أمير قطر تميم بن حمد
أمير قطر تميم بن حمد


 طريق قطر إلى قلب واشنطن يمر بتل أبيب

هالة العيسوي

السبت، 20 يناير 2018 - 11:04 م

فى سبيل تحسين صورتهم لدى البيت الأبيض والرئيس الأمريكي دونالد ترامپ، يدير القطريون حملة علاقات عامة بغرض إنكار دعمهم للإرهاب، لتحقيق هذا الهدف تلجأ الدوحة لشخصيات أمريكية معروفة بصداقتها وولائها الشديد لإسرائيل.


بالإضافة لأكثرة اتصال الدوحة بالمنظمات الصهيونية، وزعماء المنظمات اليهودية المتشددة ممن يطلق عليهم اليهود الأرثوذكس وتقوم باستضافتهم وتدفع لهم مرتبات شهرية تصل أحيانا إلى خمسين ألف دولار. 


هذا ما كشفت عنه صحيفة هاآرتس هذا الأسبوع، وأكدت الصحيفة فى تقريرها صحة ما تناثر من معلومات حول التنسيق الكامل الذى تقوم به الدوحة مع اسرائيل فيما يتعلق بجهود إعمار قطاع غزة،  كان ما لفت نظر الصحيفة لتلك المعلومات مقال غريب للمحامى ألان درشوڤيتز المعروف بدعمه الشديد لإسرائيل والدائم التعبير عن ذلك فى ظهوره العلنى وفى مقالاته بالصحافة الأمريكية. 


وتضمن المقال الذي فاجأ الكثيرين من معارفه فى واشنطن وإسرائيل نشره فى موقع «ذى هِل «الإخبارى بيانا دفاعيا عن قطر التى تتهمها اسرائيل وبلدان الشرق الأوسط الأخرى بدعم «حماس» و»القاعدة» والمنظمات الإسلامية المتشددة الأخرى.


اعتراف خطير


استهل درشوڤيتز مقاله باعتراف خطير جاء فيه: «الأسبوع الماضى زرت الدوحة بدعوة مدفوعة التكاليف من أمير قطر». وفى المقال كتب تفصيلا كيف رفض حاكم قطر وباقى المسئولين الكبار بشدة الاتهامات لبلده بدعم حماس ونفى قربها من ايران او دعمها للإخوان المسلمين. وفى معرض مقاله اجرى المحامى الأمريكى مقارنة غريبة بين السعودية وقطر حين أشار إلى ان السعوديين رفضوا السماح لفريق الشطرنج الإسرائيلى بالمشاركة فى المسابقة التى جرت هناك بينما سمحت الدوحة على مدى سنوات للرياضيين الإسرائيليين بالمشاركة فى البطولات الرياضيىة الدولية التى تقام فى بلادهم.

ثم ختم عبارته بالقول: «وهذا ما جعلنى أدرك ان السعوديين ليسوا بالضرورة فى الجانب الطيب فى خلافهم مع قطر».


لم تكن زيارة درشوڤيتز للدوحة حدثا استثنائيا بل كان جزءا من حملة قطر المحمومة فى مجال العلاقات العامة التى بدأت منذ بضعة أشهر لتغيير صورتها فى عيون صناع القرار الأمريكيين بواشنطن.

استأجرت قطر من اجل هذه الحملة خدمات نك موزين وهو مستشار اعلامى يهودى متشدد عمل من قبل كمتحدث باسم السناتور الجمهورى السابق تيد كروز الذى يعد من الزعماء اليمينيين بالحزب. 


ويذكر التقرير العبرى أن موزين فتح أبواب الطائفة اليهودية والإعلام المحافظ بالولايات المتحدة للقطريين من اجل خاطر راتب شهرى يبلغ حوالى 50 الف دولار. فى نفس الأسبوع الذى زار فيه ألان درشوڤيتز الدوحة استضاف القطريون عضو كونجرس جمهوريا سابقا، ومقدم برامج اذاعية شهيرا من نيويورك والأهم من كل هؤلاء محافظ ولاية اركانسو السابق مايك هكابى والد المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة - هكابى - ساندرز. 


بعد أيام من عودة درشوڤيتز وهكابى من قطر ظهرت البشارة، فقد تحدث الرئيس ترامپ يوم الإثنين هاتفيا مع أمير قطر. وتتدارك الصحيفة هذا الجزم فتذكر أنه قد لا يكون للتوقيت علاقة بهذه الزيارات لكن البيت الأبيض وصف المحادثة بالإيجابية وشكر ترامپ الأمير تميم بن حمد على مساهمته فى مكافحة الإرهاب والتشدد. وقام نك موزين بمشاركة ملخص لزيارة البيت الأبيض على حسابه فى تويتر.
الضائقة الشديدة


وترجع الصحيفة العبرية سبب لجوء القطريين لموزاين إلى الضائقة الشديدة التى تعرضوا لها حين قرر السعوديون وباقى الدول الخليجية الأخرى حصارا اقتصاديا وسياسيا على «الإمارة الصغيرة»، وتلفت النظر إلى اشارة درشووفتز لهذا الحصار فى مقاله والمقاربة المثيرة للدهشة التى عقدها بين قطر واسرائيل حين كتب أن قطر كالخليج لاسرائيل، محاطة بالأعداء معرضة لمخاطر المقاطعة وتكافح من اجل نجاتها. واضاف انه سمع خلال الزيارة من كبار المسئولين تصريحات ايجابية نحو اسرائيل من اجل تحسين علاقتهم بها.


لكن القطريين - حسب التقرير العبرى - لا يكتفون باستضافة صناع القرار الأمريكيين فى الدوحة فهم يعملون ايضا على نشر رسائلهم فى واشنطن، والأسبوع الماضى قام محمد العمادى الوزير القطرى المسئول عن اعادة اعمار قطاع غزة بزيارة العاصمة الأمريكية. وهناك التقى بأعضاء من الكونجرس وكبار المسئولين فى العديد من المعاهد البحثية، وأكد القطريون لمحدثيهم ان عمل العمادى فى غزة يتم بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية فى اسرائيل، وان هناك رقابة محكمة تمنع حماس من استخدام المعونة القطرية فى العمليات الإرهابية.


الوحيدة الملتزمة


نفس المعلومة اكدها مسئول اسرائيلى طلب عدم الإفصاح عن هويته بسبب حساسية الموضوع لكنه أشار إلى انه ماتزال لدى الإسرائيليين مشكلة مع دعم قطر لحماس ومع المحتوى الاستفزازى لقناة الجزيرة، واضاف المسئول ان قطر بالفعل تعد الوحيدة الملتزمة بتحسين الأوضاع فى غزة لكنها ايضا الوحيدة المرتبطة مع كل اللاعبين الأشرار فى المنطقة حماس والمنظمات السنية الراديكالية وإيران.

علامة اخرى على نجاح حملة العلاقات العامة القطرية فى التحول الذى بدر على موقف المنظمة الصهيونية بأمريكا وهى منظمة يهودية تدعم المستوطنات والرئيس ترامپ. فقبل بضعة اشهر هاجم زعماء المنظمة قطر بقسوة واتهموها بدعم الإرهابيين الذين يقتلون اليهود والمسيحيين والمسلمين لكن رئيس المنظمة قال لهاآرتس هذا الأسبوع انه مستعد لمنح فرصة لمطالبة درشوڤيتز بالتعاون مع قطر!


 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة