دكتور جورج جبور مستشار الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد
دكتور جورج جبور مستشار الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد


في ذكرى مئوية الزعيم الراحل..

حوار| مستشار «حافظ الأسد»: «عبد الناصر» أخطأ بتعيين «السادات» نائبا له

أحمد الشريف

الإثنين، 15 يناير 2018 - 02:42 م

☼ دكتور جورج جبور مستشار الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد
◄| وجه مصر العروبي اتضح مع إقرار الدستور المصري عام 1956
◄| محادثات الوحدة بين مصر وسوريا بدأت مع إقرار الدستور المصري
◄| عمت سوريا فرحة غامرة بإعلان الجمهورية العربية المتحدة
◄| الاستعمار تأمر على الجمهورية العربية المتحدة حتى تم الانفصال
◄| جمال عبد الناصر الزعيم الوحيد الذي أشعر العرب أنهم أمة واحدة
◄| خطأ عبد الناصر كان تعيينه لمحمد أنور السادات نائبا له
◄| سعيد بالتواصل مع هدى جمال عبد الناصر وأنتظر الرد على رسالتي

أجرى الحوار – أحمد الشريف

«إنني أشعر الآن وأنا بينكم بأسعد لحظة من حياتي، فقد كنت دائما انظر إلى دمشق وإليكم وإلى سوريا وأترقب اليوم الذي أقابلكم فيه، والنهارده.. النهارده أزور سوريا قلب العروبة النابض.. سوريا اللي حملت دائما راية القومية العربية.. سوريا اللي كانت دائما تنادى بالقومية العربية.. سوريا اللي كانت دائما تتفاعل من عميق القلب مع العرب في كل مكان.. واليوم - أيها الإخوة المواطنون - حقق الله هذا الأمل وهذا الترقب وأنا التقي معكم في هذا اليوم الخالد، بعد أن تحققت الجمهورية العربية المتحدة».. كلمات خالدة ألقاها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بمناسبة إعلان الجمهورية العربية المتحدة بعد الوحدة بين مصر وسوريا في 24 فبراير من عام 1958..

اليوم تحل الذكرى المئوية لميلاد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر؛ أبو الفقراء الذي انحاز لهم وكان نصيرا لكل مغلوب على أمره؛ فنال بذلك قلوب المصريين والعرب؛ بل صار جزء أصيل من وجدانهم.. وبالتأكيد نحتاج إلى مئات الأعوام الأخرى حتى نكتب عن ناصر ذلك الرجل الذي نصفه التاريخ في حياته وحتى بعد مماته..


ونحن أمام التجربة الناصرية، كان وجابا علينا أن نتوقف أمام قدرة ناصر وشخصيته العروبية الطاغية؛ التي استطاع من خلالها توحيد مصر وسوريا وإعلان الجمهورية العربية؛ لذلك قامت «أخبار اليوم» بإجراء هذا الحوار مع دكتور جورج جبور مستشار الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد؛ والذي كشف لنا الكثير من الكواليس والتفاصيل حول تلك الفترة..


كواليس الوحدة
في البداية سألناه؛ عن كواليس تلك الفترة التي أُعلنت فيها الوحدة بين مصر وسوريا في 22 فبراير 1958 بتوقيع ميثاق الجمهورية المتحدة من قبل الرئيسين السوري شكري القوتلي والمصري جمال عبد الناصر؟

وأجاب: نحن استبشرنا بثورة الضباط الأحرار التي قادها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في 23 يوليو من عام 1952؛ هذه الثورة التي انتفضت في وجه فساد الملك فاروق وفترة حكمه؛ وفي عام 1956 بدأ وجه مصر العروبي يتضح حين تم إقرار الدستور المصري الذي نص على أن شعب مصر جزء من الأمة العربية؛ وهكذا تلاقى دستور مصر مع دستور سوريا وبدأ التلاقي بين البلدين.

 

حدثنا عن لحظة إعلان الوحدة والجمهورية العربية المتحدة وزيارة ناصر وقتها لسوريا؟
بعد إقرار الدستور المصري بدأت محادثات الوحدة والتي كانت نتاج لوحدة السياستين المصرية والسورية؛ وفي 22 فبراير تم إعلان الجمهورية العربية المتحدة؛ وعمت سوريا فرحة غامرة بهذا الإعلان؛ وحين أتى ناصر استقبلته دمشق وسوريا ولبنان أيضا؛ استقبالا لم يحظ به أي رئيس في ذلك الوقت وحتى وقتنا هذا.

 

إعلان الجمهورية العربية المتحدة والوحدة بين البلدين؛ لم تستمر طويلا؛ ما هي أسباب الانفصال؟
الوحدة استمرت لسنوات وكانت مليئة بالمكتسبات والخير للبلدين؛ ولكن الاستعمار تأمر عليها حتى تم الانفصال؛ هذا بالإضافة إلى تعامل أجهزة المخابرات التي اشتكى منها السوريون؛ ما عجل بالانفصال عام 1961؛ ولكن رغم ذلك نطلق على تلك الفترة الوحدوية.


العرب وناصر
اليوم الإثنين الـ 15 من يناير يوافق ذكرى مولد «أبو الفقراء»  الزعيم جمال عبد الناصر، مائة عام مرت علي مولده؛ كيف تنظرون إلى عبدالناصر؟

ننظر للرئيس الراحل جمال عبد الناصر؛ بأنه الزعيم الوحيد الذي أشعر العرب أنهم أمة واحدة وكان له سحر وجاذبية تفرد بهما؛ فهو الرئيس الوحيد الذي أشعرنا بالفخر.

 

في سياق إعادة ترتيب البيت المصري بعد انفراط عقد الوحدة المصرية السورية‏ في سبتمبر‏1961،‏ قدم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر نص الميثاق الوطني إلي المؤتمر الوطني للقوي الشعبية في ‏21‏ مايو ‏1962 ‏كدليل عمل لمرحلة جديدة، ماذا عن ذلك الميثاق؟
الميثاق الوطني المصري في عام 1962 كان رائعا؛ وكانت هناك استعدادات للثأر من النكسة؛ إلا أن ناصر توفى قبل تحقيق الانتصار على الاحتلال الإسرائيلي.

 

جمال عبد الناصر هو مشروع للمستقبل وليس حنينا للماضي، والعروبة الحضارية الجامعة هي السبيل للخروج من حالة الانقسام المذهبي والطائفي التي يغذيها المستعمر والمحتل، ومن الطبيعي أن تجربة عبد الناصر لم تكن بلا أخطاء بطبيعة الحال، ما هي أبرز أخطاء ناصر، برأيك؟
في مئوية عبد الناصر لا نستطيع إلا أن نذكر محاسنه؛ ولكن نذكر أن هناك قرارات اتخذها في فترة حكمه كان لها مردودا غير إيجابي؛ وكما روى الكاتب محمد حسنين هيكل بأن: «الرئيس جمال عبد الناصر وضع محمد أنور السادات نائبا له». ووفق ما ذكر هيكل: «قال ناصر وقتها إن هذا التعيين مؤقت لمدة أسبوعين؛ لظروف مشاركته في القمة العربية في الدار البيضاء»؛ ولكن التعيين استمر؛ وتوفى جمال عبد الناصر؛ وصار السادات رئيسا خلفا له.
في كل الأحوال لا ينبغي أن ننسى أن ناصر هو الرجل العربي الأول الذي أشعر العرب بأنهم ينتمون إلى أمة واحدة.

 

سبق وأن التقيت هدى عبد الناصر في الكثير من المناسبات؛ ما هي الرسالة التي تود أن توجهها لها؟
سعيد بأن هدى عبد الناصر؛ أجابت على رسالتي وأنها تتابع العمل لتدشين مؤسسة باسم جمال عبد الناصر.. وكنت قد كتبت في جريدة السفير في الـ 30 من سبتمبر لعام 1995 الـ وفي الذكرى 25 لوفاة الزعيم جمال عبد الناصر؛ بأنه لابد أن يكون لرئيس عربي كبير مثل ناصر مؤسسة كشارل دوجول تهتم بحفظ تراث زعيم خالد كناصر.
نص الرسالة
رسالة جورج جبور إلى هدى عبد الناصر في 30 -9.- 1995:
أطيب التحية وبعد.. 
استمعت إليك في إذاعة لندن مساء الخميس في 28 - 9 - 1995 فأحببت أن أخط هذه الأسطر تأييدا لك في فكرة إنشاء مؤسسة تعني بحفظ تراث الرئيس جمال عبد الناصر.
وكتعبير محسوس عن التأييد أبدي استعدادي للتبرع بمبلغ مائة ألف ليرة سورية.
هذا وأرفق مقالا كتب في 17-9-1995 ونشر في السفير 29-9-1995. في المقال حديث عن تكريم فرنسا للرئيس شارل دوجول بطرق متعددة أجد أهمها إنشاء مؤسسة تضم تراثه.
رد هدى عبد الناصر
ويقول جبور: «وردتني منها رسالة بنفس الحجم فيها شكر وفيها خطة لإنشاء المؤسسة وإشارة إلى قبول التبرع».
انتظار الرد
ويتابع جبور: «لكن بعد الإنشاء؛ ابحث حاليا عن رسالتها إلي».
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة