صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


المتهم كلب

علاء عبدالعظيم

الإثنين، 01 يناير 2018 - 07:10 م

 

الذنب سوف يثقل كاهل الأم أمام الخالق، ولو أمطرت دموعها تراب قبر صغيرتها وفلذة كبدها فما عاد ينفع الندم أو النعايا.

غلب الطفلة الصغيرة ابنة الـ العام النعاس داخل ممر "الجراج" الذي يعمل به والدها البواب، بعد أن شعرت بالإرهاق، والتعب من كثرة اللهو، واللعب مع شقيقاتها، غطت في نوم عميق، اقتربت الأم منها وربتت على كتفيها بحنان خشية أن تستيقظ، ولم تكن تعلم بأنها النومة الأخيرة لابنتها وقرة عينها.

انشغلت الأم مع أولادها، واصطحبتهم لشراء بعض الاحتياجات، من أحد المحلات القريبة، وأثناء عودتها، أصابتها حالة من الهلع والذعر، وانفجرت الصرخات تسبقها دموع منهمرة تخفي وراءها ندم شديد، وبداخلها ألم وغصة، عندما وقعت عيناها على كلب ضال يخرج مسرعًا من الداخل وفمه ملطخ بالدماء، هرولت مسرعة تلطم صدرها وخديها من هول المشهد، وسط عويل وصرخات أشقاءها الصغار أيضًا، تجمع المارة والجيران، حمل البعض منهم الطفلة وسابقت أقدامهم الرياح في محاولة لإنقاذها، وتوجهوا بها إلى أقرب مستشفى، وتسابق البعض الآخر في مطاردة الكلب الضال، وانهالوا عليه بالعصي والآلات الحادة، ولم يتركوه إلا وهو جثة هامدة.

وقفت الأم داخل المستشفى ترمق طفلتها وبقلب يخفق من شدة الحزن والخوف، وما إن خرج عليها الطبيب، وقبل أن ينطق بكلمة واحدة أطلقت صرخة مدوية رجت أرجاء المستشفى، حيث لقيت الطفلة ربها وتوفيت متأثرة بجراحها.

تم تحرير المحضر اللازم وأحيل إلى نيابة حدائق القبة التي صرحت بدفن جثة الصغيرة، وتبين من التحقيقات أن الكلب الضال نهش الطفلة من رقبتها أثناء نومها التي انفجرت منها الدماء، ونجح الأهالي في القضاء عليه عقب مشاهدتهم الدماء تسيل من جسدها النحيل.
 
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة