عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتين
عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتين


ماذا ينتظر العالم في 2018؟

أحمد نزيه

الأحد، 31 ديسمبر 2017 - 11:10 م

 

حينما ستحل علينا سنة 2018، سيكون بالنسبة لك كأس العالم المقرر إجراؤه في روسيا صيف العام المقبل هو الحدث الأبرز، فلا صوت يعلو فوق صوت المونديال، لكن هذا العام سيشهد على المستوى السياسي الدولي أحداثًا لا تقل سخونةً على الأجواء التي سيعشها العالم أجمع في موسكو وسان بطرسبورج وكازان وغيرها من المدن الروسية خلال الفترة ما بين الرابع عشر من شهر يونيو إلى غاية الخامس عشر من شهر يوليو.

انتخابات هامة ستشهدها بلدان عديدة في أنحاء العالم، من بينها الانتخابات الرئاسية في بلدان المكسيك وكلومبيا وكوستاريكا وبارجواي، مع إمكانية أن تُجرى انتخابات البرلمان الإسرائيلي "الكينيست" دون أن يتم تثبيت موعد الانتخابات بعد في هذا العام، أو يتم الدعوة لانتخابات برلمانية جديدة في ألمانيا بعد التي أُجريت في 24 سبتمبر الماضي حال فشل أنجيلا ميركل في تشكيل حكومة أغلبية في البلاد.

إلا أننا سنتناول في هذا التقرير أبرز الانتخابات والأحداث السياسية المؤكد حدوثها في جميع أنحاء العالم، خلال عام 2018.

 

الانتخابات الرئاسية الروسية

نبدأ من البلد الذي ستستضيف كأس العالم، فروسيا ستكون قبل استضافة المونديال بثلاثة أشهرٍ على موعدٍ مع الانتخابات الرئاسية والمزمع إجراؤها في الثامن عشر من شهر مارس، والتي يسعى خلالها الرئيس فلاديمير بوتين للظفر بولايةٍ رابعةٍ وثانيةٍ على التوالي تنتهي عام 2024.

وأقصت اللجنة العليا المشرفة على إجراء الانتخابات زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالتي من المشاركة في هذه الانتخابات نتيجة تعرضه لحكمٍ قضائيٍ بالسجن لمدة عام مع إيقاف التنفيذ، في حين يعتبر نافالتي هذه العقوبة ذات دوافعٍ سياسيةٍ، داعيًا الناخبين الروس لمقاطعة هذه الانتخابات.

وقبلت اللجنة المشرفة على الانتخابات أوراق ترشح جينادي زوجانوف ،زعيم الحزب الشيوعي الروسي، و فلاديمير جيرينوفسكي، زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي، ليتم تسميتهما كمرشحين رئاسيين ومنافسين لبوتين في الانتخابات الرئاسية.

 

تصعيد محمد بن سلمان للحكم

ومن روسيا إلى المملكة العربية السعودية، فمنذ تصعيد الأمير محمد بن سلمان إلى ولاية العهد بدلًا من ابن عمه الأمير محمد بن نايف تشير التكهنات في المملكة وخارجها حول قرب تنازل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز عن العرش لصالح نجله ولي العهد.

ونقلت صحيفة "النيويورك تايمز" الأمريكية في شهر نوفمبر الماضي، أثناء حملة الاعتقالات التي طالت عدًا كبيرًا من أمراء المملكة، عن مصدر مطلع في القصر الملكي أن عملية تصعيد محمد بن سلمان لحكم البلاد ستكون على الأرجح قبل نهاية عام 2017 أو مع مطلع عام 2018.

وبما أن عملية تنازل الملك سلمان عن الحكم لم تتم مع نهاية عام 2017، فطبقًا لهذه الترجيحات فإن الأمر سيتم مع مطلع العام الحالي.

 

الانتخابات الرئاسية المصرية

وليس بعيدًا عن السعودية، فجارتها مصر ستكون على موعدٍ مع الانتخابات الرئاسية في شهر مايو، حيث من المرجح أن يسعى الرئيس عبد الفتاح السيسي للفوز بولايةٍ رئاسيةٍ ثانيةٍ وأخيرةٍ في سدة الحكم في البلاد.

ولم يعلن الرئيس السيسي بعد ترشحه للانتخابات الرئاسية لإعادة انتخابه رئيسًا للبلاد، إلا أن تكهناتٍ تشير إلى نيته خوض غمار الانتخابات لفترةٍ رئاسيةٍ جديدةٍ.

وبخصوص المرشحين، فقد أعلن المحامي والناشط الحقوقي خالد علي نيته الترشح للانتخابات الرئاسية، في حين ألمح الفريق أحمد شفيق ،آخر رئيس وزراء في عهد نظام حسني مبارك، إلى إمكانية ترشحه للرئاسة.

وطبقًا لتعديلاتٍ رئاسيةٍ أُجريت في مارس من عام 2011 في أعقاب ثورة 25 يناير، وتم تثبيتها في دستور 2012 ودستور 2014 المعدل، فإن عدد ولايات الحكم في مصر تم قصرها عند حاجز الولايتين بعدما كانت مفتوحة من قبل في طيلة عهد مبارك ومن سبقه.

 

الانتخابات البرلمانية في العراق ولبنان

ونبقى في المنطقة العربية، حيث ستشهد كلٌا من العراق ولبنان انتخاباتٍ تشريعيةً جديدةً خلال شهر مايو من هذا العام لانتخاب حكومةٍ جديدةٍ في كلا البلدين.

وتعتمد البلدان على نظام الحكم البرلماني، الذي يجعل من رئيس الوزراء المنتخب من قبل الأغلبية البرلمانية حاكمًا فعليًا في البلاد، في حين يمثل منصب رئيس الجمهورية منصبًا شرفيًا بدرجةٍ كبيرةٍ.

ويرأس حاليًا حيدر العبادي الحكومة في بلاد الرافدين، في حين يتولى سعد الحريري رئاسة الوزراء في لبنان، بعدما عدل عن قرار الاستقالة الذي اتخذه في شهر نوفمبر الماضي.

 

الانتخابات الرئاسية البرازيلية

وستكون البرازيل في شهر أبريل على موعدٍ مع انتخاباتٍ ساخنةٍ، حيث سيسعى الرئيس الحالي ميشال تامر ،ذو الأصول اللبنانية، إلى البقاء في منصبه رئيسًا للبلاد بعدما تولى الحكم قبل عامين خلفًا للرئيسة ديلما روسيف التي تم عزلها من منصبها، ومنعها من استكمال ولايتها الثانية التي كانت من المفترض أن تنتهي عام 2018.

غير أن أماني "تامر" في البقاء في منصبه تبدو مجرد أحلام بعيدة المنال في ظل تردي شعبية الرئيس البرازيلي على خلفية اتهامات الفساد التي طالته وضربت النخبة السياسية في برازيليا.

ويمني الرئيس الأسبق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا النفس بالتمكن في الترشح للانتخابات الرئاسية حيث يتصدر الرئيس الأسبق استطلاع الرأي في البلاد للعودة لرئاسة البرازيل مرة أخرى.

لكن طموحات لولا دا سيلفا تلك تصطدم بحكمٍ قضائيٍ صدر بحقه في يوليو الماضي بالسجن لمدة تسع سنوات ونصف العام على خلفية اتهاماتٍ بالفساد، يُنتظر أن يتم النظر فيه في الرابع والعشرين من يناير المقبل، فإذا تم تثبيت الحكم فسيكون على لولا دا سيلفا حتمية أن يقبع في غيابات السجون وينسى حلم العودة لحكم البلاد من جديد.

 

الانتخابات الرئاسية في فنزويلا

وفي أمريكا الجنوبية أيضًا، ستكون الانتخابات الرئاسية في فنزويلا في ديسمبر محط أنظار العالم أجمع، في ظل الأزمة السياسية الطاحنة التي تشهدها البلاد منذ منتصف أبريل الماضي.

وسيسعى الرئيس نيكولاس مادورو إلى الفوز بولايةٍ ثانيةٍ في حكم البلاد بعدما كان قد خلف الرئيس الراحل هوجو تشافيز في منصبه عام 2013.

وتحوم الشكوك حول شفافية هذه الانتخابات ومدى حظيها بالمصداقية الدولية، وذلك بعدما هد مادورو باستبعاد أحزاب المعارضة الرئيسية من المشاركة في هذه الانتخابات، بعدما امتنعت تلك الأحزاب عن المشاركة في الانتخابات البلدية التي جرت شهر ديسمبر الجاري.

تلويح مادورو بورقة إقصاء المعارضة من الانتخابات لقى إدانة من قبل واشنطن التي رأت أن من حق الشعب الفنزويلي التعبير عن آرائه، وأن يوافق على طريقة الحكم من خلال عملية ديمقراطية حرة ونزيهة متاحة أمام جميع المرشحين.

 

انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي

وإلى الولايات المتحدة، التي ستشهد خلال شهر يونيو انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي، وسيكون الصراع من خلالها من جديد بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري حول انتزاع السيطرة على السلطة التشريعية في البلاد، وذلك في أول استحقاقٍ انتخابيٍ يُجرى بعد انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئيسًا للبلاد، عبر انتخابات شهدت ضجةً واسعة أثناء عقدها، واستمرت تبعاتها في الأوساط الأمريكية إلى غاية الآن، في ظل التحقيقات الجارية حول مزاعم تورط حملة ترامب الرئاسية بالتواطؤ مع موسكو أثناء تلك الانتخابات.

وبدوره، نفى بول ريان ،زعيم الجمهوريين ورئيس مجلس النواب، نيته التنازل عن منصبه في الكونجرس الأمريكي خلال انتخابات التجديد النصفي منتصف العام المقبل.

وتشوب علاقة ترامب بول ريان نوعًا من الفتور، على الرغم من انتمائهما لنفس الحزب السياسي، حيث كان الأخير قد أذعن فور اختيار ترامب مرشحًا للحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية التي جرت العام الماضي عن عدم استعداده لدعم ترامب في ترشحه لرئاسة الولايات المتحدة.

 

الانتخابات الرئاسية في الكونغو

وإلى أعماق القارة السمراء، ستكون نهاية عام 2018 موعدًا للانتخابات الرئاسية في الكونغو الديمقراطية، والتي تم إرجاؤها لمدة عامين حيث كان مقررةً في عام 2016.

فعلى الرغم من انتهاء ولاية الرئيس جوزيف كابيلا قبل عام في 2016، إلا أن الانتخابات الرئاسية لم تُجرى بعد إلى الآن بدعوى عدم قدرة الحكومة على تحمل تكاليف هذه الانتخابات.

ويقبع كابيلا في منصبه منذ عام 2001 خلفًا لوالده رولان كابيلا الذي قاد تمردًا مسلحًا أسقط به نظام موبوتو سيسي سيوكو في 1997.

وتم إجبار كابيلا على إجراء تعديل دستوري يقصر عدد ولايات الحكم عند حاجز الولايتين، وذلك عقب انتخابات 2011، والتي شهدت أعمال تزوير واسعة جعلت منافسه الرئيسي إتيان تشيسيكيدي رفض النتائج وأعلن على أنه هو الرئيس الفعلي للبلاد.

ولن يكون من حق كابيلا الترشح لولايةٍ رابعةٍ على رأس الحكم في كينشاسا، في الانتخابات المزمع إجراؤها في ديسمبر من العام المقبل، بعد تأجيل دام عامين اتهمته خلاله المعارضة الرئيس المنتهية ولايته بالمماطلة من أجل البقاء في منصبه أطول فترة ممكنة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة