الصلاة على شهداء مارمينا
الصلاة على شهداء مارمينا


باحثون في شئون الجماعات الإرهابية: استهداف الكنائس لإحراج الدولة

تميم عزمي

السبت، 30 ديسمبر 2017 - 03:36 ص

أثارت العملية الإرهابية الفاشلة ظهر أمس باستهداف كنيسة مارمينا في حلوان وقبلها استهداف أحد الكنائس بأطفيح بالجيزة، العديد من التساؤلات في الآونة الأخيرة، أهم هذه التساؤلات هو ذلك الحرص على استهداف الكنائس بالرغم من الفشل المتكرر في إحداث أي ضربات موجعة، الخبراء والباحثون في شئون الجماعات الإسلامية رأوا من خلال السطور القادمة أن ذلك يعود لأفكار عقائدية لتلك الجماعات الإرهابية ومنهم من رأى أنها عمليات تستهدف إحراج القيادة المصرية أمام العالم وتوسيع دوائر المواجهة معها على الأرض للإيحاء بأن تلك الجماعات ما زالت موجودة وقادرة على توجيه الضربات حتى ولو فشلت.
يقول ماهر فرغلى الباحث في شئون الجماعات الإرهابية إن استهداف الإرهابيين للكنائس وإصرارهم على ذلك بالرغم من الاحتياطات الأمنية المتخذة، يعود لسببين رئيسيين هما الفكر العقائدي والفكر السياسي، موضحا أن فكرهم العقائدي قائم على أنهم مجرد محاربين يكفرون المجتمع ككل، ويقف المسيحيون أمامهم باعتبارهم رأس الكفر من وجهة نظرهم المريضة، وبالتالي فهم عناصر غير مرغوب فيها بالمجتمع شأنهم شأن بقية العناصر الأخرى بما فيهم المسلمون.
وأوضح أن عقيدة الجهاد عند هؤلاء الإرهابيين تحثهم على محاربة كل من يخالف دينهم بل يتم تحريم عقد أي اتفاق أمان وسلام ومعايشة معهم وبالتالي فإن استهداف كل من يخالف عقيدتهم تعتبر غاية لتحقيق أهدافهم وأفكارهم الهدامة.
وأشار فرغلى إلى أن الفكر السياسي لهذه الجماعات الإرهابية والمتطرفة فكريا وعقائديا قائمة على دعم خارجي هدفه استهداف القيادة السياسية وإحراجها أمام دول العالم وإحراجها في الداخل والخارج على السواء، ولا ننسى أن المسيحيين كانوا عاملا مساعدا وقويا في ثورة 30 يونيو وبالتالي فإن ما قامت به مصر مؤخرا لنصرة قضية القدس، كان دافعا لهؤلاء الإرهابيين للقيام بعمليتهم الإرهابية لأنهم على يقين أن بعض الدول الغربية ستثأر من الإدارة المصرية على مواقفها الدولية عن طريق الترويج لأكذوبة الفتنة الطائفية.
فى حين يرى د. عبدالستار المليجى نقيب العلميين والباحث في شئون الحركات الإسلامية أنه من واقع درايته بفكر الجماعات الإسلامية منذ سبعينيات القرن الماضي، فهدفهم الأساسي إحراج الحكومة المصرية، وتكفيرهم لمسيحيى مصر باعتبارهم عنصر الأمة الثاني، وعملية كنيسة مارمينا في حلوان فإن هدفهم الأساسي هو تشويه صورة الحكومة أمام العالم.
وأوضح أن هذه الجماعات استغلت الهجمة الشرسة والتناول المضلل للإعلام الغربى خصوصا في الولايات المتحدة وبريطانيا لأوضاع الأقباط فى مصر، وفعلوا فعلتهم الدنيئة بقصد إحراج الإدارة المصري أمام العالم، مؤكدا وجود تنسيق واضح بين هؤلاء الإرهابيين ومنظمات دولية تسعى للنيل من مصر واستقرارها.
من جهته يؤكد أحمد زغلول شلاطة الباحث في شئون الحركات الإسلامية أن عمليات استهداف الأقباط في مصر من جانب الجماعات الإرهابية هدفه الأساسي الرد على تحالف الكنيسة مع الجيش والشعب لإسقاط محمد مرسى، علاوة على الحرب الدائرة الآن معهم على أرض سيناء والتي كبدتهم خسائر فادحة في الأفراد والعتاد، وبالتالي فالهدف من هذه العمليات سياسي بحت.
وفسر شلاطة استهداف الإخوة المسيحيين في مصر بأنه أحد معتقدات تنظيم داعش القائمة على الفكر الطائفي، ودائما ما تلعب على الوتر الطائفي سواء في العراق أو سوريا مثل التفرقة بين السنة والشيعة وإثارة القلاقل بينهما وبما أن تنظيم ولاية سيناء الموجود في مصر قد بايع داعش فقد انتهجوا نفس فكر هذا التنظيم الطائفي، فبدأ اللعب على وتر الفكر الطائفي وإثارة الفتنة في مصر فنجدهم استهدفوا الجماعات الصوفية باعتبارهم خوارج عن الدين الإسلامي كما حدث في مسجد الروضة ببئر العبد فى العريش واليوم يقوموا باستهداف كنائس مواكبة لاحتفالات الإخوة المسيحيين بأعياد الميلاد، وكل هذه العمليات وانتهاج سياسة الفكر الطائفي الهدف الأساسي منها توسيع دوائر المواجهة مع النظام المصري القائم، وهو استمرار لفكرة إنهاك الدولة والإيحاء بأنهم مازالوا موجودين على الساحة وباستطاعتهم توجيه ضربات للمجتمع والدولة على السواء.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة