صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


هكذا تعرفين زميلك المتحرش.. روايات واقعية لفتيات في العمل

محمد رمضان

الأربعاء، 03 يناير 2018 - 08:00 م

بكل لغات الإتيكيت والقانون، يظل التعليق بكلمة أو نظرة بزميلة عمل «تحرشًا بينًا»، وفي مصر لا تسلم كثير من الفتيات أو السيدات العاملات من التحرش بكل أنواعه، بعضها تعرف طريقها للانتشار والبعض الآخر تظل حبيسة خشية «الفضيحة»؛ لكن السطور التالية تحمل كثيرًا من النماذج لما تعاني منه بعض العاملات.
«في فترة كان كل ما أقدم شغل لمديري يرفضه، ويتهمني بأني ضارباه، حاولت استرضائه لكن كان يحول مجرى الكلام لتحرش وكلام إيحاءات باستمرار، وفي لقاء بالصدفة داخل الأسانسير حاول تعمد لمسي».. كلمات ممزوجة بالوجع أطلقتها «مروة» عن معاناتها في موقع عملها، مؤكدة أنها عندما نهرته ابتعد عنها؛ لكنه كرر الموقف مع زميلة أخرى.. «بس هي بقى ما سكتتش زيي فضحته وسط زمايلنا».
وفي عالم «البيزنس» ربما تتزايد حالات التحرش بالعمل؛ إذ تروي «سالي - سكرتيرة» عن موقف تعرضت له أثناء عملها، قائلة: «أحد أصدقائي كان موظف مدني بالمرور بيخلص لنا أوراق كتير، واعتمدت عليه في أكثر من موقف؛ لكن بعد أن انفصلت عن زوجي وتم طلاقي، بدأ هذا الصديق اتصالات كتيرة على تليفوني ويطلب الخروج معايا، ولما اتخانقت مع وقف الشغل».
ولم تسلم «مروة. ج» من محاولات التفنن في التحرش؛ لكن المشكلة أن الحالتين تعرضت خلالهما للتحرش على يد زميل كبير في السن، والذي كتب لها جواب وأرسله لها، وكان يحمل كلمات خادشة للحياء.
وما إن مرت فترة على هذا الموقف حتى سقطت ضحية لموقف أخر، حين فاجأها شاب صغير يعمل في البوفيه.. «لاحظت أنه صورني وأنا شغالة، ولم شكيت فيه كلمت واحد زميلي وعرفته باللي حصل، راح وراه ومسك موبايله وقعد يقلب فيه واكتشف أنه فعلا صورني؛ لكن دا خدوا قرار ضده ومشوه».
أما «ياسمين» فتحكي عن لحظة صعبة تعرضت لها في عملها؛ حيث كانت تعمل بشركة لبيع العقارات، وحين كانت تشرح مميزات الشقة لأحد العملاء، ففاجأها قائلا: «أنا هاشتري الشقة دي.. بس بشرط تكوني إنتي فيها».
«أهدرت 6 أعوام من عمري في العمل في إحدى المؤسسات من أجل لا شيء سوى الأمل، ولم أطله، وتعرضت لظلم كبير من قبل رئيسي في العمل، فقد كان دائم التحرش بي بنظراته ولمساته المليئة بالريبة رغم أنه كان يكبرني بـ35 عامًا».. حاولت «لمار - 25 عامًا» جمع أنفاسها للحديث عن واحدة من أكثر حالات التحرش في مواقع العمل.
وتابعت: «كنت أتحمل ضغوط العمل من أجل أن أحظى بفرصة تعيين لأثبت مهارتي المهنية، لكن ما لم أتحمله من تصرفات العجوز المتصابي، الذي كان يراوغني بأن فرص تعييني ستزداد بقدر ما أعطيه من دفء مشاعري، وأن أترك له العنان ليداعب جسدي كلما قرر ذلك، قررت أن أترك العمل وأنجو بما تبقى من إنسانيتي، وذهبت لمؤسسة أخرى.. ولم أبك على الستة أعوام المنفرطة من عمري بقدر ما خشيت أن أجد هذا المتصابي نموذجًا متكررًا في مؤسستي الجديدة».
ويعد أي لفظ يخدش حياء المرأة تحرشًا، ويحدد القاضي العقوبة سواء بالحبس أو الغرامة على حسب حجم الفعل، وإذا كان تحرشًا لفظيَا أو ماديًا، تتراوح العقوبة ما بين الحبس 6 أشهر كحد أدنى إلى 3 سنوات كحد أقصى؛ ولكن بعد تعديل قانون التحرش زادت العقوبة لتصل إلى الحبس 7 سنوات.
ووفقًا لدراسة أجراها الاتحاد العام لعمال مصر، عام 2014، فإن 30% من العاملات في مصر يتعرّضن للتحرّش في أماكن العمل.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة