منزل القتيلة
منزل القتيلة


تعرف على تفاصيل اللحظات الأخيرة لقتيلة دار السلام.. «فيديو وصور»

أحمد عبدالفتاح- محمود كساب

الأحد، 07 يناير 2018 - 04:54 م

 

شهد حي دار السلام بالقاهرة، جريمة تنعاها المروءة وتبكي له الفضيلة، عندما أئتمن شاب قريبه على زوجته بأن يرعاها ويلبي لها مطالبها حتى يرجع من الخارج، فلم يكن من الجاني سوي أن أدعي البراءة أمام زوج القتيلة، وتوعد له بحمايتها وحسن رعيتها.

تمر الشهور، والزوج قد ترك البلد وسافر إلى كندا، وسرعان ما يتحول إبراهيم الجاني «إثيوبي الجنسية»، إلى ذئب شرس انعدم من قلبه الرحمة ونسي الأمانة التي أتمنه عليها قريبه، فبدأ بخطوات متأنية وعينين يشوبها الخيانة والطمع في الصعود إلى الزوجة، في الثالثة عصرًا، وبدأ في طرق الباب عليها، فسرعان ما فتحت بنيه طيبة، فدخل إلى الشقة وتحجج له بأنه يريد منها أن تحضر له كمية من السكر لكي يقوم بعمل كوب شاي.

 

لحظات مريرة مرت على الزوجة، فبينما كانت تقوم بإحضار السكر له، تهجم عليها وحاول اغتصابها، فقامت بضربه بالقلم، فلم يكن منه سوي إلقائها على السرير لمحاولة اغتصابها، إلا أنها قامت بمخالبها الحادة بتقطيع وجه ومحاولة الهروب منه، وظلت المجني عليها تقاوم وتتوسل إليه لكي يتركها، فلم يكن منه سوى أن ضم يدها وألقاها من الشرفة من الدور الـ 8 لتسقط جثة هامدة.

في هذا السياق، انتقلت «بوابة أخبار اليوم»، إلى العقار لمعرفة تفاصيل الواقعة، والوقوف على دوافع المتهم لقيامه بالجريمة.

يروي «عم محسن»، بواب العمارة، أن الجاني يدعي «إبراهيم. ن.ا» ، إثيوبي الجنسية، وأنه «اعتاد الإجرام، فأول مرة قام بسرقة محتويات شقة المجني عليها من ذات جنسيته، عن طريق أخذ المفتاح من والدته التي تسكن في الدور الأول بنفس العمارة، واستغلال عدم تواجدها بالشقة وقام بسرقتها وكتابة كلامات إباحية على جدران الشقة، إلا أن المجني عليها اتهمت قريب البواب بأنه من سرقها، وفلت الجاني من العقوبة» على حد وصفه.

 

وتابع «محسن» أنه «في يوم الواقعة في تمام الساعة 3 عصرًا، سمعت صراخ من الأهالي وعلى الفور خرجت من باب العمارة، ووجدت القتيلة ممسكة في حديد البلكونة، والقاتل يقوم بضربها على أيديها لكي تفلت وتسقط، وعلى الفور بدأ الأهالي في الصعود إلى أعلى لإنقاذها لكنه كان قد قفل باب الشقة».

 

وفي سياق متصل، قال «أبو محمد» عامل الفراشة، وجار المجني عليها، «عندما وجدتها تقوم بصراخ وتطلب المساعدة، قمت بإحضار الفراشة وبمساعدة شباب المنطقة والشارع تمكنا من فرشها بمساحة العمارة لكي تقع عليها، وبالفعل بدأ المتهم في ضربها على يدها حتى سقطت من أعلى على الفراشة».

 

وأضاف عامل الفراشة، أنه «عندما سقطت على الفراشة كان بها الروح ولم تمت، بدأت في النظر إلى الجميع بعينين يملؤهما الخوف والحزن ولم تنطق بأي شيء على الإطلاق» لافتا إلى أن «زوجها كان يرسل إليها 2000 جنيه من الخارج، تدفع منهم 1200 جنيه إيجار لشقة، والباقي تنفق به على نفسها».

 

وقال «أحمد .م»، أحد السكان، إن «بمجرد سقوطها على الفراشة، استمرت ما يقرب من 5 دقائق تنزف من فمها ورقبتها، فعلما بأن الجاني قام بضربها بسكينة في رقبتها، ظلت تنازع الموت حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، قبل أن تأتي سيارة الإسعاف بربع ساعة».

 

«بمجرد سقوطها، طلعت ومعي 10 شباب إلى أعلي وقمنا بتكسير باب الشقة، والدخول إليها، استمر البحث عن الجاني ما يقارب نصف ساعة ولم نجده، إلا بالصدفة بفتح دولاب الملابس ووجوده بداخل الملابس، فقمنا بضربة وحجزه حتى جاء ضباط المباحث، وقاموا بنقله إلى القسم» حسبما قال «سيد.أ»، أحد جيران المجني عليها.

 

وأكد الدكتور «حازم أحمد»، صاحب صيدلية بجوار المنزل القتيلة، إن «ما تردد حول أن الجاني قام بقتلها لكي يسرقها، أو وجود علاقة غير شرعية بينهم، أمر خاطئ تمامًا، فالجاني كان يملك مفتاح الشقة، التي تركته المجني عليها مع والدته بنفس العمارة بالدور الأول، فلو أرد أن يسرقها كان ظل حتى خرجت ودخل وسرقها، لكنه صعد إليه وهو يعلم أنها داخل الشقة، الأمر الأخر في وجود علاقة غير شرعية بينهم، أمر أيضا خاطئ، فالجاني عثر بجسده على أثار مقاومة وجروح بالرقبة وأنحاء جسده أثناء محاولته اغتصابها وامتناعها عن ذلك».

 

وتابع «الصيدلي»، «المجني عليها، تسكن في المنزل منذ أكثر من عام، وهي طالبة تدرس وعمرها 20 عامًا، وزوجها تركها وسافر إلى كندا، من بضعت أشهر ويرسل إليها الأموال لتصرف على نفسها، ومعروفة بتدينها وبعدها عن الرزيلة، فعندما صعدنا إلى أعلي لإنقاذها وجدنا الراديو يعمل، ويذيع القرآن الكريم، فالجاني بالتأكيد حاول اغتصابها وعندما امتنعت خاف من فضح أمره فإلقائها من أعلى».

وكان المقدم حسام عبد العال، رئيس مباحث قسم شرطة دار السلام، تلقي بلاغًا من الأهالي يفيد بسقوط جثة سيدة من أعلى عقار بالدور الثامن، الكائن بشارع عبد الحميد مكي بدائرة القسم، وانتقل رئيس المباحث ومعاونوه وباقي القوة المرافقة إلى مكان البلاغ، ومن خلال الفحص تبين أن الجثة لسيدة إثيوبية الجنسية ترتدي كامل ملابسها، وبها إصابات إثر سقوطها.

تحرر عن ذلك المحضر اللازم بالواقعة، وتم إخطار النيابة العامة لمعاينة الواقعة ومباشرة التحقيقات، والتي أمرت بنقل الجثة إلى المشرحة، وفي اليوم التالي، قامت قوات الأمن بسحب الجاني إلى مكان الواقعة لتمثيل المشهد، فيما اعترف المتهم أمام المستشار أحمد إسماعيل وكيل نيابة دار السلام، برئاسة المستشار شريف برسوم، وإشراف المستشار أحمد عز، المحامي العام الأول، لنيابة جنوب القاهرة بارتكاب الواقعة، ومازالت النيابة تستمع إلى الأهالي وشهود العيان.

 

 
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة