الكاتب خالد ميري
الكاتب خالد ميري


خالد ميري يكتب: السيسى من شرعية الثورة إلى شرعية الإنجاز

خالد ميري

الخميس، 18 يناير 2018 - 09:40 م

موعد جديد مع القدر
السيسى من شرعية الثورة إلى شرعية الإنجاز

كلمات الرئيس عن «حكاية الوطن» وصلت القلوب قبل أن تجتاز الآذان إلى العقول
الرئيس يلمس معاناة الطبقة المتوسطة وعائد مشروعات التنمية للشعب وحده
السيسى راهن على وعى الجماهير.. والشعب راهن على صدقه وإخلاصه

طوال ٥٠ عاما تعرضت مصر لضربات موجعة.. لكنها فى كل مرة كانت تعبر الهزيمة إلى النصر وتحول اليأس إلى حلم وأمل.. وبعد ثورة ٢٥ يناير تعرض الوطن للاختطاف، اختطاف حاضره وضياع مستقبله، خرجت الملايين إلى الشارع وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى رجل الأقدار.. وزير الدفاع وقتها انحاز فورا إلى شعبه، جيش الشعب انتصر لإرادة الشعب.. واستجاب الرجل للإرادة الشعبية الهادرة ليتم انتخابه بأغلبية كاسحة بعد ثورة ٣٠ يونيو العظيمة.
أمام مؤتمر «حكاية وطن» كانت كلمة الرئيس شاملة رغم بساطة كلماتها.. كاشفة للحقائق فى سهولة ويسر.. كلمات وصلت للقلوب قبل أن تجتاز الآذان وتتدبرها العقول.. الانجاز بدأ بحلم، والحلم تحول إلى حقيقة بإرادة زعيم واصطفاف شعب وإنجازه، الشعب الذى يفخر بما تحقق من إنجاز.. الشعب الذى يرفع رأسه عاليا بعد أن ضرب أروع الأمثلة فى العمل والصبر والنجاح والإنجاز.
بعد وصوله إلى قيادة الجيش لم يتطلع الرئيس السيسى إلى منصب أو سلطة، كان راضيا بما قدمه وبانحيازه دون تردد لشعبه، وعندما طالبه الملايين بالترشح استجاب لشعبه من جديد، بجسارة وهمة تصدى لمهمة إنقاذ الوطن.. الحفاظ على حاضره وفتح أبواب الأمل والحلم أمام مستقبله، راهن على وعى الجماهير فردت بتأكيدها ثقتها فى صدقه وإخلاصه.
منذ أن أقسم اليمين رئيسا لمصر لم يضيع ثانية واحدة، الحلم الكبير كانت قد تمت ترجمته لأفكار وخطط لبناء الدولة والنهوض بها، وعلى الفور بدأ العمل لتتحول شبه الدولة إلى دولة ناجحة قوية مرفوعة الهامة مستقلة القرار والإرادة، خلال ٤ سنوات تم إنجاز ١١ ألف مشروع بتكلفة تتجاوز، ٢تريليون جنيه، هل سألنا أنفسنا كيف نجح فى تدبير هذه الموازنة الضخمة لبناء مصر الحديثة المدنية الديمقراطية القوية، عندما تمتلك حلم البناء وعزيمة العمل وتغلق أبواب الفساد ويصطف الشعب المصرى خلفك وبجوارك فلا شىء مستحيلا.
وصل الرئيس للحكم وسط منطقة تضربها الصراعات والحروب والخلافات.. منطقة منذ بداية عام ٢٠١١ خسرت ٩٠٠ مليار دولار و ١٫٤ مليون قتيل و ١٥ مليون لاجئ، ومصر كانت فى قلب الأحداث.. كانت الجائزة الكبرى التى أراد أهل الشر الفوز بها لإعادة رسم خريطة المنطقة بأكملها وفق مصالحهم وأطماعهم، مشاهد لمن يقرأ التاريخ ليست بعيدة عن أحوال المنطقة وقت الحروب الصليبية، لكن الشعب المصرى أراد الحياة فاستجاب له القدر، ردت مصر كيد الكائدين ووقفت فى وجه المتآمرين، كان يعرف الرئيس أن الغفلة تصنع المؤامرة والضعف يبعث على العدوان، لهذا لم تغفل مصر أو تضعف، وبجهد الرجال وعزيمة الأبطال يتم دحر الإرهاب، وحصاره فى نفس الوقت الذى يرتفع فيه البنيان وتخطو بثقة إلى المستقبل.
كلمة مصر عادت مسموعة فى كل المحافل الدولية، مصر التى تعمل فى وضح النهار ولا تتآمر تبذل كل جهدها للحفاظ على الدولة الوطنية من ليبيا  لسوريا ومن اليمن للعراق، مصر كانت وستظل السند الأول للقضية الفلسطينية، من أجلها كانت المصالحة بين الاشقاء فى فتح وحماس.. مصر التى قدمت دماء ابنائها دفاعا عن القدس وفلسطين كانت أول المدافعين عن القدس فى وجه المؤامرة الجديدة.
مصر السيسى استعادت علاقاتها القوية ودورها وتأثيرها عربيا وإفريقيا بعد سنوات الغياب وتراجع الدور، مصر أعادت بناء علاقات قوية من أمريكا لروسيا ومن الصين للاتحاد الاوروبي.. علاقات أساسها التوازن والاحترام والمصالح المشتركة، وبإرادة شعب وقرار زعيم عاد قرارها الوطنى مستقلا ١٠٠٪ فلا تقبل ضغوطا ولا تحيد عن حق.
كشف حساب الفترة الرئاسية الأولى الذى قدمه الرئيس السيسى للشعب فى الجلسة الافتتاحية لمؤتمر حكاية وطن كان شاملا جامعا لكنه كان واضحا، والبداية كانت بالشعب البطل.. الشعب الذى صنع الانجاز بل الإعجاز، فالحقيقة أن أى رئيس لا يستطيع أن يفعل شيئا بدون الشعب، والشعب الذى طالب السيسى بالترشح واختاره بأغلبية كاسحة كان السند والظهير ومازال، الشعب الذى خرج رجال الجيش والشرطة من صفوفه يضربون الإرهاب ويحاصرونه وهم يشاركون فى البناء والتعمير، الشعب الذى تحمل مرارة الاصلاح الاقتصادى لانه يثق فى زعيمه ويعرف أن هذا كان الدواء الاخير، وإلا تحولت مصر إلى دولة فاشلة واعلنت افلاسها.. هذا الشعب يستحق أن يرفع رأسه بما حققه مع زعيمه، والرئيس السيسى لم يتردد فى اتخاذ قرارات الاصلاح، الرجل بشخصيته وخلفيته وتكوينه رأى أن عدم اتخاذ قرارات الاصلاح حفاظا على شعبيته خيانة لا يرضاها ضميره ودينه ووطنيته، فاتخذ القرار وسانده الشعب راضيا صابرا، رأينا فى كل الدنيا المظاهرات تخرج لقرارات مماثلة تعلن الغضب والرفض، لكن الشعب المصرى يثق فى زعيمه الذى لا يبحث عن شعبية أو سلطة أو مصالح خاصة، يعرف أبناء الوطن أن حلم السيسى هو بناء الدولة ورخاء الشعب، لهذا كان الصبر وكانت المساندة لتجتاز مصر عنق الزجاجة وتفشل محاولات إفشالها وحصارها، أهل الشر كانوا يتربصون لكن الشعب المصرى لقنهم درسا فى الانتماء والتضحية وحب الوطن.
ولهذا وبمجرد أن بدأت تلوح ثمار الاصلاح الاقتصادى كان العائد كاملا للشعب، بحزمة غير مسبوقة من الزيادات فى المرتبات والمعاشات والتموين لمساعدة الملايين على مواجهة مصاعب الحياة، الرئيس يلمس معاناة الطبقات البسيطة والمتوسطة، هو لا يعيش فى برج عاجى وليس بعيدا عنهم، ومع تحسن الاحوال الاقتصادية وجنى ثمار الاصلاح سيكون العائد كاملا للشعب وبناء الدولة، المواطن هو الأحق بهذا العائد وهذه الثمار.
وما تحقق نتيجة الاصلاح ليس بقليل فالاحتياطى الاجنبى وصل إلى ٣٧ مليار دولار لأول مرة فى تاريخ مصر، والعجز التجارى تراجع ٢٠ مليار دولار بزيادة الصادرات ٤ مليارات وتراجع الواردات ١٦ مليارا، والنمو ارتفع إلى ٥٪ والبطالة انخفضت إلى ١١٫٩٪ ومعدل التضخم تراجع إلى ٢٢٪.
كما كانت رسائل الرئيس السيسى واضحة للشباب الذين وضعتهم الدولة فى صدارة اهتماماتها، لتعليمهم وتدريبهم وتوفير فرص عمل لهم، وإذا كانت المشروعات القومية وفرت ٣٫٥ مليون فرصة عمل فكل المشروعات الصناعية هدفها توفير المزيد من فرص العمل، وكانت مؤتمرات الشباب نقلة نوعية، جلس فيها الشباب وجها لوجه مع الرئيس والحكومة والنواب والخبراء وناقشوا الواقع والمستقبل بكل صراحة، كما أن الاكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب انجاز ضخم لا مكان فيها لوساطة أو محسوبية، ولا هدف لها إلا تجهيز قادة المستقبل من بين أفضل الشباب.
ولم ينس الرئيس عظيمات مصر، السيدات اللواتى كن السند وقت الشدة، من أجل مصر وحدها قدمن كل عطاء وتضحية وجهد ومصر لم ولن تنساهن.
ولا يمكن أن تغيب المشروعات القومية عن الحديث، المشروعات التى فتحت البيوت ووصل تأثيرها والإحساس بها والاستفادة منها لكل مواطن، بداية من إعجاز شق قناة السويس الجديدة إلى المنطقة الاقتصادية للقناة وشبكة الطرق والكبارى والانفاق، وصولاً إلى الانجاز الضخم فى الكهرباء والمواد البترولية وبناء المستشفيات والمدارس والجامعات وشق الصحراء واستصلاح أراض زراعية جديدة ومشروعات ضخمة للأسماك والثروة الحيوانية، إلى المليون وحدة سكنية التى انجزتها مصر، حلم تحول لواقع فى العاصمة الإدارية الجديدة و١٣ مدينة جديدة ومشروعات إسكان اجتماعى ومتوسط من مطروح لسيناء ومن الإسكندرية لأسوان وحلايب وشلاتين.
منذ اليوم الأول كانت المصارحة شعار الرئيس واقتحام المشكلات سياسته، ومنذ ٨ يونيو ٢٠١٤ كانت الرؤية واضحة وفلسفة العمل الوطنى محددة، وأول خطوة توفير فرص العمل لملايين الشباب، والثانية تقديم صورة جديدة للعالم عن مصر كساحة للعمل والبناء فى منطقة مليئة بالخراب والدمار لتستعيد مكانتها الإقليمية والدولية، والثالثة انشاء قاعدة صلبة للصناعة بتحقيق انجازات ضخمة فى الخدمات وجذب الاستثمارات، والرابعة تحصين الدولة فى مواجهة المخاطر بجيش قوى حديث يمتلك أحدث الأسلحة ويحصل على أعلى تدريب، وبالتوازى فى كل المجالات سارت خطط العمل والبناء وكانت النتيجة بجهد وعرق المصريين الوصول لمؤشرات تنمية غير مسبوقة، كما قدمت مصر المثل والنموذج للعالم حين واجهت فيروس «سى» المرض اللعين، ونحن نستعد لاعلان مصر خالية منه عام ٢٠٢٠.
يؤمن الرئيس السيسى أن وعى الشعب أقوى ركائز الأمن القومى لهذا كانت المصارحة بما تحقق، والشعب يردد معه وقف الخلق جميعا ينظرون كيف نبنى قواعد المجد وحدنا، نبنى برؤية زعيم وإرادته، نبنى بجهد وعرق وصبر وتضحيات شعب مصيره أن يكون فى الريادة وقدره أن يعود إلى الزعامة.
وفى جلسة «اسأل الرئيس» اليوم سنكون على موعد جديد مع أحد أهم انجازات مؤتمرات الشباب، جلسة مصارحة ومكاشفة بين شعب وزعيم، شعب يسأل ما يشاء بلا خوف أو تردد أو حواجز، ورئيس يجيب عن كل الأسئلة بشفافية ووضوح وعلى الهواء مباشرة، لا حواجز تفصل أبناء الوطن عن قائدهم، ولا خطوط حمراء تفصل بين الزعيم وشعبه.
اليوم ينتهى مؤتمر «حكاية وطن»، ينتهى ليبدأ نقاش وحوار واسع يحتاج لأسابيع وشهور، لدراسة كيف تم الانجاز وكيف نجح الشعب مع زعيمه، نحتاج لأيام طويلة لنستخلص الدروس والعبر من إرادة الزعيم وقدرة الشعب العظيم، هذه ليست مجرد أوراق تحمل أرقاما، لكنها انجازات شعب رواها بعرقه وجهده ودمه ودموعه وابتساماته.
ومع نهاية المؤتمر ينتظر الشعب قرار الرئيس بالترشح للفترة الرئاسية الثانية، لاستكمال مشروع بناء الوطن والانطلاق معه لأفاق المستقبل والتقدم، مئات الآلاف الذين حرروا الاستمارات بتزكيته فى الشهر العقاري، ومئات النواب الذين سارعوا بتزكية ترشحه، والملايين فى بيوتهم ومواقع عملهم ينتظرون قرار الترشح.
هذا موعد جديد للرئيس عبدالفتاح السيسى مع القدر.. فقدره بعد انقاذ الوطن وبناء حاضره، أن ينطلق مع شعبه لبناء المستقبل وكتابة فصول جديدة شعارها العمل والنجاح.. عشرات الملايين منحوا الرئيس شرعية الثورة لكنه اليوم يحصل معهم ومنهم على شرعية الإنجاز.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة