحرير جريدة الأخبار الكاتب الصحفي خالد ميري
رئيس تحرير جريدة الأخبار الكاتب الصحفي خالد ميري


أنفاق القناة عبور جديد إلى أرض الأنبياء

خالد ميري يكتب: شـمس التنميـة تشـرق فـى سـيناء

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 26 ديسمبر 2017 - 10:09 م

 

بعد 44 عاماً كاملة على نصر أكتوبر العظيم، وجدت شمس التنمية طريقها لتشرق فى أرض سيناء الطاهرة.

يوم 6 أكتوبر 1973 عبر الجيش المصرى بالشعب والأمة العربية من الهزيمة إلى النصر، ويوم 23 ديسمبر 2017 عرفت مصر عبوراً جديداً إلى سيناء، والحفارات العملاقة تشق طريقها أسفل القناة وتحمل معها شمس التعمير إلى الضفة الشرقية.
منذ نصر أكتوبر العظيم لم تعرف سيناء تنمية حقيقية، توقف الأمر عند مجرد تنمية سياحية لجنوبها ومصنع أسمنت بوسطها ومشروعات صغيرة متفرقة بشمالها، الحديث عن التنمية والتعمير لم يتجاوز أوراق الصحف ووعودا على لسان الحكومات المتعاقبة لم تتحول إلى خطط أو برامج عمل، ووسط هذا الفراغ كان طبيعيا أن يجد الإرهاب له موطئ قدم، إرهاب وفر له الإخوان الأمن والمأوى بعد ثورة 25 يناير، ووجد فيه كل كاره وحاقد على مصر ضالته لمحاولة نشر الخراب وتعطيل الانطلاق إلى المستقبل.
منذ وصول الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الحكم كانت تنمية سيناء وتعميرها هدفاً لا يجوز الحياد عنه، وغاية يجب بذل كل جهد فى سبيل تحقيقها، الرئيس السيسى لا يعرف غير العمل طريقا لتحقيق الأحلام، عمل وفقا لخطط دقيقة مدروسة وبأيد مصرية، فكان أن تم وضع الخطط الكاملة للتنمية والتعمير من الشمال إلى الوسط والجنوب.. بالتوازى مع خطط القضاء على الإرهاب ودفنه تحت رمالنا المحرقة.
سيناء أرض الأنبياء، فيها كلم الله نبيه موسى وعلى أرضها الطاهرة عبر سيدنا عيسى والسيدة مريم العذراء، ومنها دخل القائد عمرو بن العاص مصر لينشر رسالة الإسلام والسلام، سيناء ملتقى الحضارات ونقطة التقاطع بين أفريقيا وآسيا وأوروبا، سيناء مطمع الغزاة التى شهدت أعظم انتصارات خير أجناد الأرض فى حرب أكتوبر العظيمة، سيناء ما كان يجب أن تغيب عن خطط التعمير، لكنها غابت طويلاً.. وحان الوقت لبنائها بعرق وسواعد المصريين بعد أن ارتوت رمالها بدمائهم الطاهرة.
خطط التعمير بدأت بمشروعات قومية عملاقة مع حفر القناة الجديدة لتيسير عبور السفن والناقلات، وانطلاق العمل بالمنطقة الاقتصادية للقناة لتجذب الاستثمارات والتنمية والتعمير على ضفتى القناة، مع شبكة طرق عملاقة تجعل الانتقال سهلا والحياة يسيرة.
وعندما فكرت الدولة فى حفر الانفاق الأربعة أسفل قناة السويس كان الرئيس السيسى سابقاً لعصره كعادته، لم يفكر فى الاستعانة بشركات أجنبية تحضر الحفارات وتحفر الانفاق ثم ترحل، كما حدث ويحدث فى مشروع مترو الأنفاق، وكان القرار بشراء الحفارات الأربعة من الشركة الألمانية المتخصصة.. وإلى هناك سافر المهندسون المصريون حيث تم تدريبهم، على عملية نقل وتوطين للتكنولوجيا الحديثة، وخلق وتدريب أجيال جديدة قادرة على استخدام أحدث التكنولوجيا فى البناء والتعمير، وخلال شهرين فقط كان الاتفاق قد تم والحفارات وصلت إلى مصر، وبأيد عاملة مصرية 100٪ انطلق العمل بعد منتصف 2016 لحفر الانفاق الأربعة فى نفس التوقيت، وقبل مرور عام ونصف العام كان الشعب المصرى يشاهد الحفار العملاق وهو يصل إلى شرق القناة، اعجاز وانجاز ما كان ليتحقق إلا بأيد مصرية، وهل هناك من يشك الآن فى قدرة الشعب المصرى على تحدى التحدى وصنع المعجزات؟، وفى احتفالنا القادم بثورة 30 يونيو العظيمة سيكون موعدنا مع عبور السيارات لتحمل البشر والخير من وإلى سيناء، من الانفاق الأربعة بالإسماعيلية وبورسعيد.
فى نفس الوقت كان الرئيس يفتتح كوبرى الشهيد العقيد البطل أحمد منسى، وكوبرى الشهيد الجندى البطل أبانوب جرجس، ليساهما فوراً فى نقل البشر والبضائع بين سيناء ومدن القناة.. دفع الشهيدان حياتهما بكل رضا وبطولة فداء لمصر وشعبها وترابها، فكرمهما وطن لا ينسى أولاده ولا يغيبون عن ذاكرته، الشهداء فى الجنة عند ربهم أحياء يرزقون.. وفى قلوب أبناء الشعب أحياء لا يغيبون.
عندما وصل الحفار العملاق إلى الضفة الشرقية للقناة لم يصل إلى صحراء جرداء، لكنه وصل إلى مدينة الإسماعيلية الجديدة التى تم بناؤها بأيد مصرية وفى وقت قياسى كالعادة، مدينة تستوعب 52 ألف أسرة و400 ألف مواطن، 52 ألف شقة جاهزة وفق أحدث التصميمات العمرانية مع المدارس والمستشفيات ومركز الشباب وكل الخدمات المطلوبة لحياة كريمة متكاملة تليق بأبناء هذا الشعب، وكان إعلان الرئيس السيسى عن الانتهاء من التصميمات العمرانية لمناطق إسكان وخدمات متكاملة، ستمتد من الإسماعيلية الجديدة إلى بئر العبد وبتكلفة 100 مليار جنيه، والتنفيذ سيبدأ وينتهى خلال عامين أو ثلاثة على أقصى تقدير.. ملايين من أبناء الشعب سيجدون هناك فرصة العمل المناسبة والحياة الكريمة التى تليق بهم، سيناء لن تظل صحراء جرداء وبسواعد وعرق أبناء الشعب تفتح بابها لملايين المواطنين للعمل والحياة، هى ليست تمنيات أو أحلاما.. لكنه واقع يتم كتابة سطوره كلى يوم فوق أرض المجد والشهداء.
المشروع سيمتد من الإسماعيلية الجديدة إلى بئر العبد، المدينة الجميلة التى ضرب الإرهاب أهلها الركع السجود وهم يصلون فى مسجد الروضة، فسقط 310 شهداء، وغداً سيجد 310 آلاف مواطن طريقهم للحياة هناك، فى كل ميدان ننتصر على الإرهاب، والتنمية والتعمير ضربة قاضية لقوى الشر التى لا تريد الخير لمصر.
ومن الإسماعيلية أعلنها الرئيس قوية مدوية فكلنا وأنا أولهم مستعدون للتضحية دفاعاً عن كل ذرة من تراب هذا الوطن، رسالة بعلم الوصول.. مصر تعمر أرضها ولن تفرط فى ذرة تراب منها، الشعب الذى لا يطمع إلا فى كرم الله وتوفيقه لا يتآمر ولا يطعن أحدا فى الظهر.. شعب يبنى ويعمر لكنه يعرف كيف يدافع عن أرضه وعرضه.
إخوان الإرهاب فى سنة حكمهم السوداء فتحوا الباب للحديث عن التنازل عن جزء من أرض سيناء، الخونة كانوا مستعدين لبيع تراب الوطن ودم الشهداء، الآن يعرف القاصى والدانى أن هذا ليس مجالا لحديث أو كلمة واحدة.. نموت كلنا ولا أحد يمكنه أن يمس أرضنا، والتعمير خير رد على خونة الوطن.
ومن هناك خرجت رسالة الرئيس للشعب قوية، لا تخافوا ولا تقلقوا من أى تهديد خارجى، الجيش سيرد بكل عنف وبقوة غاشمة على الإرهاب الجبان، الجنود الشرفاء سيدوسون فوق جماجم أبناء إبليس بالبيادة، سيرسلونهم إلى جهنم وبئس المصير.. ووقت النهاية اقترب، نجحت مصر فى حصار الإرهاب داخل 5 كيلومترات من كل أراضى شمال سيناء الشاسعة وستقتلعه من جذوره، أبطال الجيش والشرطة لن يعرفوا طعما للراحة قبل أن يقتلعوه من كل شبر فوق أرض وطننا الطاهر.
ولأن الرؤية متكاملة والبناء لا يتوقف، لن تتوقف الحفارات الأربعة عن العمل بعد الانتهاء من شق انفاق القناة، سيتم نقلها إلى القاهرة وبعدها مدن أخرى، وستساعد فى شق انفاق مترو الانفاق، وفى شق انفاق جديدة بمناطق الازدحام بالقاهرة، أنفاق ستمنح نفسا جديدا للملايين بالعاصمة.. وستساهم فى تيسير الحركة والحياة عليهم ومساعدتهم على العمل والانجاز.
الرسالة واضحة.. العمل لم ولن يتوقف والتعمير والبناء سيستمر وسيصل إلى كل ربوع الوطن من بحرى للصعيد ومن سيناء لمطروح، المشروعات القومية العملاقة ستتواصل.. مشروعات يعمل بها 3.5 مليون مصرى ويحصلون على دخل يساعدهم على الحياة الكريمة، لم يكن أحد يعرف عنهم شيئاً أو يفكر فيهم، كنا نراهم عمال تراحيل يبحثون عن اليومية ولقمة العيش، الآن استوعبتهم المشروعات القومية، يشاركون فى البناء ويعيشون حياة كريمة.
الدولة لا تنسى أولادها، تعمل لتوفير فرص العمل والحياة الكريمة لهم، ووصول معدل النمو فى الربع الأول من هذا العام إلى 5.2٪ لأول مرة منذ 5 سنوات، يؤكد ان الدولة تسير على الطريق الصحيح، البنيان يرتفع والمشروعات القومية حولت شبه الدولة إلى دولة قوية تؤثر فى عالمها ومحيطها العربى وتقوده إلى الأمام.
واجهت مصر مؤامرة كبرى استهدفت حياتها ووجودها ومستقبلها، ومع الرئيس السيسى تسير إلى المستقبل مرفوعة الرأس واثقة الخطى.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة