صورة أرشيفة
صورة أرشيفة


أمه «بتنام» معانا

علاء عبدالعظيم

الأحد، 31 ديسمبر 2017 - 07:53 م

       كان السكوت والصمت لجامًا يحد من عجب الزوجة بسبب تصرفات حماتها حيث  تنوح بداخلها الأماني اليائسة والأوهام،  وتيهة للبحث عن إجابة لعلامات الاستفهام ، حيث يسلّط عليها جيشاً عرمرماً من الظنون.

 

تحملت الزوجة فوق طاقتها وما تنوء منه الجبال الرواسي منذ زواجها، فالزوج ضعيف الشخصية، لم يفكر ولو مرة واحدة في مناقشة أمه أو مجادلتها، والامتثال لجميع طلباتها غير مراع لمشاعر ورغبات زوجته التي تراعيه وتحسن معاشرته حفاظًا على بيت الزوجية، بالرغم من تسلطات حماتها أثناء زيارتها لهما، حيث تختلق المشكلات دون سبب واضح، فإذا قامت بتقديم شىء تسعد به زوجها من طعام أو شراب تنفره الأم وتقوم بإعداد غيره في الحال.

 

وجاءت المفاجأة غير المتوقعة، وتبدلت معالم وجه الزوجة وعلاه حمرة الخجل والدهشة والانزعاج، بعدما طلبت منها وبجرأة غير مسبوقة رغبتها في النوم بغرفة نومهما، ليس ذلك فحسب ولكنها اشترطت ان تنام بينها وبين ابنها، وبنظرات تعجب وعين لامعة، تنتظر الزوجة رد فعل زوجها الذي انعقد لسانه عن الكلام تفهمت الزوجة الموقف، فما كان منها إلا أن وافقت ولم تبدى أي اعتراض.

 

وفي أحد الأيام، نشبت بينها وبين حماتها مشادة كلامية بعدما فاض بالزوجة الكيل، ولم تجد متنفس لإخراج مابداخلها من براكين غضب موقوتة لشعورها بالحصار، تورت المشادة إلى مشاجرة واقامت بالاعتداء عليها بالضرب وطردها من المنزل، بينما يقف الزوج احترامًا لرغبة أمه بوجه يعلوه الحياء والخجل معلنًا عن عدم اعتراضه، وموافقته على ماتفعله.

 

انطلقت صرخات الغيظ والضجر من الزوجة ليس من ألم الاعتداء عليها بالضرب، وإنما من رد فعل زوجها الذي كاد يصيبها بالجنون.

 

اتخذت القرار، وتوجهت إلى محكمة الأسرة وقامت برفع دعوى تطلب الخلع، وأمام مكتب تسوية المنازعات روت مأساتها مع الحماة المتسلطة، وانهت حديثها قائلة"لقد تحملت أن أمه بتنام معانا، اعتبرتها بمثابة أم لي، ووافقت لكن أن يصل بي الحال أن تعتدي عليا بالضرب والطرد، لا، خليه جنب أمه أحسن".

 
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة