رمسيس الثاني
رمسيس الثاني


قبل افتتاحه الجزئي نهاية العام..

25 يناير.. نقل رمسيس الثاني "فرعون مصر" إلى البهو العظيم

شيرين الكردي

الأربعاء، 17 يناير 2018 - 09:29 م

يشهد المتحف المصري الكبير الخميس 25 يناير القادم، حدث عالمي كبير لمراسم نقل تمثال رمسيس الثاني من موقعة الحالي بالمتحف إلى مكان عرضة الدائم بالبهو العظيم.

وقد أعلنت وزارة الآثار في تصريحات سابقة عن نقل 5 الاف قطعة أثرية من مقتنيات للملك توت عنخ أمون من المتحف المصري بالتحرير الي المتحف الكبير، ونقلت 10 تماثيل فرعونية تعود لعدة أسر مختلفة، وذلك استعدادا للافتتاح الجزئي للمتحف المقرر له نهاية العام الحالي، حيث ستخضع لعمليات ترميم متقدمة على يد مجموعة من الأثريين المصريين، ليصل إجمالي القطع المنقولة للمتحف 42 ألفا و755 قطعة أثرية متنوعة، وهو ما يميز سيناريو العرض المتحفي عن باقي المتاحف، والتي ستنفذه شركة «أتيليه بروكنه» للهندسة المعمارية الألمانية المسئولة.


سيناريو العرض المتحفي


ومن ضمن سيناريو العرض شرح كل مرحلة بموضوعات جزئية تتضمن صور الآثار وماكيت للموضوعات توضح من خلاله بداية كل مرحلة حتى نهايتها وشرحها بالتفصيل، مشيرا إلى وجود جزء من الأثاث الجنائزي لتوت عنخ أمون، حيث يتمكن الزائر من مشاهدة ومعرفة تفاصيل كل مرحلة أو موضوع من موضوعات قاعات العرض، بالاضافة لتصوير جميع القطع الأثرية ورفع جميع المقاسات الخاصة بها من خلال وحدة التسجيل والمعلومات، كما تم إدراج جميع البيانات الخاصة بالمجموعة على قواعد البيانات وتسليمها لفريق التصميم المتحفي لتنفيذها.
متحف الطفل بالمتحف الكبير
أكد مدير عام المتحف المصري الكبير د. طارق توفيق، لـ "بوابة أخبار اليوم"، إن عملية سيناريو العرض يتضمن متحف الطفل ومساحته 3400 متر مربع، وهذا يتحدث عن "الملكية- الديانة- الحياة اليومية - المعرفة- التعليم"، ولا يعرض به أي قطع أثرية ولكنه يعتمد على نماذج فقط وهو للربط بين بعض المناهج الأساسية في المدارس والتعرف على خريطة مصر والمحافظات وربطها بالجزء التعليمي مشيرا إلى أن القاعات الدائمة بالمتحف التي يتم تنفيذها في المرحلة الثانية تتحدث عن عصر ما قبل الأسرات وحتى العصر اليوناني الروماني.


وأضاف د. "توفيق"، إن شركة ألمانية تتولى تنفيذ سيناريو العرض المتحفي للقطع الأثرية المختارة للمتحف الكبير ويشرف المصمم على توزيع الآثار داخل قاعات العرض ووضع رؤية لكيفية عرضها مع إبراز القيمة الفنية والأثرية والجمالية للقطعة الأثرية.


تاريخ كل تمثال هيعرض عند الافتتاح الجزئي
وتقدم بوابة أخبار اليوم نبذة بسيطة عن تاريخ كل تمثال والذي سيشهد عملية الترميم تمهيدا لعرضها على الدرج العظيم عند الافتتاح الجزئي للمتحف في عام ٢٠١٨ ، ونعرض نبذة عن كلا من تمثال للملك «تحتمس الثالث»، وتمثال للملك «خفرع»، والإلهة «حتحور»، والملك «أوسركاف»، تمثال «أبو الهول» تمثال من الحجر الرملي للإله «آمون رع »، وتمثال «رمسيس الثاني ».


وأشار "توفيق"، إن عملية نقل هذه القطع هي بداية لنقل العديد من القطع الأثرية كبيرة الحجم وثقيلة الوزن خلال الفترة القليلة القادمة، مضيفا أن من أهم هذه التماثيل الجزء العلوي لتمثال من الجرانيت للملك تحتمس الثالث مرتديًا النمس والشنديت الملكي، ورأس من الجرانيت الأحمر للملك أوسركاف الذي يتميز بملامح وجه واضحة مرتديا عطاء الرأس المعروف "بالنمس"، بالإضافة إلى جزئين من الحجر الرملي من لحية تمثال أبو الهول الموجود بمنطقة أهرامات الجيزة وتمثال من الحجر الرملي للإله آمون رع وحتحور.


من جانبه، قال مدير عام الترميم الأولي بالمتحف المصري الكبير عيسى زيدان، إنه قبل البدء في أعمال التغليف والنقل، تم إعداد التقارير اللازمة عن حالة حفظ كل قطعة لمعرفة مدى احتياجها لأعمال الترميم الأولي.


وأكد زيدان أن فريق الترميم اتخذ كل الطرق العلمية اللازمة في أعمال التغليف، حفاظا على سلامة الأثر أثناء عمليات النقل، حيث تم تغليف بعضها باستخدام النظام الأمريكي العلمي بوضع الأثر على قاعدة مبطنة بالفوم وتغطيتها بورق التشو الياباني، ثم ربطها على قواعد بأحزمة ربط وتدعيمها بالفوم، كما تم في تمثال الإلهة حتحور.


وأضاف "زيدان"، أن البعض الآخر استخدمت معه الطريقة اليابانية «L- Shape»،كما تم في تمثال الملك تحتمس الثالث بوضع التمثال على قاعدة خشبية وعمل مساند خشبية للظهر والجوانب، وتغليفه بالقماش الخالى من الحموضة، ثم تغطيته بالبولي إسيلين (البلاستيك)، بالإضافة إلى وضع البعض الآخر داخل صناديق خشبية مع تثبيت الأثر داخل الصندوق بعوارض خشبية مبطنة بالفوم لمنع حركة الأثر داخل الصندوق أثناء عملية النقل.


يعتبر أوسركاف: أول ملوك الأسرة الخامسة، فقد قام بتشييد هرمه في سقارة، بالإضافة إلى معبد كرسه لرب الشمس رع ،وقد بلغ مدة حكمه22 عاما ،وقام بإنشاء معابد مكشوفة منها: معبد الشمس هو من المعابد التي أقامها الملك اوسركاف لأنه كان كبير كهنة الإله رع وأوجد فيها المسلات الكبيرة والتي نهبت بعضها الي فرنسا في توقيت احتلال فرنسا لمصر،والتمثال النصفي ـ المجمع الهرمي.


رأس للملك أوسر كاف ،عثر على رأس الملك أوسركاف هذا في معبد الشمس، الذي أنشأه الملك وكرسه لعبادة رع رب الشمس في أبو صير ، وقد جاء هذا الرأس الملكي،الذي يتخذ تاج الوجه البحري الأحمر مثالا رائعا على الأسلوب الذي ميز بداية عصر الأسرة الخامسة ،وكان قد نسب إلى الربة نيت حين كشف عنه، لولا ما لوحظ من شارب نحيل على الشفة العليا، بما يثبت نسبة الرأس إلى تمثال ملكي.


تحتمس الثالث الفرعون الأسطورة: يعتبر أعظم حكام مصر وأحد أقوى الاباطرة في التاريخ ، حيث أسس أول إمبراطورية مصرية في ذلك الوقت، سادس فراعنة الأسرة الثامنة عشر، (1425 ق.م) وظلت تلك الإمبراطورية حتى نحو عام 1070 قبل الميلاد حتى عهد رمسيس الحادي عشر.
قصة توليه العرش قصة شيقة فقد كان أبيه تحتمس الثاني قد تزوج من أخته حتشبسوت ولم ينجب منها فتزوج بأخرى وأنجب منها تحتمس الثالث الذي كان صغيراً ولم يكن عمره قد تجاوز السادسة عندما توفى أبيه تاركا العرش له، فقامت حتشبسوت، وهي عمته وزوجة أبيه في آن واحد، بتنصيب نفسها وصية على عرش الملك الصغير تحتمس الثالث ، ثم وبعد عامين، نصبت نفسها فرعونة للعرش ، وحكمت لمدة عشرين عاما، بعد ذلك اختفت ولم يتطرق التاريخ عن ذكر سبب إختفائها الغامض ، واعتلى تحتمس الثالث عرش والده.


أما عن الإله «حتحور»: فهي زوجة الإله حورس، بحسب المعتقدات المصرية القديمة، وكان انتقال حتحور من معبدها في دندرة، إلى زوجها الإله حورس، بمعبده في إدفو، لتخليد زواجهما المقدس، مناسبة لاحتفالات عظيمة، ويشهد معبد الملكة حتشبسوت، في منطقة الدير البحري، بغرب الأقصر، تعامدًا سنويًا للشمس، على قدس أقداس المعبد، تزامنًا مع عيد الربة حتحور، و"حتحور" هي ربة الحب والفرح والموسيقى والسعادة والخصوبة والولادة، لدى قدماء المصريين، وأقيمت مقصورات وصالات عدة لعبادتها داخل كثير من المعابد المصرية.

كما يجري فريق العمل المصري بالمتحف المصري الكبير حاليا بوزارة الاثار الاستعدادات بفصل تمثال الملك رمسيس الثاني الموجود بالمتحف الكبير عن قاعدته المؤقتة تمهيدا لنقله إلى مكانه النهائي في بهو مدخل المتحف، ويحيطه درع حديدي ، وذلك خلال الأيام القليلة القادمة .
ليكون أول قطعة يراها السائح عند زيارته لهذا المكان، والذي يعد واحدا من أكبر متاحف الآثار في العالم؛وذلك عقب موافقة مجلس الوزراء على إجراءات النقل استعدادا للافتتاح الجزئي له في أبريل القادم.

يتضمن أيضا قاعة الدرج العظيم المكشوفة ومساحتها 5000 متر مربع، وتضم 4 موضوعات أساسية تخدم فكرة الملكية والملك وعلاقة الملك بالإله والحياة الأبدية للملك بعد الموت التي يتم ربطها بخلفية الأهرامات التي تعتبر أكبر مقبرة فرعونية ويعرض به من 87 إلى 90 قطعة ضخمة. 
ومن المقرر أن تتولى شركة «المقاولون العرب» نقل التمثال خلال الشهور القليلة المقبلة، بعد أن تم الانتهاء من تحديد المسار الأمثل لنقل التمثال، والذي سيتم نقله حوالي 300 متر لمكان عرضه المحدد ضمن سيناريو العرض المتحفي؛ وذلك باستخدام رافعات خلصة وبمنظومة ناقلات ميكانيكية دقيقة لتحافظ على اتزانه في حالة رأسية طوال مرحلة النقل اللازمة.

وتمثال الملك رمسيس الثاني كان أول قطعة أثرية يتم نقلها من بين 150 ألف قطعة للمتحف المصري الكبير يوم 25 أغسطس عام 2006، وكان وصوله للمتحف يمثل بداية العمل فيه وكان بمثابة يوما تاريخيا شاهده ملايين الناس من كافه أنحاء العالم؛ حيث تم نقل التمثال من ميدان رمسيس إلى مقره الحالي بالمتحف الكبير.

وقرار نقل التمثال من الميدان، الذي سمى على اسم الملك رمسيس جاء لحمايته من التلوث البيئي الناجم عن حركة القطارات والسيارات؛ ولحمايته من الاهتزازات التي تسببها حركة مترو الأنفاق الذي يمر قرب موقعه، وعقب القرار تم إجراء دراسات للوقوف على الطريقة الأمثل لنقله، والتي استقرت على نقله بالطريقة المحورية وأثبتت نجاحها بعد أن جعلت التمثال محملا على مركز ثقله، وقد تم عمل تجربة لمحاكاة عملية النقل باستخدام كتلة خرسانية تزن 83 طنًا، وذلك لضمان سلامة نقل التمثال.


وقبل أن يتم نقل التمثال قام فريق عمل متكامل من المرممين والمهندسين بإجراء الترميمات اللازمة للتمثال بمعاونة شركة «المقاولون العرب»، وتمت مراحل الترميم على 7 مراحل، تضمنت: الترميم، ثم التغطية بطبقة من الشاش الطبي، ووضع طبقة من السيليكون، وبعدها تم وضع طبقة من الفوم، ثم تركيب القاعدة الحديدية، وتثبيت التمثال على القواعد الجانبية، وأخيرا إزالة القاعدة الخراسانية ليرفع على السيارات الخاصة بنقل التمثال، واستغرقت هذه الخطوات 8 أشهر.


وقطع التمثال مسافة 30 كيلو مترا عند عملية النقل بمتوسط 5 كيلو مترات كل ساعة، ووصل محمولا داخل سلة معدنية مرفوعة فوق مقطورتين تجرهما سيارة مخصصة لسحب مثل هذه الحمولات الثقيلة إلى مكانه الجديد في المتحف المصري الكبير، وقدرت تكاليف رحلته بمبلغ 6 ملايين جنيه مصري في ذلك الوقت.

 

ويبلغ وزن تمثال الملك رمسيس الثاني بدون القاعدة حوالي 83 طنًا، وارتفاعه 11.35 متر، وحجم كتلته 20 مترًا مكعبًا، وكان قد عثر عليه عام 1888 في ميت رهينة (50 كيلومترًا جنوب غرب القاهرة)، وهو مكسور إلى 5 أجزاء تم نقلها بناء على قرار من مجلس قيادة الثورة 1954 إلى ميدان باب الحديد بواسطة شركة ألمانية، وقام المرمم المصري الراحل أحمد عثمان بتجميع التمثال واستكمال الساق والقدم الناقصتين إلى جانب ترميم التاج الملكي وبعض الأجزاء الصغيرة في التمثال.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة