تطوير العسال يحولها لمنطقة سكنية آمنة «تصوير : حسن يوسف»
تطوير العسال يحولها لمنطقة سكنية آمنة «تصوير : حسن يوسف»


«العسال» تمحو مرارة العشوائية

لمياء متولي- عمرو علاء الدين

الأحد، 07 يناير 2018 - 10:00 م

 

العسال.. منطقة عانت لسنوات طويلة من الإهمال..تنخر العشوائية فى منازلها وتضع حياة قاطنيها على حافة الخطر، لذلك قررت الدولة ان تتدخل بقوة لتوفير المسكن الملائم للمواطنين بما يراعى المعايير الإنسانية، لتطلق مشروع تطوير منطقة العسال الذى يهدف لإحلال العقارات القديمة التى تمثل خطراً على ساكنيها إلى عقارات حديثة وحضارية دون وضع أعباء مالية على قاطنيها، لتنتقل حياة المواطنين من منازل عشوائية آيلة للسقوط إلى عقارات حديثة تراعى القيمة الإنساني .

«الأخبار» قامت بجولة لاكتشاف الإنجاز بمشروع تطوير منطقة العسال الذى يستهدف تطوير 450 عقار بواقع 2500 أسرة مستفيدة تقريباً، ورصد أعمال المرحلة الرابعة التى يتم تنفيذها حالياً ولقاء أهالى العقارات التى تم تطويرها.

 بدأت جولتنا من شارع أحمد بدوى بمنطقة شبرا وأمام عزبة جرجس استقبلنا المهندس إيهاب يعقوب سكرتير عام حى شبرا، لدخول المنطقة التى يسيطر عليها الهدوء، لكن بمجرد أن دخلنا من شارع الباجورى الذى يضم سوقا للخضار والفاكهة ومنه إلى حارة «محمد جاد» بدأت العقارات الجديدة بألوانها المشرقة مثل قوس قزح تسطع وسط العقارات القديمة المتردية التى يغلب عليها اللونان الرمادى والأسود، كما تحولت المنطقة إلى خلية نحل للعمال لإنجاز المرحلة الرابعة من مشروع تطوير المنطقة وتسليم العقارات إلى ساكنيها ليلحقوا بمن سبقوهم فى المراحل الثلاث السابقة.

فرحة العمر
استقبلتنا الحاجة مسعدة التى تجاوز عمرها 80 عاما، وترك الزمن على وجهها بصماته بابتسامة وكلمات الترحيب التى ظلت ترددها لنا وكانت خير دليل على سعادتها ورضائها عن الشقة التى قامت باستلامها ضمن المرحلة الثالثة فى تطوير منطقة العسال بشبرا، وتقول: قضيت سنوات عمرى بأكملها فى حجرة واحدة كانت هى منزلى الذى تزوجت بها وعشت أنا وزوجى وابنى الوحيد كرم،عانيت كثيرا خلال سنوات عمرى من ضيق المساحة الصغيرة للشقة وحاول زوجى كثيرا شراء شقة أخرى لنا ولكن ارتفاع أسعار العقارات كل عام كان يصعب الأمر علينا فى الحصول على شقة جديدة نستطيع ان نحيا فيها حياة آدمية خاصة أنه أرزقى «على باب الله».

وبنفس نبرة السعادة التى رنت فى كلماتها تضيف الحاجة مسعدة: «فقدت بصرى منذ عدة سنوات، وأواجه صعوبة فى حصولى على علاج خاصة بعد وفاة زوجى، ليصبح كل ما نملك أنا وابنى هو معاش التضامن الاجتماعى نظرا لظروف ابنى الصحية وكونه معاقا، ورغم ذلك لم يبعد عن ذهنى حلم «البيت الجديد ولكنى كنت أعلم أن الظروف لن تمنحنى فرصة تحقيق الحلم الذى لطالما لم أطلب سواه ليحيا ابنى حياة كريمة».

وتستكمل قصتها قائلة: «عندما أخبرنا المسئولون بأن العقار الذى نسكن به سيدخل ضمن مراحل التطوير لم أصدق ووقع الخبر على أذنى كأن دعائى أخيرا تحقيق وليكتب الله لى أن أحصل على حلم العمر لأقضى آخر سنوات عمرى بها «.

و تضيف الحاجة مسعدة: «استلمنا المنزل الجديد منذ عدة أشهر وبسبب أننى كفيفة طلبت من ابنى كرم أن يصف لى كل شبر فيها وبالفعل أصبحت أشعر وكأنى أراها، ولا أستطيع التعبير عما بداخلى من فرحة وأود أن أشكر سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى والمسئولين عما يفعلونه لنا ودعائى لهم دائما ربنا يبارك فيكم وفى تعبكم « .

حياة آدمية
انتقلنا إلى أسر أخرى استفادت من التطوير وحصلت على شقق جديدة، تقول جميانا عدلى صاحبة المنزل: «ربنا يبارك فى الرئيس والمسئولين فى اللى عملوها لينا، فهناك فارق كبير بين الحياة التى كنا نعيشها وبين معيشتنا الآن ولا يوجد وجه مقارنة».
وتضيف: «يكفينى أن أقول إن قمة فرحتى أنه أصبح لدى أسرتى حمام خاص بعدما كنا نستخدم طوال السنوات الماضية حماما مشتركا مع باقى الجيران فى صورة أقل ما توصف به بأنها غير آدمية،فأنا أم لبنت وولدين وكنت أتمنى طوال حياتى أن أقوم بتربيتهم أنا ووالدهم أحسن تربية وفى منزل أفضل من منزلنا السابق بكثير من أجل مستقبلهم».
وتستكمل: « شقتى القديمة عبارة عن حجرتين صغيرتين وكان أبنائى جميعا ينامون فى حجرة واحدة ومساحة المطبخ كانت لا تذكر،لذا عندما أخبرونا بأنه سيتم نقلنا فى منزل جديد من أجل التطوير كانت سعادتنا غامرة وفرحتنا لا توصف أنا وزوجى وأبنائى وما جعلنا نشعر بارتياح أكثر أنهم يقومون بتسكين العقار بنفس الجيران القدامى لذا فالعقار كامل أسكنه أنا وأقاربنا».
وقالت: «تغيرت معالم منطقة العسال كثيرا فالألوان المبهجة التى تم طلاء العقارات بها غيرت ملامح المنطقة للأفضل وجعلتنا نشعر بأننا نسكن فى مكان لا يقل عن المناطق السكنية الراقية».

لمطالعة التحقيق كاملا تابع جريدة «الأخبار» بعددها الصادر صباح الإثنين 8 يناير 2018 .

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة