أنجيلا ميركل
أنجيلا ميركل


إنجيلا ميركل| أقوى امرأة في العالم.. «متعثرة» !

أحمد الشريف

الخميس، 11 يناير 2018 - 02:21 م

 

◄| جمال قارصلي عضو البرلمان الألماني السابق «البوندستاج»: إنجيلا ميركل في مشكلة كبيرة ومهددة بالخطر
◄| عبد المسيح الشامي أستاذ العلاقات الدولية: ستكون هناك تنازلات من ميركل حول الكثير من القضايا

:
ألمانيا التي مازالت بدون حكومة جديدة حتى الآن، رغم مرور ثلاثة أشهر على الانتخابات البرلمانية الماضية، بسبب تعثر المفاوضات السابقة لتشكيل ائتلاف حكومي، قد تطوى اليوم هذه الصفحة من التعثر في ظل المفاوضات التي تجري بين التحالف المسيحي - يتكون من حزبين هما: الديمقراطي المسيحي بزعامة ميركل والاجتماعي المسيحي بزعامة رئيس وزراء بافاريا زيهوفر - والحزب الاشتراكي الديمقراطي برئاسة مارتن شولتس؛ والتي تختتم اليوم.


ميركل في أزمة
أنجيلا ميركل؛ التي تلقب بأقوى سيدة في العالم، تقع تحت ضغوط كبيرة، وتمثل تلك المباحثات فرصتها الأخيرة لتشكيل الحكومة، وتحاول إقناع زعماء الحزب الديمقراطي الاشتراكي بالدخول معها في مفاوضات لتشكيل حكومة ائتلافية في مارس أو أبريل، من خلال التأكيد على وجود أهداف مشتركة بينهما للعمل على تحقيقها.
ويأتي ذلك في ظل تراجع ثقة المواطنين الألمان في المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مقارنة بالأعوام الماضية، حيث أظهر استطلاع ألماني حديث لمعهد فورزا لقياس مؤشرات الرأي لصالح، أن المستشارة ميركل فقدت جزءا كبيرة من ثقة المواطنين، حيث ذكر 50 % فقط ممن شملهم الاستطلاع أنهم يولون ثقتهم حاليا في ميركل، فيما بلغت هذه النسبة 64 % في عام 2014.


مفاوضات جامايكا
جمال قارصلي عضو البرلمان الألماني السابق «البوندستاج»؛ قال – في تصريحات خاصة لـ «بوابة أخبار اليوم» عبر الهاتف من برلين - إن الأزمة بدأت منذ نتيجة الانتخابات الأخيرة في 24 سبتمبر الماضي، وعلى إثرها قرر الحزب الاشتراكي الديمقراطي أن يرجع خطوة إلى الوراء ويجلس في مقاعد المعارضة، ليرتب أوضاعه وأوراقه من جديد حتى لا يلقى اللوم عليه فيما يتعلق بفشل الحكومة أو تشكيلها.
وأضاف قارصلي؛ أن هذا دفع الحزب المسيحي الذي تترأسه أنجيلا ميركل؛ إلى البحث عن شريك، ولأن شريك واحد لا يكفي؛ فتحت خط من المفاوضات مع الحزب الليبرالي وحزب الخضر فيما عرف بمفاوضات حكومة جامايكا؛ لكن المعضلة كانت في أن الحزبان كانا دائما التنافس؛ ولم يستطيعوا أن يصلوا إلى تفاهمات وفشلت المفاوضات؛ مع إعلان الحزب الليبرالي انسحابه من هذه الشراكة لأنه رأى أن هذه المفاوضات لن تفضي إلى نتيجة.


حل الأزمة
وأكد قارصلي؛ أن الحل الوحيد الآن أن يقوم حزب ميركل بأن يعيد الكرة مرة أخرى مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي وأن يشكلا الحكومة كالسابق، حيث أنهما كانا يحكمان في الدورة الماضية؛ موضحا أن المفاوضات مازالت جارية ؛ مرجحا أنها ستصل إلى نتيجة في ظل أن الحزب الاشتراكي يتحمل المسئولية الأخلاقية والأدبية أمام المجتمع الألماني، لأنه إذا لم يتم تشكيل حكومة ستلجأ الأحزاب إلى انتخابات جديدة.


نقاط الخلاف
ولفت قارصلي؛ إلى أن نقاط الخلاف تتمثل في أن الحزب الاشتراكي يريد أن يرفع الضرائب على الطبقة الوسطى والحزب المسيحي يعارض؛ كما أن قضية اللجوء ولم الشمل ووضع حد للاجئين سنويا الذين يدخلون إلى ألمانيا؛ أحد أسباب الخلاف الرئيسية؛ ولكن تم الاتفاق على أنه يمكن السماح لـ 200 ألف لاجيء بالقدوم إلى ألمانيا؛ مضيفا أن هناك اختلافات أخرى مثل: التعليم والتأمين الصحي وإصلاح الاتحاد الأوروبي، مؤكدا أنها خلافات بسيطة لأن الأمور تتجه إلى أن يتفق الحزبان على حكومة جديدة.
واختتم عضو البرلمان الألماني السابق «البوندستاج»؛ بأنه إذا لم تنجح المفاوضات بين الحزبان «الاشتراكي الديمقراطي والمسيحي» ستكون إنجيلا ميركل في مشكلة كبيرة، حتى أن منصبها نفسه كمستشارة سيكون مهدد بالخطر.


ميركل ورجال الأعمال
من جهته؛ قال د. عبد المسيح الشامي أستاذ العلاقات الدولية – في تصريحات خاصة لـ «بوابة أخبار اليوم» عبر الهاتف من برلين؛ إن ميركل لديها مشكل كبيرة في عدم الاتفاق مع الأحزاب المختلفة؛ مبينا أن أحد المشاكل الخلافية الأساسية قضية اللاجئين والأبواب المفتوحة لهم وطريقة التعامل مع تلك القضية؛ كما أن موضوع البيئة أحد تلك المشكلات وهو مهم جدا لأنه مرتبط بشركات كبرى وسيؤثر عليهم بشكل مختلف فيما يتعلق بحق استعمال الفحم الحجري والطاقة الملوثة للبيئة مثل المازوت؛ هذا بخلاف القوانين المتعلقة بالعمال وحقوقهم، لافتا إلى أنه كانت هناك جملة من القضايا كانت السبب في عدم الوصول إلى نتائج مشتركة بين ميركل والأحزاب الأخرى.
وأكد الشامي، أنه في ظل المفاوضات الجارية اليوم فالاختيار صعب ويمكن أن تكون هناك تنازلات من ميركل حول الكثير من القضايا؛ في ظل تمسك الحزب الاشتراكي الديمقراطي بحقوق المواطنين وحماية البيئة؛ لافتا إلى أن ميركل تقف بجانب رجال الأعمال والمال.


المفاوضات صعبة
وأوضح الشامي؛ أن الحوار عمليا صعب، ولكن من المرجح أن يصلوا إلى نتائج رغم أن ذلك أمر غير أكيد أيضا، لكن الوصول إلى تفاهمات اليوم وتنازل أطراف الأزمة هو الحل الوحيد لتجنيب البلاد وإنقاذها من فراغ حكومي وأزمة دستورية كبيرة.
والسؤال المنتظر إجابته اليوم؛ هل تطوي ألمانيا صفحة خلاف دام لمدة 3 أشهر وتصل لصيغة توافقية لتشكل حكومة ائتلافية؟ أم تدخل البلاد في أزمة دستورية تضع البلاد في مأزق؟ وماذا سيحدث إذا أخفق الجميع وفشلت مفاوضات اليوم؟.. أسئلة تتضح ملامحها خلال الساعات القادمة..
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة