قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية
قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية


البابا «تواضروس الثاني» يكتب لـ«الأخبار»..عناصر الفرح في ميلاد المسيح

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 07 يناير 2018 - 01:08 م

 

عيد الميلاد المجيد هو تجديد للفرح وتجديد لسعادة الإنسان، في قصة الميلاد نتقابل مع أحداث كثيرة ومع شخصيات عديدة ولكني اذكر موقفين مهمين، موقف المجوس حكماء المشرق عندما أتوا من بلاد بعيدة تتبعوا النجم حتي وصلوا إلي بيت لحم وسجدوا للمولود وقدموا له هداياهم، هذه كانت نهاية رحلتهم في رحلة أرضية، في المقابل، الرعاة عندما رأوا الملاك يبشرهم بالفرح العظيم، جاءوا أيضا إلي المزود ودخلوا ورأوا الصبي وأمه، رأوا الطفل الصغير الرضيع وهو في المزود»‬.


كانت هذه بداية رحلتهم بداية الفرح، مجموعة كانت النهاية ومجموعة كانت البداية، بداية الفرح هي بالاسم الذي ذكره الكتاب المقدس (عمانوئيل الله معنا)، صار الله معنا فصار هناك فرح، لأجل ذلك أحب أن أتأمل معكم في كلمات قليلة عن أن ميلاد السيد المسيح كان أحد أهدافه الرئيسية هو إسعاد البشر، في كل تفاصيل وعناصر القصة يوجد ما يقدم السعادة والفرح والسرور، فنحن في تسبحة الميلاد نقول: (المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة) لوقا 2 : 14، وكلمة (بالناس المسرة) تعني بالناس السرور، بمعني آخر (في الناس السرور والفرح)».


فالسيد المسيح في ميلاده المجيد جاء ليفرح كل قلب، والآن يكون أمامنا هذا السؤال: ما هي عناصر الفرح؟ دعونا نتأمل معا في عناصر الفرح.

أول عنصر للفرح نتقابل فيه في الميلاد المجيد هو أمنا العذراء مريم، لقد أسعدتنا بطهارتها ونقاوتها، لا يمكن أن يستطيع الإنسان إسعاد الآخرين إلا إذا كان نقيا وطاهراً، لا يمكن أن تأتي الثمرة الجيدة من شجرة رديئة، لا يمكن أن تأتي فرحة أي شعب إلا من خلال انقياء وأتقياء وأطهار.


العنصر الثاني هو المجوس الذين أسعدونا بزيارتهم وهداياهم، عندما أتوا ليقدموا هداياهم للسيد المسيح سببوا لنا سعادة وفرحا، يستطيع الإنسان أن يسعد الآخرين بالزيارة والمجاملة، أو حسب الوصية الانجيلية (فرحا مع الفرحين، وبكاءاً مع الباكين) رومية 12 : 15 (وذلك بتقديم الهدية سواء الهدية المادية أو المعنوية أو حتي الكلمة أو الابتسامة التي هي أغلي هدية ومتاحة للجميع).


العنصر الثالث هو الرعاة، الرعاة أسعدونا بسهرهم وأمانتهم، هم أناس بسطاء جدا كانوا موجودين بالصحراء يرعون الخراف والقطعان عندما رأوا الملاك الذي بشرهم بالفرح العظيم، فقاموا سريعا باستعداد وبيقظة وبنشاط وبأمانة، يستطيع الإنسان أن يسعد الآخرين بأمانته وبإخلاصه في حياته، الحياة الأمينة دائما تسعد البشر وتسعد الله أيضا حسب الوصية (كن أمينا إلي الموت فسأعطيك إكليل الحياة) رؤيا 2 : 10».


وهناك عنصر رابع من العناصر التي تسعد البشر في قصة الميلاد هو القرية (قرية بيت لحم) هي قرية صغيرة جدا علي الخريطة وليس لها ذكر، لكن هذه القرية أسعدتنا لأنها أوجدت المأوي والملجأ للعذراء مريم لكي ماتلد الطفل الصغير السيد المسيح، يستطيع الإنسان أن يسعد الآخرين عندما يوجد الملجأ والمأوي كما تقول لنا الوصية (كنت غريباً فأويتموني) متي 25: 35، وهذا يمثل كل نشاط يصنعه الإنسان ليأوي فيه الفئات المحتاجة والمهمشين الذين يعيشون علي الهامش الذين بلا صوت، والصغار الذين بلا مأوي والكبار المعاقين والمسنين والفئات التي تحتاج إلي معونة من المجتمع لكي ما يوجد لها مأوي مثلما صنعت بيت لحم، بيت لحم اليوم مدينة أو قرية ذكرها علي كل لسان لأنها أسعدتنا بأن أوت السيد المسيح وأخذت هذا الشرف».


العنصر الخامس من عناصر السعادة وكيف نسعد الإنسان هم الملائكة الذين ظهروا وأنشدوا، أسعدونا بالتسبحة وأسعدونا بهذه الكلمات (المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة) لوقا 2: 14، وصارت هذه الآية شعاراً وصارت آية محبوبة وصارت هي صوت الملائكة، يستطيع الإنسان أن يسعد الآخرين بالصلاة وبالتسبيح وبالعبادة النقية، بالعبادة المفرحة يستطيع أن يسعد الآخرين، إذا قصة الميلاد وتجسد ربنا يسوع المسيح هو من أجل خلاص الإنسان ولكن لأنها قصة فريدة فمسيحنا في ميلاده المجيد يجاوبنا علي هذا السؤال (كيف نسعد الآخرين؟)، يمكنك أن تتأمل في كل تفاصيل هذا الحدث الفريد لتجد فيه الملامح التي يمكن أن تنفذها وتطبقها وتجد تداريب روحية عن كيفية إسعاد الآخرين.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة