العناني يفتتح البيمارستان المؤيدي بعد ترميمها في باب الوزير
العناني يفتتح البيمارستان المؤيدي بعد ترميمها في باب الوزير


صور|العناني يفتتح «البيمارستان المؤيدي» بعد ترميمها في «باب الوزير»

شيرين الكردي- ريم الزاهد

السبت، 20 يناير 2018 - 11:47 ص

كشف محمد عبد العزيز مدير عام آثار القاهرة التاريخية تفاصيل أعمال الترميم التي تمت للبيمارستان المؤيدي،وذلك ضمن 3 منشآت أثرية يضمها مشروع تطوير منطقة باب الوزير وافتتح منذ قليل الدكتور خالد العناني وزير الآثار السبت 20يناير .

وأوضح أن البيمارستان المؤيدي يندرج تحت فرع من أفرع العمارة الإسلامية النادرة والهامة في نفس الوقت،حيث يندرج تحت منشآت العمارة الاجتماعية الخيرية مثل الأسبلة والكتاتيب. وتأتى أهمية البيمارستان المؤيدي لانه يعد من الأمثلة النادرة في العمارة الإسلامية بوجه عام، وبمصرالإسلامية بوجه خاص،حيث لا توجد سوي أمثلة قليلة للبيمارستانات شبه الكاملة ومن أمثلتها البيمارستان المنصوري والمؤيدي.

وكشف عن أهم نقاط مشروع الترميم المعماري والإنشائى التى تناولها المشروع بناء علي الدراسة الميدانية الإستشارية بالموقع،والدراسات الأثرية والفهم الخاص لوظيفة الأثر،حيث تم عمل الحفائر لاستكشاف المنسوب الاصلي وشكل الأرضية مع عمل تصميم لأرضيات حجرية جديدة.

وتم استكمال عمود الناصية والجزء الشمالي من الواجهة الرئيسية للبيمارستان،لوجود طرف رباط في هذا الجزء من الواجهة مع وجود بقايا لعمود الناصية،وتم تربيط الشروخ بالحوائط مع استعدال الميول بالحوائط والواجهات،عن طريق فك جزئى للاحجار واعادة البناء مرة اخرى.

وأضاف مدير عام آثار القاهرة التاريخية :كما تم تربيط جميع الاركان جيدا مع معالجة الشروخ والتشققات الموجودة عند الحوائط المتقاطعة فى الإتجاه الراسى،وحقن الحشوات الداخلية المالئة بين الحوائط،وتحسين حالة المونه الرابطة بين الاحجار،وتخفيض المنسوب بالجزء الشمالي من الواجهة الرئيسية،للكشف الأثرى عن وجود نفق اسفل البيمارستان يصل بينه وبين تكية البسطامى.

وتضمن المشروع أيضا إجراء بعض الحفائر في بعض المناطق التي وردت في الدراسات التاريخية وهي منطقة المسجد والسبيل والجزء الخلفي،واستكمال الأجزاء المنهارة من الحوائط مع تعلية الحوائط في الأجزاء الباقية لضرورة تربيط المبنى.

واسترجاع الأسقف الخشبية لفراغات البيمارستان،طبقًا للشكل والأسلوب الأثرى المتبع للحفظ الإنشائى وتربيط جميع عناصر المبنى،والكشف عن الصهريج بالإيوان امام المحراب والمخصص لخدمة فراغات البيمارستان،وترميم الأحجار واستبدال التالف والمفقود منها مع معالجة الشروخ الرأسية.

وأوضح أنه تم تركيب شبكات الكهرباء والإضاءة المتخصصة للمبنى من الخارج والداخل،والعزل الأفقى لجميع الأسطح للمبنى للحماية من تسرب مياه الأمطار،وإجراء أعمال الصرف وتنفيذ شبكة لصرف وتجميع مياه الأمطار،وإعادة تركيب جميع الأبواب والشبابيك المفقودة أو التالفة بعد إجراء الدراساة الأثرية للرجوع الى الشكل الأصلى لها.

وأشار الى تركيب الشبابيك المعدنية للفتحات من الشبابيك وخاصة فراغ السبيل والكتاب طبقًا للأصل الأثرى،وتنفيذ أعمال تنسيق الموقع العام الخارجى وعمل اسوار معدنية خارجية لحماية المبنى الأثرى من التعديات.

وعن ترميم وعلاج العناصر الفنية الدقيقة بعد إجراء أعمال ترميم وتنظيف الواجهات الخارجية للبيمارستان تم الكشف عن الوحدات الزخرفية على الواجهة وهى عبارة عن تثبيت و التطعيم ببالطات من القيشانى الملون كما تم الكشف عن الكتابات الأثرية القديمة على الواجهات وادى تراكم الإتساخات عليها الى غيابها وعدم وضوحها.

كما تم ايضًا الكشف عن التكوين الزخرفى الملون للجامات الدائرية على الواجهة وإظهار الوانها الأصلية،كما تمت أعمال تنظيف وترميم أحجار الواجهة،بإستخدام العديد من اساليب التنظيف والترميم طبقًا لحالة كل جزء من الواجهة مع تنفيذ كمادات لإزالة الأملاح من الأحجار وتنفيذ أعمال الكحلة والعراميس.

كشف مدير عام القاهرة التاريخية سر تركيب صلبة معدنية دائمة لجسم النفق المكتشف أسفل البيمارستان المؤيدي، عقب إنتهاء ترميمه، حيث كان النفق معظمه مدفونا ومليئا بالرديم والمخلفات.

وقال "عبدالعزيز"، إن "النفق قوامه فتحة معقودة بعقد مدبب عرضها 5.60 م وارتفاعها من منسوب الأرضية حوالى 6.10 م وامتداد طوله ما يقرب من 20 م، ويصل بين سكة الكومى ودرب اللبان حتى لا تصبح الكتلة المعمارية للبيمارستان فاصل بين الشارعين"، وتابع: "الصلبة المعدنية جاءت نظرًا لمرور حائط اثرى بإرتفاع 12,60 م وبعرض 85 سم بعد أعمال استكمال حوائط البيمارستان فوق سقف النفق الموجود أسفل البيمارستان، والذى استقر الرأى الأثرى بعد الكشف عن منسوبه الأصلى على إعادة استخدامه، للربط بين البيمارستان ومنطقة تكية البسطامى وحارة بوابة اللبانة".

وأشار إلي أنه بعد الدراسات الإنشائية وجد أن ضخامة هذا الحائط تمثل خطرًا على سقف النفق،نظرًا لتهالك احجار سقف النفق بمرور السنين، فكان لابد من التدخل للحفاظ على سقف النفق،وذلك بعمل صلبات حديدية دائمة تكون حاملة للجزء المار فوق الحائط المذكور، حيث ان هذا الحائط يمر فوق الربع الأول من النفق، وتابع: "تم ايضًا تأمين جزء من الحائط الركنى على الواجهة الرئيسية، وهو من أصل البناء لكنه غير كامل بإرتفاعه ولم يكن يتحمل إضافة، واستكمال كامل إرتفاع الحوائط، ونظرًا لضخامة مبانى البيمارستان كان ينبغى الحفاظ على هذا الجزء، واستكمال ارتفاع هذا الحائط والتدخل إنشائيًا، بحيث يتم استكمال بناء الحائط على كوابيل دون وقوع أى أحمال على هذا الجزء من الحائط الأثرى، وتم ذلك بالتدخل الإنشائى أثناء استكمال بناء هذا الحائط".

وقد كان البيمارستان يعاني من عدة مشاكل إنشائية ومعمارية، وذلك أثرغياب أعمال الترميم والصيانة منذ آخر أعمال لجنة حفظ الآثار العربية قبل عشرات السنين، مما أثر على حالة جميع مكونات البيمارستان المعمارية والإنشائية.

كشف مدير عام القاهرة التاريخية، "كان يوجد تدهور وإنهيار معظم جدران البيمارستان المتبقية،مع تآكل وتفتت الأحجار ووجود انهيارات بجدران المبنى الداخلية،وتهدم جزئي بجدران الواجهة الرئيسية والدهليز،مع وجود تأثيرات الرطوبة والأملاح بمعظم الحوائط الباقية".

وتابع: "كما تواجدت شروخ رأسية واضحة بأماكن مختلفة من المبنى،وكان العامل الهام فى ظهورها هو إنهيار وتساقط جميع اسقف البيمارستان الخشبية،ووجود تلك الجدران فى حالة حركة حرة ادى لتغيير فى السلوك الانشائى للحوائط وانهيار جزء كبير منها،واصبحت سهلة التأثر لأى تأثير حركة سواء من الزلازل،أو من حركة التربة اسفل المبنى وظهر هذا واضحًا على كتلة المدخل وامتداده والذى تلاحظ انتشار الشروخ به".

كما تلاحظ ايضًا تآكل احجار السلم الخارجى وتهدم جزئي بجدران الدهليز الذي يلي المدخل الرئيسي،أما عناصر المبنى الفنية والزخرفية،فقد تأثرت بالسلب ايضًا بشكل كبير،وخاصة عناصر الواجهة الرئيسية،من مقرنصات وكتابات وزخارف على الواجهة سواء حجرية أو جصية،ووجود تآكل وتفتت بالعناصر الرخامية بالمبنى، وتابع قائلا: "كما تواجدت الأملاح بشكل كثيف على حوائط المبنى بسبب ارتفاع نسبة الرطوبة بالحوائط،وتلاحظ فقدان معظم العناصر الخشبية بالبيمارستان من ابواب وشبابيك سواء ضلف أو مصبعات".

وأشار إلي إندثار الكثير من المعالم الأثرية للبيمارستان،واصبح من الصعب الوصول إلى الوضع الذي كان عليه،ولولا ما قامت به لجنة حفظ الآثار العربية من بناء بعض الحوائط،والحفاظ علي بقاياه الأثرية لإندثرت جميع معالم البيمارستان، وإستطرد: "من هذا المنطلق فقد اعتمدت فلسفة الترميم علي إعادة مكونات البيمارستان الي وضعه الأصلى،بعد إجراء الدراسات الأثرية المتخصصة،والرجوع الى المصادر الأثرية التى وضحت بشكل كبير اسلوب استكمال أو استرداد العناصر المعمارية المفقودة".

وأضاف: "مع الحفاظ فى الوقت ذاته علي كل العناصر المعمارية والزخرفية الباقية من أصل المبنى،والعمل على ترميمها وإظهارها ورفع كفاءتها المعمارية والإنشائية مع إزالة العناصر التي تسئ الي المظهر الأثرى من تعديات الأهالى والبيوت المجاورة على المبنى الأثرى،وإزالة ما تم إضافته وليس من الأصل الأثرى للبيمارستان".

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة