صورة مجمعة
صورة مجمعة


نهايات بين الانتحار والاغتيال| «لعنة الدماء» تطارد مجرمي حرب «البوسنة» و«كوسوفو»

أحمد نزيه

الثلاثاء، 16 يناير 2018 - 02:28 م

«لعنة الدماء» هل تطارد مجرمي الحرب الذي أزهقوا مئات الآلاف من أرواح المسلمين في البلقان خلال تسعينات القرن الماضي؟.
 فقد أردى مجهولون السياسي الصربي أوليفر إيفانوفيتش قتيلًا، الثلاثاء 16 يناير 2018، لتنفتح صفحة من الاغتيالات السياسية لم تكن تعرفها البلاد من قبل، في الجمهورية التي ورثت أنقاض اتحاد يوغوسلافيا الذي تفكك في 2001.
الرجل الذي أُدين من قبل بارتكاب جرائم حرب في كوسوفو قبل أن يتم إلغاء الحكم بحقه، تعرض لإطلاق نارٍ أمام مكتب حزبه من قبل مجهولين أودى بحياته، ليُطوى بذلك صفحة حياة إيفانوفيتش وليست محاكمته فقط.
محامي السياسي الصربي "أوليفر إيفانوفيتش" أعلن اليوم الثلاثاء 16 يناير، أن موكله توفي متأثرًا بإصابته جراء إطلاق النار عليه شمال كوسوفو.
الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش بدوره دعا إلى عقد اجتماع أمني، اليوم الثلاثاء 16 يناير، عقب حادث مقتل السياسي الصربي أوليفر إيفانوفيتش رميًا بالرصاص في مدينة ميتروفيتسا الواقعة شمال كوسوفو.

إدانة إيفانوفيتش
الرجل الذي كان يسير جنبًا إلى جنب مع الرئيس الصربي المخلوع سلويودان ميلوشيفتيش في الاتهامات الموجهة للأخير بارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق مسلمي البوسنة وكوسوفو إضافةً إلى جمهورية كرواتيا، التي قصت شريط الاستقلال عن يوغسلافيا عام 1991، لتنفرط بعدها حبات عقد الاتحاد الاشتراكي الذي انهار كتبعات انهيار الاتحاد السوفيتي الذي كان يدعمه.
وحكمت بعثة حكم القانون في الاتحاد الأوروبي (يولكس) في يناير عام 2016 على السياسي البارز من صرب كوسوفو أوليفر ايفانوفيتش بالسجن تسع سنوات بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
وارتأى للمحكمة التي تصدر حكمها ذلك بعدما رأت أن إيفانوفيتش قد شجع القوات شبه النظامية على قتل الألبان خلال حرب استقلال كوسوفو عن صربيا في عام 1999.
وعاشت جمهوريات يوغسلافيا المستقلة عامين من الصراع الدامي مع جمهورية يوغسلافيا في الفترة ما بين عامي 1997 إلى 1999، ما دفع قوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" لقصف يوغسلافيا، في وقتٍ كانت بلجراد فيه تشن هجمة شرسة بزعامة الرئيس ميلوشيفتيش ضد الجمهوريات المنشقة وعلى رأسها جمهورية البوسنة والهرسك وكرواتيا وألبانيا، إضافةً إلى إقليم كوسوفو الذي كان يسعى هو الآخر للانفصال عن اتحاد يوغسلافيا.
كان إيفانوفيتش يشغل حينها منصب قائد وحدة الشرطة شبه النظامية عام 1999، ليتم القبض عليه في يناير عام 2014 على خلفية تورطه في جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها نظام ميلوشيفتيش، ليتم محاكمته كأول مسؤول كبير من صرب كوسوفو يحاكم أمام بعثة حكم القانون في الاتحاد الأوروبي (يولكس) في كوسوفو، بيد أن استئنافه للحكم تم قبوله ليتم إعادة محاكمته من جديد.

وفاة الرئيس الصربي في زنزانته
وكما أنهى الموت لمحاكمة أوليفير إيفانوفيتش، الذي كان ينتظر إعادة محاكمته، كان المصير ذاته للرئيس المخلوع ميلوشيفتيش، فبعد بدء محاكمته من قبل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي عام 2001، توفى ميلوشيفتيش في زنزانته بلاهاي في مارس عام 2006، حيث كان يعاني من أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، وقد نفت حينها المحكمة أي مسؤوليةٍ عن وفاة الرئيس الصربي.
ورغم أن محكمة العدل الدولية، أصدرت في فبراير عام 2007 حكمًا مفصلًا يظهر عدم وجود أي أدلة تثبت تورط ميلوشيفتيش وأركان نظامه في جرائم الإبادة الجماعية، إلا أنهم ظلوا مدانين بتهمة خرق اتفاقية الإبادة الجماعية، الخاصة بمنع حدوث المذابح البشرية.

سجن مؤبد وانتحار خلال أسبوع
وقبل شهرين من الآن، حكمت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي في 22 نوفمبر الماضي بالسجن المؤبد على الزعيم العسكري السابق لصرب البوسنة راتكو ملاديتش ،الملقب بـ"جزار البلقان" بعد إدانته بعشر اتهامات بارتكاب جرائم إبادة وجرائم حرب وضد الإنسانية، سواء أثناء الحرب ضد البوسنة خلال الفترة ما بين (1992 – 1995)، أو خلال الحملة التي شنتها بلجراد في أواخر القرن الماضي ضد المنشقين عنها.
وبعد أسبوعٍ من ذلك، انتحر مجرم الحرب الكرواتي سلوبودان بارلياك عبر تناوله زجاجة صغيرة من السم عقب النطق بالحكم بحقه بتثبيت سجنه لمدة عشرين عامًا على خلفية جرائم حرب اُرتكبت ضد مسلمي البوسنة في تسعينات القرن الماضي، حيث صاح حينها بأنه ليس مجرم حرب.
مسلسلٌ من النهايات المأساوية لمجرمي الحرب إبان الهجمة اليوغسلافية على البوسنة والهرسك وكوسوفو الذي تواصل اليوم أظهر أن جزاء هؤلاء كان من جنس عملهم.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة