السفير عمرو أبو العطا
السفير عمرو أبو العطا


مندوب مصر بالأمم المتحدة: كشفنا تمويل قطر للإرهاب.. ولم تحاسب لأسباب سياسية ومصالح اقتصادية |حوار

محمد هنداوي- إبراهيم مصطفى

الخميس، 28 ديسمبر 2017 - 12:59 ص

 

مشاركة الرئيس السيسي في اجتماعات الجمعية العامة سنوياً تؤكد قوة ومكانة مصر دولياً
الوفد المصري بالأمم المتحدة يتمتع بثقل ويؤخذ رأيه في أي أفكار قبل طرحها للنقاش

أيام قليلة وتنتهي عضوية مصر غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي ورئاستها للجنة مكافحة الإرهاب، نجاحات كبيرة حققتها مصر بشهادة الدول أعضاء المنظمة الدولية الأكبر والأهم في العالم، ومن ضمنها الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن وكذلك سكرتارية الأمم المتحدة وأجهزة مجلس الأمن ذات الصِّلة .. تصدرت الدبلوماسية المصرية المشهد الدولي في الأمم المتحدة ومجلس الأمن في كافة الاجتماعات التي عقدت وحضرتها القاهرة عبر بعثتها الدبلوماسية لدي الأمم المتحدة برئاسة السفير عمرو أبو العطا والجنود المجهولين من أعضاء البعثة المصرية والذين يعملون ليل نهار للدفاع عن المصالح العليا لمصر والدفاع عن القضايا العربية والافريقية، وحققت مصر خلال تلك الفترة العديد من النجاحات وعكست من خلال عضويتها الثقل الإقليمي والدولي الذي تتمتع به مصر، كما كانت القاهرة عبر بعثتها في الأمم المتحدة خير مدافع عن القضايا الافريقية والعربية وعملت بصورة كبيرة علي تفعيل التعاون بين مجلس الامن الدولي والاتحاد الأفريقي وعرضت القضايا الأفريقية.. وفي ختام تلك الفترة تجري »الأخبار»‬ حواراً مع السفير عمرو أبوالعطا مندوب مصر الدائم لدي الأمم المتحدة ليعرض حصاد عامين من عضوية مصر غير الدائمة وأهم النجاحات التي حققتها البعثة المصرية وكذلك خلال رئاستها للجنة مكافحة الإرهاب .. وإلي الحوار..

> كيف تقيم بصورة عامة تجربة مصر خلال رئاستها للجنة مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن ؟

- بلا شك أن التجربة المصرية ناجحة بكل المقاييس وبشهادة الجميع وعلي رأسهم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وباقي الدول أعضاء مجلس الأمن وأجهزة وسكرتارية مجلس الأمن، والذين أشادوا بأداء وفاعلية الرئاسة المصرية للجنة مكافحة الارهاب بشكل خاص وبدور وفد مصر في موضوعات مكافحة الارهاب بصفة عامة خلال العامين الماضيين، حيث حققت مصر في موضوعات مكافحة الارهاب إنجازات لم يسبق لأي عضو غير دائم من قبل تحقيقها خلال فترة عضويتها سواء من حيث نوعية الموضوعات التي تم تناولها بمبادرة مصرية أو من حيث عدد الاجتماعات التي عقدتها مصر خلال رئاستها لجنة مكافحة الإرهاب، بما في ذلك تمكن مصر من استصدار قرارين من مجلس الامن بالإجماع وبتبني عدد كبير من الدول الأول لقرار رقم 2354حول مكافحة الخطاب الإرهابي والثاني رقم 2370حول حصول الإرهابيين علي السلاح، إضافة إلي نجاح وفد مصر في اعتماد إطار دولي شامل لمكافحة خطاب وأيديولوجيات الارهاب، والذي صدر كوثيقة رسمية لمجلس الأمن.

معايير التقييم

> كيف نجحت بعثة مصر في الأمم المتحدة في التعامل مع انتقادات بعض الدول لسجل مصر في حقوق الإنسان؟


- الموضوعات الخاصة بحقوق الإنسان تختلف معايير تقييمها من دولة إلي أخري، ومصر منضمة إلي غالبية الاتفاقيات والمعاهدات الدولية ذات الصلة بموضوعات حقوق الإنسان، ولدينا في مصر تطوير مستمر  للقوانين والتشريعات ذات الصِّلة بموضوعات حقوق الانسان، خاصة وان الدستور المصري يعلي من شأنها ويؤكد بقوة ضرورة احترام حقوق الانسان.وتبرز مصر دائماً في إطار الأمم المتحدة عامة والجمعية العامة خاصة الانجازات التي تقوم بها في هذا المجال،ونؤكد أيضاً أن لدينا مجتمعاً مدنياً قوياً في مصر معنيا بموضوعات حقوق الانسان، بما في ذلك المجلس القومي لحقوق الإنسان، ونوضح أن الإنجازات والتطوير في هذا الصدد مستمر ومتواصل ويتم دائماً بعد الحوار المجتمعي بهدف تعزيز منظومة حماية حقوق الإنسان في إطار التشريعات والقوانين الوطنية المصرية .

> هل أثرت الخلافات العربية وخاصة الأزمة القطرية في توحيد الموقف العربي داخل مجلس الأمن ؟

- مصر كانت العضو العربي في مجلس الأمن طوال عامي ٢٠١٦و٢٠١٧، حيث حصلت علي المقعد العربي بعد الأردن وسوف تحصل الكويت علي هذا المقعد بعد خروج مصر من مجلس الامن.. وأستطيع أن أقول أن هناك موقفاً عربياً يطالب بضرورة مكافحة الإرهاب وحتمية وقف توفير التمويل والدعم له .. وتمثل ذلك بشكل أخص في موقف مصر والبحرين والإمارات والسعودية، والتي كان لموقفها نتائج وأثار إيجابية.

لقد قدمت مصر وعممت وثيقة علي الدول خلال اجتماع للجنة مكافحة الإرهاب تتضمن أجزاء من تقارير أجهزة تابعة لمجلس الأمن تؤكد دعم قطر للإرهاب، الأمر الذي اكتفي الجانب القطري بنفيه دون القدرة على تفنيده، واكتفي بالإشارة إلي المذكرة التي أبرمتها قطر مع الولايات المتحدة الأمريكية بهدف منع تمويل الإرهاب، والتي وبدون الضغط العربي لم تكن قطر ستقوم بإبرامها.

كما لفتنا نظر مجلس الأمن في إحدي الجلسات إلي ما تردد بوسائل إعلام غربية بدفع قطر مليار دولار كفدية لجماعات إرهابية في العراق بغرض الإفراج عن عدد من أفراد من العائلة الحاكمة القطرية اختُطفوا جنوب العراق، الأمر الذي إن ثبت يعتبر انتهاكا صريحا لقرارات مجلس الأمن والتي تمنع دفع فدية للإرهابيين.

وطالبت مصر في المجلس بالتحقق من هذا الأمر،  وبتكليف من وزير الخارجية سامح شكري أثار وفد مصر الموضوع في لجنة عقوبات داعش والقاعدة بمجلس الأمن، إلا أنه ومع الأسف لم تتجاوب بعض الدول أعضاء اللجنة مع الطلب المصري لأسباب سياسية ومصالح ثنائية واقتصادية بين قطر وتلك الدول، آخذا في الاعتبار أن قرارات اللجنة لا يمكن أن تتخذ إلا بتوافق آراء جميع الدول أعضاء اللجنة الذين هم في الوقت نفسه أعضاء بمجلس الامن.. وأريد أن أؤكد أن استمرار مجلس الأمن في عدم محاسبة الدول التي تنتهك قراراته يترتب عليه استمرار تلك الدول بل وتماديها في انتهاك قرارات مجلس الأمن وهي مدركة أن مجلس الامن لن يحاسبها علي انتهاكاتها للقرارات استنادا لأسباب سياسية أو لعلاقات ومصالح اقتصادية بين تلك الدول التي تنتهك قرارات المجلس وبعض الدول المؤثرة من أعضاء مجلس الأمن.

بيان مصر
> هل حرص الرئيس السيسي علي التواجد في اجتماعات الجمعية العامة سنويا يعطي زخما ودعما لعملكم داخل الأمم المتحدة؟

- بالطبع مشاركة الرئيس السيسي في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة تعطي زخماً ودعماً كبيراً لعمل البعثة المصرية في الأمم المتحدة ولوضع مصر بصفة عامة في الأمم المتحدة، فقيام الرئيس بإلقاء بيان مصر في افتتاح الجمعية العامة، والذي يتضمن رؤية مصر للقضايا المختلفة علي الساحات الدولية والإقليمية والداخلية، يؤكد للمجتمع الدولي أننا دولة لها وجود قوي ورؤية واضحة إزاء الموضوعات المختلفة، فضلا عن أن مشاركة الرئيس في اجتماعات الجمعية العامة تتضمن مشاركته في عدد من الاجتماعات والفعاليات التي تعقد علي هامش افتتاح الجمعية العامة والتي عادة ما تكون مهمة وتتناول موضوعات مختلفة تعتبر اولوية لكافة الدول. كما تعتبر مشاركة الرئيس فرصة مهمة لقيامه بعقد عدد من المقابلات الثنائية مع رؤساء الدول الاخري الموجودين في نيويورك خلال تلك الفترة، وكذا مع سكرتير عام الأمم المتحدة، وهي المقابلات التي يتم خلالها التطرق إلي القضايا والأمور المرتبطة بالعلاقات الثنائية وغيرها من القضايا الدولية والنقاط والموضوعات محل الاهتمام المشترك... وأستطيع القول أن مشاركة الرئيس في أعمال الجمعية العامة في السنوات الثلاثة الماضية أكدت قوة وضع ومكانة مصر أمام المجتمع الدولي ..وكونها دولة لها دور في أي قرارات يتم اتخاذها فيما يخص القضايا العربية والافريقية.

وأؤكد أن وفد مصر في الأمم المتحدة من الوفود التي يوجد حرص دائم علي التشاور معها بشكل مسبق عند بحث أية فكرة وليدة فيما يخص القضايا الإقليمية والدولية بما في ذلك من جانب الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن .. وكان ومازال للوفد المصري ثقل ووزن في مجلس الامن والجمعية العامة وكل الأجهزة التابعة للأمم المتحدة، فوفد مصر من الوفود المعروفة بقوتها وحضورها المتميز الفعّال والنشط في كافة مجالات عمل الأمم المتحدة.

الداعمين للإرهاب
> لماذا فشل مجلس الأمن في مواجهة ومحاسبة الدول الداعمة للإرهاب ودعم وإيواء الإرهابيين ؟

- لا أستطيع أن أقول أن مجلس الأمن فشل في هذا الصدد، بل يمكن توصيف الوضع أن المجلس لم ينجح حتي الآن بالشكل المأمول في مواجهة ومحاسبة الدول الداعمة للإرهاب والتي تؤوي الإرهابيين، وأرجع ذلك إلي أن اتخاذ القرار في مثل هذه الأمور بمحاسبة الدول التي تنتهك صراحة قرارات المجلس تتم إعاقته من جانب بعض الدول لأسباب سياسية ومصالح اقتصادية بينها وبين الدول الداعمة للإرهاب.

-> بعد انتخاب مصر عضوا غير دائم بمجلس الأمن لماذا رغبت مصر في رئاسة لجنة مكافحة الإرهاب بالمجلس ؟

- فور انتخاب مصر في أكتوبر ٢٠١٥ كعضو غير دائم بمجلس الأمن، ورغبة منا في تحقيق أكبر استفادة ممكنة من تلك العضوية، سعت مصر للحصول علي رئاسة لجنة مكافحة الارهاب بمجلس الأمن، لكونها اللجنة التي تضع سياسات مكافحة الإرهاب علي المستوي الدولي، ولأنها اللجنة المعنية بمتابعة تنفيذ قرارات مجلس الأمن المعنية بمكافحة الإرهاب والتصدي للتحريض علي الإرهاب، وظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب.

وإثر نجاح مصر في الحصول علي رئاسة اللجنة، بدأت بعثة مصر لدي الأمم المتحدة، وبالتنسيق مع وزارة الخارجية بالقاهرة بإشراف كامل من الوزير سامح شكري، في تحديد الأولويات التي سوف يدفع بها وفد مصر من خلال الرئاسة المصرية للجنة، في إطار رؤية مصر لمكافحة الإرهاب، والقائمة علي ضرورة اتباع نهج شامل يقوم علي التصدي لكافة الأسباب المؤدية إلي الإرهاب وضرورة التصدي للإرهاب أينما وجد دون استثناء.

مكافحة الإرهاب
> وما الأولويات المصرية التي سعت مصر إلي تحقيقها بعد رئاسة اللجنة ؟

- عقب الفوز برئاسة اللجنة تم الاستقرار علي ضرورة أن تتضمن الأولويات المصرية التي يتعين السعي للدفع بها من خلال لجنة مكافحة الارهاب موضوعات تشمل منع تمويل الارهاب، منع استخدام الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لأغراض الارهاب، منع توفير الملاذ الآمن للإرهابيين، التصدي لظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب، منع حصول الإرهابيين علي السلاح، ضرورة تعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة الارهاب، وضرورة التصدي لرسائل وأيديولوجيات الارهاب.

> وما النجاحات التي حققتها مصر في برنامج عمل لجنة مكافحة الإرهاب ؟

- نجحت مصر في تضمين برنامج عمل اللجنة، والذي يتعين التوافق عليه فيما بين الدول الـ١٥ أعضاء مجلس الأمن، خلال عام ٢٠١٦ عدداً من تلك الاولويات، بينما تم تضمين باقي الأولويات المصرية في برنامج عمل اللجنة خلال عام 2017.

ونظمت مصر خلال عامي ٢٠١٦و٢٠١٧ سلسلة من الاجتماعات المفتوحة في إطار اللجنة حول ظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب، تناولت مدي تطبيق كل من الأقاليم (افريقيا/الشرق الأوسط/اسيا/ أوروبا) للتدابير المعنية بالتصدي لتلك الظاهرة الواردة في قرارات مجلس الأمن وتقارير لجنة مكافحة الإرهاب، وبشكل أخص القرار رقم ٢١٧٨ لعام 2014 المعني بالتصدي لظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب، وأكد وفد مصر خلال الاجتماعات المخصصة لبحث سبل التصدي لظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب علي عدد من ثوابت الموقف المصري إزاء الموضوع، ومن ضمنها التأكيد علي ضرورة التصدي إلي كافة الأسباب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي أدت إلي انسياق اشخاص من الجنسين ومن أعمار وخلفيات اجتماعية وتعليمية ومهنية مختلفة ومن دول عدة للانضمام إلي صفوف الإرهاب، فضلاً عن ضرورة التصدي بفاعلية إلي أيديولوجيات الإرهاب ورسائله خاصة تلك التي يستخدم فيها الإرهاب أفكارا تكفيرية وتفسيرات مغلوطة للأديان، وضرورة تعزيز التعاون الدولي لمنع استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لأغراض الإرهاب،  وضرورة وقف كافة أشكال تمويل الارهاب بصفة عامة، ووقف تقديم أي تمويل للمقاتلين الارهابيين الأجانب بصفة خاصة، وحتمية التدقيق في مسألة سفر المقاتلين الإرهابيين الأجانب إلي سوريا والعراق وقيامهم في الآونة الاخيرة بالخروج والتوجه إلي دول أخري في افريقيا وآسيا وأوروبا، وأهمية اتخاذ كل ما يلزم لوقف هذا الأمر .

الايدلوچيات المتطرفة
> كيف تعاملت مصر من خلال مجلس الأمن مع التحديات الإرهابية التي تواجهها ليبيا وبعض الدول الأفريقية والتي تؤثر علي الأمن القومي المصري ؟

- بالفعل نظمت مصر في يونيو ٢٠١٧ اجتماعين مفتوحين الأول حول تحديات مكافحة الإرهاب في ليبيا والآخر حول تحديات مكافحة الإرهاب في منطقة غرب افريقيا.
واستعرض وفد مصر في الاجتماع الأول رؤيته لجهود مكافحة الارهاب في ليبيا، بما في ذلك الإشارة إلي تأثير الإرهاب علي الوضع في ليبيا، وأن ليبيا أصبحت ملاذاً آمناً للإرهاب، وأنه توجد روابط فيما بين الجماعات والتنظيمات الإرهابية في ليبيا، وأنها تعمل تحت مظلة وتستقي أفكارها من الأيديولوجيات المتطرفة للإخوان المسلمين، وأن مصر واجهت عمليات إرهابية مصدرها ليبيا، بما في ذلك تلك التي تعرض لها عدد من الأقباط بصعيد مصر خلال مايو 2017.

وأشار وفد مصر إلي الدعم الذي تحصل عليه الجماعات والتنظيمات الإرهابية في ليبيا من قطر تحديداً، مستعرضاً أوجه الدعم الذي قدمته قطر للإرهاب في ليبيا. وشدد علي أن مصر تطالب بضرورة تطبيق عدد من التدابير بشأن الوضع في ليبيا، أولها ضرورة التوصل إلي مصالحة سياسية في ليبيا، مبرزاً الجهود التي تقوم بها مصر في هذا الصدد، وثانيها، ضرورة تكثيف جهود بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا UNSMIL في مراقبة وتنفيذ الاتفاق السياسي بين الأطراف الليبية، وثالثها، ضرورة قيام مجلس الأمن ولجانه ذات الصلة بتوثيق الانتهاكات المتكررة من جانب بعض الدول خاصة قطر، للعقوبات المفروضة علي ليبيا وبشكل أخص عن طريق تسليح وتمويل تلك الدول للجماعات والتنظيمات الإرهابية في ليبيا، والتصرف إزاء تلك الانتهاكات من جانب هذه الدول، ورابعها، الحاجة إلي تعزيز التعاون والتنسيق بين لجنة عقوبات ليبيا ولجنة عقوبات داعش والقاعدة في إطار مجلس الأمن، وأخيراً، ضرورة رفع حظر السلاح المفروض علي الجيش الوطني الليبي، الذي يقوض من قدرة الجيش الليبي علي مكافحة الارهاب.

التأثير المصري
> ما أهم ما خلصت إليه مصر من خلال عضويتها في مجلس الأمن فيما يخص موضوعات مكافحة الارهاب ؟

- استطاعت مصر خلال فترة عضويتها في المجلس التأكيد علي رؤيتها بضرورة التصدي بشكل شامل للإرهاب، سواء بالتطرق إلي كل الأسباب المؤدية له أو بضرورة التصدي للإرهاب أينما تواجد، مع احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. ورسخت عضوية مصر في المجلس جدية الدولة المصرية بكافة سلطاتها في مجال مكافحة الإرهاب، الأمر الذي تأكد من خلال المشاركة المصرية الفعالة في كل المناقشات والمشاورات التي جرت في إطار مجلس الأمن طوال العامين 2016و2017 حول كافة الجوانب ذات الصلة بمكافحة الإرهاب سواء كانت اجتماعات أو مشاورات حول مشاريع قرارات، وانعكس كذلك علي نحو ما تمت الإشارة اليه في تقرير المديرية التنفيذية عن زيارتها إلي مصر نيابة عن لجنة مكافحة الإرهاب في يوليو 2017. وانعكس ايضاً حجم التأثير المصري علي مجريات الأمور في موضوعات مكافحة الإرهاب بمجلس الامن في حرص الدول أعضاء المجلس وبشكل خاص دائمة العضوية علي إشراك مصر والتشاور معها بشكل مسبق قبل طرح أية مبادرات علي المجلس في مجالات مكافحة الإرهاب.

كما نجحت مصر بحكم ما لديها من خبرات طويلة في مجال مكافحة الإرهاب في طرح العديد من الموضوعات التي تعتبر أولوية بالنسبة لمصر ولغيرها من الدول علي أجندة مجلس الأمن، والتي تناولتها لجنة مكافحة الإرهاب وقامت مصر تحديداً بالنسبة لاثنين من تلك الموضوعات باستصدار قرارين من مجلس الأمن بشأنهما، هما القرار رقم 2354 (2017) المعني بتنفيذ الإطار الدولي الشامل لمكافحة الخطاب الإرهابي، والقرار رقم 2370 (2017) المعني بمنع حصول الإرهابيين علي السلاح. وسوف يٌحسب لمصر أنها كانت الدولة التي جعلت مجلس الأمن يتناول لأول مرة موضوع أيديولوجيات الإرهاب والخطاب الإرهابي.

ومن الناحية الإجرائية، يُحسب لمصر قيامها بفتح معظم اجتماعات لجنة مكافحة الإرهاب لمشاركة جميع الدول أعضاء الأمم المتحدة، ترسيخاً لمبدأ الشفافية.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة