أفلام مصرية شاركت فى الأوسكار
أفلام مصرية شاركت فى الأوسكار


السؤال الحائر.. لماذا لم نصل للأوسكار حتى الآن ؟!

منال بركات

السبت، 20 يناير 2018 - 02:06 م

يكثر الحديث واللغط عن الأفلام المصرية المرشحة للأوسكار وكيفية اختيارها ، وبالأمس القريب وقع سجالا على صفحات الصحف  فضلا عن المواقع الإلكترونية حول فيلم «الشيخ جاكسون» الذي تم اختياره ليمثل مصر في جائزة Academy Award لهذا العام.

 

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ما هي الجهة التي ترشح الفيلم في مصر وعلى أي أساس يتم الاختيار، ولماذا لم تصل أعمالنا على مدار الأعوام الماضية إلى التصفيات النهائية منذ 1945 وحتى الآن.

 

ورغم أن مصر هي هوليوود الشرق كما يقال، وكونها أول دولة عربية عرفت السينما، ومن أوائل الدول على مستوى العالم عرضت أفلاما على يد الأخوة لوميير عام 1898 غير أن كل هذه الإرهاصات لم تشفع لها لتصل بأعمالها إلى القائمة النهائية في جائزة Academy Award  التي تضم خمس أعمال ليتم التصويت عليها.  

 

والأوسكار جائزة تمنح  عن أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية والمعروفة أيضا بـ Academy Award منذ 1929، وفى 1945 أضيفت جائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية، وحددت الأكاديمية الفيلم الأجنبي بأنه أي فيلم طويل"أكثر من 40 دقيقة" وينتج خارج الولايات المتحدة ولا تكون الإنجليزية لغة المحادثة الرئيسية.

 

المسؤول عن الاختيار 

 

ويرجع تاريخ مصر مع الأوسكار والحديث على عهده الناقد طارق الشناوي إلى المركز الكاثوليكى بوصفه حلقة الوصل الأولى مع الأكاديمية في أمريكا عام 1958، وجاءت البداية مع فيلم "باب الحديد" من إخراج يوسف شاهين،  و استمرت المسيرة بسلاسة أثناء تولى الأب مظلوم،  ثم خلفه  الأب بطرس دانيال، ومع عام "2007" قرر وزير الثقافة فاروق حسنى آنذاك  نقل فعالية ترشيح الفيلم المصري للأوسكار إلى  الوزارة غير أن الأمر لم يفلح وذلك للائحة الجائزة التي تؤكد على أن الأكاديمية لا تتعامل مع جهة حكومية ، فوقع الاختيار على مهرجان القاهرة السينمائي بوصفه يتبع اتحاد المنتجين ، وتم عمل لجنة يحدد أسمائهم وزير الثقافة منبثقة عن مهرجان القاهرة برئاسة الكاتب محمد سلماوى، وكثيرا ما غاب عن تلك اللجنة موعد تقديم الفيلم، وتخلفنا عن المشاركة في تلك الفعالية عدة مرات، ومؤخرا انتقلت تلك المهمة إلى نقابة المهن السينمائية.

 

قائمة الأوسكار المصرية

 

وتعد الأفلام التي وقع الاختيار عليها منذ 1958 في معظمها من علامات السينما المصرية،  ففي نهاية الخمسينيات والستينيات رشح المركز الكاثوليكي أفلام  دعاء الكروان1959، والمراهقات1960، ووا إسلاماه"  1961، واللص والكلاب1962، وفيلم أم العروسة1963، والمستحيل1965، والقاهرة 30عام  1966، وغابت مصر سنوات عن الأوسكار وقد يرجع أسباب ذلك لحرب 67 لتعود بفيلم المومياء عام 1969.

 

وفى حقبة السبعينيات أيضا كان اختيار الفيلم لتمثيلنا في الأوسكار يأتي من جانب المركز الكاثوليكي، وتأرجح اشتركنا في المسابقة  بدلا من عشرة أفلام على مدار هذا العقد  انخفض تمثيلنا ليصل إلى أربعة أعمال سينمائية .  فكانت أفلام زوجتي والكلب، امرأة ورجل 1971، وإمبراطوريو ميم 1972، أريد حلا 1975، وتتوقف مصر عن المشاركة عدة سنوات لتعود في 1979 بفيلم يوسف شاهين إسكندرية ليه،ومع الثمانينات انخفض تمثيلنا في الأوسكار إلى فيلم واحد خلال عقد كامل وبالتحديد 1981 وفيلم المخرج على بدرخان "أهل القمة" .

 

ويبدو أن ولع يوسف شاهين وحلمه بالعالمية كان المحرك الأساسي في الاشتراك دائما بالأوسكار، فكانت البداية مع فيلمه باب الحديد 1958 والعودة بعد توقف دام تسع سنوات ، مع فيلم إسكندرية كمان وكمان عام 1990 . وفى 1997 كان فيلم المصير آخر أفلامه المشاركة بالأوسكار.

 

  
ومع الألفية الجديدة شاركت أفلام مثل أسرار البنات2001، وسهر الليالي 2003، بحب السيما 2004، عمارة يعقوبيان2006، في شقة مصر الجديدة، والجزيرة 2007، ورسائل البحر 2010، الشوق2011 ، والشتا اللي فات 2013، وفتاة المصنعو  2014. اشتباك 2017، الشيخ جاكسون 2018.

 

السؤال الحائر

ويظل السؤال مطروحا  لماذا لم نصل بأفلامنا إلى القائمة النهائية في الأوسكار حتى الآن؟ وهل نتوقف عن ترشيح أعمالنا السينمائية؟

 

في مرحلة ما كان يعول السينمائيون عدم بلوغنا للتصفيات النهائية لمشاكل في الصناعة  من تسجيل صوت والمكساج وغيرها من تفاصيل الصناعة، ويذكر الناقد طارق الشناوي أن المخرج عاطف سالم أكد له أن فيلمه "أم العروسة" كاد أن يصل إلى التصفيات النهائية لولا أن الموسيقى المصاحبة للفيلم كانت مقتبسة عن عمل آخر.

 

واتفق كل من الناقد طارق الشناوي والأب بطرس على ضرورة تفعيل دورنا في دعم السينما للارتقاء بإنتاجها وأفلامها، وهو جزء تتحمله شركات الإنتاج والتوزيع والقائمون على الفيلم نفسه، والارتقاء باللغة السينمائية من حيث جودة الإخراج والتصوير والموسيقى والمضمون والقضية التي يتناولها.

 

ويرفض الشناوي فكرة حجب اشتراك الفيلم المصري في الأوسكار مستندا على مقولة الزعيم مصطفى كامل لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة، موضحا عدم بلوغنا للقائمة النهائية لا يعنى بالضرورة عدم المحاولة والاشتراك مصدر فخر.

 

وفى النهاية لا يسعنا غير القول رغم أن مشاكل الصناعة كانت مؤثرة في أفلام حقبة الستينيات، غير أن ما بلغته الصناعة مع التطور التكنولوجي الراهن يجعلنا نعيد ترتيب أوراقنا مرة آخرى ونعيد النظر في المضمون والقضايا السينمائية التي نتناولها .

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة