الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون


ماكرون يستعرض السياسية الخارجية لفرنسا إزاء قضايا الشرق الأوسط والإرهاب

أ ش أ

الجمعة، 05 يناير 2018 - 12:53 ص

استعرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخطوط العريضة للسياسة الخارجية الفرنسية إزاء قضايا الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب والتحديات الهامة التي يواجهها المجتمع الدولي.

جاء ذلك خلال كلمته أمام أعضاء السلك الدبلوماسي الفرنسي ،الخميس 4 يناير، بمناسبة العام الجديد.  

وقال ماكرون إن الخط الدبلوماسي الفرنسي خلال عام 2018 سيدور حول أربع أولويات مكملة لبعضها وهي الأمن والاستقلال والتضامن والتأثير وسيقوم على الحوار والصرامة في الالتزامات لمنع نشوب النزاعات والبحث بلا كلل عن حلول سياسية وإحراز تقدم في مسار السلام والاستقرار.

واعتبر ماكرون أنه بالرغم من النجاحات التي تحققت في الحرب على الإرهاب إلا أن الطريق لا يزال طويلا للقضاء على هذه الآفة، معربا عن أمله في دحر داعش عسكريا في سوريا على غرار ما حدث في العراق في غضون أسابيع.

وأضاف أن الانتصار على داعش لا بد أن يواكبه تحقيق السلام في المشرق لتجنب أي عودة للإرهاب، لافتا إلى أن التاريخ أظهر أن الحروب التي دارت في العراق وأفغانستان وأخطاء الماضي ساهمت أيضا في صعود تنظيمي القاعدة وداعش.

وأشار إلى ضرورة تنظيم انتخابات حرة في العراق في مايو المقبل وإلى ما يتطلبه ذلك من دعم فرنسي ودولي للسلطات العراقية لبناء دولة مستقرة وتحقيق الأمن والتهدئة لا سيما مع الأكراد فضلا عن نزع السلاح من المليشيات غير المعترف بها من الحكومة، مشددا من ناحية أخرى حرص فرنسا على عدم حدوث أي زعزعة للاستقرار في العراق من جانب قوى خارجية.

وعن سوريا، اعتبر ماكرون أن إحلال السلام في هذا البلد يستوجب الإقرار بوجود حكام حاليين وقبول فتح حوار معهم، معتبرا مجددا أن عدو فرنسا في سوريا هو داعش بينما الرئيس بشار الأسد هو عدو الشعب السوري، على حد قوله.

وأشار إلى ضرورة العمل في الأسابيع والأشهر القادمة على تحقيق الاستقرار في سوريا وتمكين مختلف الأطياف من المشاركة في انتخابات مستقبلية، مؤكدا أن الأزمة السورية لا يمكن أن تقوم بتسويتها بعض القوى فقط في إشارة إلى عملية أستانة التي تضم روسيا وإيران وتركيا، مشيرا إلى أهمية دور الأمم المتحدة والقوى الإقليمية وأوروبا وأمريكا في هذا الشأن.

وحول مكافحة الإرهاب في الساحل، تعهد ماكرون أن تواصل فرنسا مشاركتها في محاربته من خلال عملية برخان والجهود العسكرية التي تبذلها مند عام 2013، لافتا أيضا إلى أهمية الاهتمام بالتعليم والتنمية الاقتصادية.

وأشار إلى ضرورة العمل سريعا على إطلاق قوة مجموعة الساحل الإفريقية لمكافحة الإرهاب حتى تحل محل تدريجيا عملية برخان و قوات الأمم المتحدة، وإلى صلة المجموعات الإرهابية بشبكات تهريب المخدرات والأسلحة والإتجار في البشر.

كما شدد على ضرورة مكافحة الدعاية الإرهابية على الإنترنت وعلى أنه من غير المقبول أن تواصل المنصات الرقمية ومشغلي الإنترنت نشر أو سحب بشكل متأخر محتويات دعاية إرهابية، مشيرا أيضا إلى الحاجة للتصدي بصرامة لتمويل الإرهاب وإلى اعتزام بلاده استضافة مؤتمر دولي حول هذا الأمر في أبريل المقبل.

وفيما يتعلق بالهجرة، قال ماكرون إن فرنسا ستتبنى سياسة للشراكة والتنمية الاقتصادية مع كل دول المنشأ والعبور لا سيما مع النيجر وتشاد، مذكرا بأن عام 2018 سيشهد تبني الأمم المتحدة الميثاق العالمي للهجرة وبأن فرنسا بصدد إعداد مشروع قانون للتعامل بفاعلية أكبر مع ملف الهجرة.

وبشأن ليبيا، أكد ماكرون ضرورة توصل كافة الأطراف الليبية لاتفاق بشأن خارطة الطريق التي وضعها المبعوث الأممي غسان سلامة بغية تحقيق الاستقرار في هذا البلد، وتمكينه من تأمين حدوده وحفظ النظام العام ووضع حد لأي ممارسات غير مقبولة حدثت في الأراضي الليبية.

وتابع: "علينا أيضا أن نكون عادلين مع الشعب الليبي.. فلقد اعتقدنا في الماضي أن تدخل قوي خارجية لإنهاء حكم ديكتاتور أمر كافي لتسوية مصير بلد.. والشعب الليبي يعاني (اليوم) من قرارات اتخذناها بالنيابة عنه.. ولذا فإننا نتحمّل مسؤولية بناء الاستقرار في ليبيا والذي وحده قادر على حل مشكلة الهجرة".

وحول كوريا الشمالية، أكد ماكرون أن بلاده ستواصل بقوة البحث عن حل سياسي يضع حدا لاستفزازات بيونج يونج ويفتح المجال لنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، مشيرا إلى الدور إلهام للصين في هذا الصدد.

وبشأن إيران، أكد ماكرون أنه في 14 يوليو 2015 تم إبرام اتفاق بمساهمة فرنسا للإشراف على أنشطة طهران النووية حتى عام 2025، لافتا إلى ضرورة الالتزام به حتى لا ينزع ذلك المصداقية عن أي مفاوضات مستقبلية مع قوى أخرى.

وأضاف أن التخلي عن هذا الاتفاق سيدفع إيران لتبني موقف مشابه لكوريا الشمالية، مذكرا بأنه أتاح إجراء عمليات تفتيش منتظمة وصارمة من خلال الوكالة الدولية للطاقة الدولية.

ومن ناحية أخرى، لفت إلى ضرورة فتح حوار مع إيران حول أنشطتها الباليستية، التي زادت منذ 2015، على غرار ما حدث في المجال النووي، داعيا كذلك إلى اتفاق إطاري حول التواجد الإقليمي لإيران التي من خلال تحركاتها في العراق وسوريا ولبنان واليمن تزعزع الاستقرار وتساهم في تأجيج التوتر.

وعن الأوضاع الداخلية في إيران، أشار ماكرون إلى الاتصال الهاتفي الذي أجراه مع نظيره الإيراني قبل يومين وإلى إعرابه عن قلق فرنسا حيال الوضع في إيران وتمسكها الثابت بحقوق الإنسان والحريات الأساسية لا سيما حرية التظاهر.

وتابع: "هناك اليوم أزمة في إيران وهي التعبير الحر للشعب الإيراني وتظهر أننا محقون أن التغيير لن يأتي من الخارج بل من الشعب الإيراني نفسه ودورنا هو الحرص على احترام كافة الحقوق.. وسنتعامل مع ذلك بحذر وتشدد".

وأكد ماكرون ضرورة مواصلة الحوار مع المجتمع الإيراني في المجالات الثقافية واللغوية والأكاديمية والاقتصادية.

وحول أوروبا، أكد ماكرون اعتزامه مواصلة جهوده لإصلاح الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع ألمانيا فور تشكيل حكومة جديدة ببرلين حيث قال: "إذا لم تتفق فرنسا وألمانيا فالأمور لا تتقدم، مؤكدا في الوقت ذاته على ضرورة عدم استبعاد أي طرف من الحوار".  

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة