صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


انتقام العاشقة

علاء عبدالعظيم

الإثنين، 15 يناير 2018 - 06:45 م

الذنب سوف يثقل كاهله أمام الخالق، ولو أمطرت دموعه، تراب قبر ابنه الصغير فما عاد ينفع الندم ولا النعايا، بعدما نسي الله فأنساه نفسه.

احتدمت الخلافات بين الزوج وزوجته، ووصلت إلى طريق مسدود، بسبب تعدد علاقات الزوج النسائية وخيانته لها، وفاض بها الكيل، وباءت محاولاتها بالفشل، فما كان منها إلا أن طلبت الطلاق، ولم تكن تعلم أن فلذة كبدها، وقرة عينيها سيدفع الثمن بعدما تركته لوالده معتقدة أن ينصلح حال الأب أو يهتم بتربية ابنهما الصغير وكانت الطامة الكبرى.

لم يبال الأب المراهق بخراب منزله، وانساق وراء شهواته وغرائزه الحيوانية، معتقدًا أنه تنسم هواء الحرية والانطلاق، ولم يكن يعلم أنه حكم على ابنه باليتم المبكر ، رغم وجود الأم التي كانت تتابعه عن كثب للاطمئنان عليه.

أمسك الأب بهاتفه المحمول يحادث عشيقته، ويطلب منها الحضور لقضاء سهرة حمراء، كما اعتادا، وقعت المفاجأة على رأسه كالصاعقة حين رفضت، وطالبته بإنهاء هذه العلاقة لارتباطها بأحد الأشخاص والزواج منه عرفيًا، غلي الدم في عروقه، ولمعت عيناه وانطلقت منهما شرارات الغضب والغيظ مهددًا إياه بنشر الصور الخاصة على صفحات التواصل الاجتماعي معلنًا فضيحتها.

شعرت العشيقة بالقلق، وعرضت الأمر على زوجها العرفي، وارتديا عباءة إبليس، وقررا الانتقام منه، ورسما خطتهما الشيطانية بعقل هائم ومداد قاتم، وتوجهت إلى منزله تحمل التورتة والمياة الغازية، وأوهمته باشتياقها له ، استقبلها الزوج المراهق استقبال الفاتحين، وجلسا بمصاحبة الصغير الذي التهم قطعة صغيرة من التورتة التي مزجتها العشيقة بمخدر، فقد الطفل الوعي وتمدد جسده النحيل بجوار أبيه الذي راح في غيبوبة أيضًا.

انتفضت العشيقة، وزوجها العرفي الذي صعد لمساعدتها في سرقة ما خف وزنه وغلا ثمنه، والاستيلاء على مفاتيح السيارة الخاصة بالأب المراهق، أفاق الطفل الصغير، وقبل أن يهم من مبرحه هرولت مسرعة وقامت وزوجها العرفي بكتم أنفاسه خشية أن يفتضح أمرهما، ولم يتركاه إلا وهو جثة هامدة، بعد أن ظل ينتفض لأعلى وأسفل بين أيديهما كعصفور مذبوح، وتمكنا من الهرب.

وأمام المستشار شريف صبحي مدير نيابة حوادث جنوب الجيزة، اعترفت العشيقة الشيطانية وزوجها ، بصحة الواقعة، وأنها قامت بوضع كمية من المخدر الذي حصلت عليه من المستشفى التي تعمل بها كي تتمكن من سرقة محتويات الشقة بعدما يغيب الأب وابنه عن الوعي.

قرر وكيل النائب العام حبس المتهم وزوجها العرفي 4 أيام على ذمة التحقيقات، وصرح بدفن جثة الطفل الذي راح ضحية رذيلة أبيه، بعد العرض على الطب الشرعي ومعرفة سبب الوفاة.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة